السيّد ابن طاووس يضفي على الكتاب صفة الوثوق به . ۱
ب ـ يكفي في صحّة نسبة الكتاب إلى ابن الغضائري تطابق ما نقله النجاشي في مواردكثيرة مع الموجود منه، وعدم ذكرالشيخ له فيالفهرست لايعني نفي تلك النسبة.
وقول السيّد الخوئي في عدم ثبوت نسبة هذا الكتاب إلى مؤلفه غير تام ؛ لأنّ هذه القرائن تكفي في ثبوت النسبة ، ولولا الاعتماد عليها للزم رد كثير من الكتب غير الواصلة إلينا من طرق الرواية والإجازة . ۲
ج ـ لأنّ تلك الفترة تعد من أظلم الفترات في تاريخ التراث الشيعي؛ وذلك لقلّة المصادر والأخبار عنها ، وما يوجد منها لا يكشف عن جهود كثير الأعمال العظيمة التي تمكنت من الظهور رغم الضباب والتعتيم فاخترقتها كالشمس في النهار ، وهي قليلة تعد بالأصابع .
ومهما يكن فإنّ ذلك لا يشكّل عقبة أمام إطلاق أعلام الفن نسبة الكتاب لابن الغضائري. ۳
د ـ إنّ تلك الفترة التي لم يُذكر فيها الكتاب تعتبر من أقسى الفترات في التاريخ الشيعي ، وهي فترة الاضطهاد التي تعرض فيها الشيعة للإبادة والقتل الجماعي وحرق التراث ، حين ظهور الدول التي سعت للقضاء على الشيعة (الدولة الغزنوية في الشرق ، ودولة السلاجقة في إيران والعراق وشمال الشام ، والدولة الأيوبية في مصر وجنوب الشام) ، حتّى أصبح الشيعة مطاردون في كل مكان . وأطلق بعض العلماء على هذه الفترة فترة الجمود العلمي ؛ لأنّ الشيعة لم يتمكنوا من تأسيس مركزا علميا يستقطب طلبة العلم ؛ لكي تنشط في ظله حركة الكتاب والنسخ والإجازة ، ولمّا ظهرت المدرسة الحلّية بعد تلك الفترة ، برزت الكثير من مصنفات
1.اُصول علم الحديث : ص ۱۰۴ .
2.كلّيات في علم الرجال : ص ۹۲ .
3.الرجال لابن الغضائري (مقدمة التحقيق) : ص ۱۸ ـ ۱۹ ، للسيّد المحقّق الجلالي .