423
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

مُرْسِلِينَ » 1 ، فإن قالوا لك : لا يرسل اللّه عز و جل إلاّ إلى نبي .
فقل : هذا الأمر الحكيم الذي يفرّق فيه هو من الملائكة والروح التي تنزّل من سماء إلى سماء ، أو من سماء إلى أرض ؟
فإن قالوا: من سماءإلى سماء، فليس فيالسماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية.
فإن قالوا : من سماء إلى أرض وأهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك .
فقل : فهل لهم بد من سيّد يتحاكمون إليه ؟
فإن قالوا : فإن الخليفة هو حكمهم فقل : « اللَّهُ وَلِىُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّـلُمَـتِ إِلَى النُّورِ ـ إلى قوله ـ خَــلِدُونَ » 2 ، لعمري ما في الأرض ولا في السماء ولي للّه ـ عز ذكره ـ إلاّ وهو مؤيد ، ومن أيد لم يخط ، وما في الأرض عدوّ للّه ـ عزَّ ذكره ـ إلاّ وهو مخذول ، ومن خذل لهم يصب ، كما أنّ الأمر لابد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض ، كذلك لابد من وال .
فإن قالوا : لا نعرف هذا . فقل [ لهم ] : قولوا ما أحببتم ، أبى اللّه عز و جل بعد محمّد صلى الله عليه و آله وسلمأن يترك العباد ولا حجّة عليهم .
قال أبو عبداللّه عليه السلام : ثم وقف ، فقال : هاهنا يابن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم باب غامضٌ أرأيت إن قالوا : حجّة اللّه القرآن ؟
قال : إذن أقول لهم : إنّ القرآن ليس بناطق يأمر وينهى ، ولكن للقرآن أهل يأمرون وينهون ، وأقول : قد عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة ما هي في السنة والحكم الذي ليس فيه اختلاف ، وليست في القرآن ، أبى اللّه لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الأرض ، وليس في حكمه راد لها ومفرّج عن أهلها .
فقال : هاهنا تَفلَجون يابن رسول اللّه ، أشهد أنّ اللّه ـ عز ذكره ـ قد علم بما يصيب

1.الدخان : ۵ .

2.البقرة : ۲۵۷ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
422

غير أنّي أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لأصحابك ، وسأخبرك بآية أنت تعرفها إن خاصموا بها فلجوا .
قال : فقال له أبي : إن شئت أخبرتك بها ؟
قال : قد شئت .
قال : إنّ شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا : إنَّ اللّه عز و جل يقول لرسوله صلى الله عليه و آله وسلم : « إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ » 1 إلى آخرها فهل كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك اللّيلة أو يأتيه به جبرئيل عليه السلام في غيرها ؟ فإنّهم سيقولون : لا ، فقل لهم : فهل كان لما علم بدٌّ من أن يظهر ؟ فيقولون : لا ، فقل لهم : فهل كان فيما أظهر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم من علم اللّه ـ عزَّ ذكره ـ اختلاف ؟
فإن قالوا: لا، فقل لهم: فمن حكم بحكم اللّه فيه اختلاف، فهل خالف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم؟
فيقولون : نعم . فإن قالوا : لا ، فقد نقضوا أول كلامهم ، فقل لهم : ما يعلم تأويله إلاّ اللّه والراسخون في العلم .
فإن قالوا : من الراسخون في العلم ؟ فقل : من لا يختلف في علمه . فإن قالوا : فمن هو ذاك ؟ فقل : كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمصاحب ذلك فهل بلغ أولا ؟
فإن قالوا : قد بلغ ، فقل : فهل مات صلى الله عليه و آله وسلم والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف ؟
فإن قالوا : لا ، فقل : إنّ خليفة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم مؤيد ، ولا يستخلف رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمإلاّ من يحكم بحكمه ، وإلاّ من يكون مثله إلاّ النبوة ، وإن كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلملم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيّع من في أصلاب الرجال ممّن يكون بعده .
فإن قالوا لك : فإنّ علم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم كان من القرآن فقل : « حـم * وَ الْكِتَـبِ الْمُبِينِ * إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ* فِيهَا » 2 ، إلى قوله : « إِنَّا كُنَّا

1.القدر : ۱ .

2.الدخان : ۱ ـ ۴ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 150947
الصفحه من 560
طباعه  ارسل الي