425
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

في هذا جميع الأُمة ، فاستضحكت .
ثم قلت: صدقت يابن عباس، أنشدك اللّه هل في حكم اللّه ـ جل ذكره ـ اختلاف؟
قال : فقال : لا .
فقلت : ما ترى في رجل ضرب رجلاً أصابعه بالسيف حتّى سقطت ، ثم ذهب وأتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به ، إليك وأنت قاض ، كيف أنت صانع ؟
قال : أقوال لهذا القاطع : اعطه دية كفه ، وأقول لهذا المقطوع : صالحه على ماشئت وابعث به إلى ذوي عدل .
قلت : جاء الاختلاف في حكم اللّه ـ عزَّ ذكره ـ ونقضت القول الأوّل ، أبى اللّه ـ عزَّ ذكره ـ أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود وليس تفسيره في الأرض ، اقطع قاطع الكف أصلاً ، ثم اعطه دية الأصابع ، هكذا حكم اللّه ليلة تنزّل فيها أمره ، إن جحدتها بعدما سمعت من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فأدخلت اللّه النار ، كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب .
قال : فلذلك عمي بصري ؟
قال : وما علمك بذلك فو اللّه ، إنّ عمي بصري إلاّ من صفقة جناح الملك .
قال : فاستضحكت ، ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله ، ثم لقيته فقلت : يابن عبّاس ، ما تكلمت بصدق مثل أمس . قال لك علي بن أبي طالب عليه السلام : إنّ ليلة القدر في كل سنة ، وأنّه ينزل في تلك اللّيلة أمر السنة ، وأنّ لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . فقلت : من هم ؟
فقال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمّة محدثون .
فقلت : لا أرها كانت إلاّ مع رسول اللّه ، فتبدأ لك الملك الذي يحدثه .
فقال : كذبت يا عبداللّه ، رأت عيناي الذي حدّثك به علي ولم تره عيناه . ولكن


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
424

الخلق من مصيبة في الأرض أو في أنفسهم من الدين أو غيره ، فوضع القرآن دليلاً .
قال : فقال الرجل : هل تدري يابن رسول اللّه ، دليل ما هو ؟
قال أبو جعفر عليه السلام : نعم ، فيه جمل الحدود ، وتفسيرها عند الحكم . فقال : أبى اللّه أن يصيب عبدا بمصيبة في دينه أو في نفسه أو [ في ] ماله ليس في أرضه من حُكمه قاض بالصواب في تلك المصيبة .
قال : فقال الرجل : أمّا في هذا الباب فقد فلجتهم بحجّة إلاّ أن يفتري خصمكم على اللّه فيقول : ليس للّه ـ جلّ ذكره ـ حجّة ، ولكن أخبرني عن تفسير «لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ علي ما فاتکم۱ ممّا خص به علي عليه السلام « وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ ءَاتَاكُمْ »۲ قال : في أبي فلان وأصحابه واحدة مقدّمة وواحدة مؤخّرة « لاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ »۳ ممّا خص به علي عليه السلام « وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ ءَاتَـلـكُمْ »۴ من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم .
فقال الرجل : أشهد أنّكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه ، ثم قام الرجل وذهب فلم أره. ۵
عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : بينا أبي جالس وعنده نفر إذا استضحك حتّى اغرورقت عيناه دموعا ، ثم قال : تدرون ما أضحكني ؟
قال : فقالوا : لا .
قال : زعم ابن عباس أنّه من الذين قالوا ربّنا اللّه ، ثم استقاموا .
فقلت له : هل رأيت الملائكة يابن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا والآخرة ، مع الأمن من الخوف والحزن .
قال : فقال : إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ يقول : « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ »۶ ، وقد دخل

1.الحديد : ۲۳ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۲۴۲ ح ۱ .

3.الحجرات : ۱۰ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 150945
الصفحه من 560
طباعه  ارسل الي