مُرْسِلِينَ » 1 ، فإن قالوا لك : لا يرسل اللّه عز و جل إلاّ إلى نبي .
فقل : هذا الأمر الحكيم الذي يفرّق فيه هو من الملائكة والروح التي تنزّل من سماء إلى سماء ، أو من سماء إلى أرض ؟
فإن قالوا: من سماءإلى سماء، فليس فيالسماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية.
فإن قالوا : من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك .
فقل : فهل لهم بد من سيّد يتحاكمون إليه ؟
فإن قالوا : فإن الخليفة هو حكمهم فقل : « اللَّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّـلُمَـتِ إِلَى النُّورِ ـ إلى قوله ـ خَــلِدُونَ » 2 ، لعمري ما في الأرض ولا في السماء ولي للّه ـ عز ذكره ـ إلاّ وهو مؤيد ، ومن أيد لم يخط ، وما في الأرض عدوّ للّه ـ عزَّ ذكره ـ إلاّ وهو مخذول ، ومن خذل لهم يصب ، كما أنّ الأمر لابد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض ، كذلك لابد من وال .
فإن قالوا : لا نعرف هذا . فقل [ لهم ] : قولوا ما أحببتم ، أبى اللّه عز و جل بعد محمّد صلى الله عليه و آله وسلمأن يترك العباد ولا حجّة عليهم .
قال أبو عبداللّه عليه السلام : ثم وقف ، فقال : هاهنا يابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم باب غامضٌ أرأيت إن قالوا : حجّة اللّه القرآن ؟
قال : إذن أقول لهم : إنّ القرآن ليس بناطق يأمر وينهى ، ولكن للقرآن أهل يأمرون وينهون ، وأقول : قد عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة ما هي في السنة والحكم الذي ليس فيه اختلاف ، وليست في القرآن ، أبى اللّه لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الأرض ، وليس في حكمه راد لها ومفرّج عن أهلها .
فقال : هاهنا تَفلَجون يابن رسول اللّه ، أشهد أنّ اللّه ـ عز ذكره ـ قد علم بما يصيب