ويظهر التعارض بين الرواية الذامة والروايات المادحة في رجال الكشّي . علما أنّ الرواية الذامة لا يثبت بها الذم ؛ لأنّها مخالفة للواقع ، حيث إنّ صحبة جابر بن يزيد للإمامين مشهورة أشار إليها الكشّي والنجاشي والطوسي ، وظاهرة في أخباره الكثيرة عنهما حتّى اختلفوا في أحاديثه واحتاجوا إلى سؤال الإمام عليه السلام عن أحاديثه ، فأجابهم الإمام بصدقة وكذَّب المغيرة ، كما في الرواية رقم « 1 » الصحيحة السند .
أمّا الروايات المادحة ، فواحدة صحيحة السند ، وما عداها ضعيف أو من وضع الغلاة فيه . والرواية المتقدّمة في مدحه ، والقول المنقول عن ابن الغضائري ، وما جاء في الرسالة العددية للشيخ المفيد يتعارض مع قول النجاشي فيه بأنّه مخلط ، وما نقله عن الشيخ المفيد أنّ في شعره ما يدلّ على الاختلاط .
ولعلّ التخليط الذي أشار إليه النجاشي ناتج عن ما وضعه الغلاة عنه وليس منه .
فتبقى الرواية المادحة ، الصحيحة السند والمنقولة بطريقين بلا معارض ، فلابدّ من عدّه من الثقات الأجلاء ، لكن يجب النظر في روايته فما كان عن الضعفاء الغلاة الذين أشار إليهم ابن الغضائري والنجاشي وغيرهم ، فهي لا تقبل ، بل بعضها موضوع ، وما جاء بسند صحيح تصح الرواية عنه .
لذا عدّه العلاّمة في القسم الأوّل من الخلاصة المختص بالموثقين ، وأشار لما جاء فيه ، ثم قال : والأقوى عندي التوقّف فيما يرويه هؤلاء ، كما قال الشيخ ابن الغضائري رحمه الله. ۱
وذكره محمّد طه نجف في القسم الثالث المختص بالضعفاء، ۲ كما ذكره في القسم الأوّل المختص بالموثقين .
ودرسه البهبودي في الضعفاء. ۳