87
الضّعفاء من رجال الحديث ج1

السيّد ابن طاووس يضفي على الكتاب صفة الوثوق به . ۱
ب ـ يكفي في صحّة نسبة الكتاب إلى ابن الغضائري تطابق ما نقله النجاشي في مواردكثيرة مع الموجود منه، وعدم ذكرالشيخ له فيالفهرست لايعني نفي تلك النسبة.
وقول السيّد الخوئي في عدم ثبوت نسبة هذا الكتاب إلى مؤلفه غير تام ؛ لأنّ هذه القرائن تكفي في ثبوت النسبة ، ولولا الاعتماد عليها للزم رد كثير من الكتب غير الواصلة إلينا من طرق الرواية والإجازة . ۲
ج ـ لأنّ تلك الفترة تعد من أظلم الفترات في تاريخ التراث الشيعي؛ وذلك لقلّة المصادر والأخبار عنها ، وما يوجد منها لا يكشف عن جهود كثير الأعمال العظيمة التي تمكنت من الظهور رغم الضباب والتعتيم فاخترقتها كالشمس في النهار ، وهي قليلة تعد بالأصابع .
ومهما يكن فإنّ ذلك لا يشكّل عقبة أمام إطلاق أعلام الفن نسبة الكتاب لابن الغضائري. ۳
د ـ إنّ تلك الفترة التي لم يُذكر فيها الكتاب تعتبر من أقسى الفترات في التاريخ الشيعي ، وهي فترة الاضطهاد التي تعرض فيها الشيعة للإبادة والقتل الجماعي وحرق التراث ، حين ظهور الدول التي سعت للقضاء على الشيعة (الدولة الغزنوية في الشرق ، ودولة السلاجقة في إيران والعراق وشمال الشام ، والدولة الأيوبية في مصر وجنوب الشام) ، حتّى أصبح الشيعة مطاردون في كل مكان . وأطلق بعض العلماء على هذه الفترة فترة الجمود العلمي ؛ لأنّ الشيعة لم يتمكنوا من تأسيس مركزا علميا يستقطب طلبة العلم ؛ لكي تنشط في ظله حركة الكتاب والنسخ والإجازة ، ولمّا ظهرت المدرسة الحلّية بعد تلك الفترة ، برزت الكثير من مصنفات

1.اُصول علم الحديث : ص ۱۰۴ .

2.كلّيات في علم الرجال : ص ۹۲ .

3.الرجال لابن الغضائري (مقدمة التحقيق) : ص ۱۸ ـ ۱۹ ، للسيّد المحقّق الجلالي .


الضّعفاء من رجال الحديث ج1
86

ج ـ شهادة معاصريه ، فقد ذكر الكشّي شهادة معاصريه على ضعف بعض الرواة ، كالشيخ العيّاشي، وابن شاذان، ونصر بن صباح، وآدم القلانسي .
فبعضهم نعتمد على شهادتهم ؛ لأنّهم من المشايخ الثقات كالعيّاشي ، وابن شاذان ، والبعض الآخر نتوقّف في قبول تضعيفاتهم ؛ لأنّهم ضعفاء كنصر بن صباح الذي وصفه الكشّي نفسه بالغلو ، وآدم القلانسي الذي وصفوه بالتفويض .
د ـ شهادة الكشّي نفسه في تضعيف بعض الرجال ، فإذا كان من معاصريه فهي شهادة معتبرة ؛ لأنّ الكشّي موصوف بالوثاقة ، وإن كان من غير معاصريه فإن قوله اجتهاد ، فإذا ظفرنا بدليله أو بدليل آخر يخالف اجتهاده فنحن والدليل ، وإن لم يصلناالدليل نعتمد على قوله؛ لأنّه الثقة الورع الذي لا يصدر منه حكم من دون دليل.
2 . الضعفاء : أحمد بن الحسين بن عبيداللّه ابن الغضائري (م عام 412 ق ) .
وقد وقع الكلام فيه بأُمور :
أولاً : الطريق إلى الكتاب :
بعد عصر الشيخ النجاشي (450 ق ) والشيخ الطوسي (460 ق ) ، اختفت أخبار كتب ابن الغضائري مدّة قرنين من الزمن ، حتّى ظهرت نسخة من كتابه الضعفاء على يد السيّد أحمد بن طاووس الحلّي (673 ق ) في كتابه حل الإشكال الذي ألف عام 644 ق ، والذي أورد فيه نصوص الكتب الخمسة الأُصول الرجالية ، وقال : ولي في الجميع روايات متصلة عدا كتاب ابن الغضائري. ۱
إنّ اختفاءه طيلة قرنين من الزمن لا يؤثر في تصحيح نسبة الكتاب إليه ، وذلك لعدة أُمور منها :
أ ـ النقل من الكتاب من دون أن يرويه الناقل عن مؤلف مع وثوقة بأنّه له ، لا يعني وهن النسبة والطعن في الكتاب ، بل الأمر بالعكس ، فإنّ هذا الاعتماد من

1.التحرير الطاووسي : ص ۷ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج1
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 180856
الصفحه من 560
طباعه  ارسل الي