في هذا جميع الأُمة ، فاستضحكت .
ثم قلت: صدقت يابن عباس، أنشدك اللّه هل في حكم اللّه ـ جل ذكره ـ اختلاف؟
قال : فقال : لا .
فقلت : ما ترى في رجل ضرب رجلاً أصابعه بالسيف حتّى سقطت ، ثم ذهب وأتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به ، إليك وأنت قاض ، كيف أنت صانع ؟
قال : أقوال لهذا القاطع : اعطه دية كفه ، وأقول لهذا المقطوع : صالحه على ماشئت وابعث به إلى ذوي عدل .
قلت : جاء الاختلاف في حكم اللّه ـ عزَّ ذكره ـ ونقضت القول الأوّل ، أبى اللّه ـ عزَّ ذكره ـ أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود وليس تفسيره في الأرض ، اقطع قاطع الكف أصلاً ، ثم اعطه دية الأصابع ، هكذا حكم اللّه ليلة تنزّل فيها أمره ، إن جحدتها بعدما سمعت من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم فأدخلت اللّه النار ، كما أعمى بصرك يوم جحدتها علي بن أبي طالب .
قال : فلذلك عمي بصري ؟
قال : وما علمك بذلك فو اللّه ، إنّ عمي بصري إلاّ من صفقة جناح الملك .
قال : فاستضحكت ، ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله ، ثم لقيته فقلت : يابن عبّاس ، ما تكلمت بصدق مثل أمس . قال لك علي بن أبي طالب عليه السلام : إنّ ليلة القدر في كل سنة ، وأنّه ينزل في تلك اللّيلة أمر السنة ، وأنّ لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم . فقلت : من هم ؟
فقال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمّة محدثون .
فقلت : لا أرها كانت إلاّ مع رسول اللّه ، فتبدأ لك الملك الذي يحدثه .
فقال : كذبت يا عبداللّه ، رأت عيناي الذي حدّثك به علي ولم تره عيناه . ولكن