المراكز العلمية الشيعية ، وأصبح الوجود الشيعي متأثرا بالطرق الصوفية ، كالطريقة العلية الهمدانيه ، والنوربخشية ، والقزلباشية ، والنعمة اللاهية ، والبكتاشية ، والمشعشعية ، ولم يسلم منه إلاّ قرى معدودة صغيرة في جبل عامل ، وقرى متناثرة في أهوار العراق (الجزائر) ، لتعيد الأصالة الفكرية ، وتحافظ على التراث عبر إجازة الكتب ونسخها وقراءتها ، إلى أن برز المحقّق الكركي والمقدّس الأردبيلي ، والشيخ القطيفي والشهيد الثاني في الساحة العلمية ، وثم تلاهم البهائي والتستري والشيخ حسن صاحب المعالم ، ومن بعدهم الجزائري والطريحي ، ليقودوا الحياة العلمية والبحث والتحقيق من جديد ، كل ذلك متمثلاً بمركزين : 
 أحدهما : يتصف بطابع المركز العلمي المحافظ في النجف الأشرف ومن لم يهاجر من علماء جبل عامل . 
 والثاني : في إيران ومراكزه العلمية بقزوين وإصفهان وشيراز الذي يتميز بالمشروع العلمي الواسع ، الذي يجمع بين البحث العلمي وحركة التبليغ لمدرسة أهل البيت ، والصراع ضد التيارات الصوفية المنافسة في الحياة السياسية والاجتماعية . 
 فقد كان اتجاه البحث العلمي في كلا المركزين متجها لاستيعاب التراث العلمي ، وإحياء منهج وأساليب المدرسة الحلّية مع الحفاظ على التراث ، لذا فقد أُلفت الكتب الرجالية في هذا الاتجاه، وهي : 
 أ ـ التحرير الطاووسي ، للشيخ حسن بن زين الدين الذي استخرجه من كتاب حل الإشكال في معرفة الرجال لمّا رآه مشرفا على التلف . 
 ب ـ الضعفاء ، لابن الغضائري ، استخرجه الشيخ محمّد بن حسين بن عبيداللّه الواسطي البغدادي . 
 ج ـ حاوي الأقوال في معرفة علم الرجال ، للشيخ عبدالنبي بن سعد الجزائري (م عام 1021 ق ) ، وهو أول كتاب رتب الرجال فيه على أربعة أقسام ، بحسب التقسيم