119
الضّعفاء من رجال الحديث ج2

أقوال العلماء فيه :

قال الكشّي : «سفيان بن مصعب العبدي أبو محمّد :
محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني حمدان بن أحمد الكوفي قال : حدّثنى أبو داوود سليمان بن سفيان المسترق ، عن سيف بن مصعب العبدي قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : قال شعرا تنوح به النساء» ۱ .
والرواية لا تفيد المدح ؛ لأنّها رواية الرجل نفسه الذي يراد توثيقه ، ولا دلالة فيها على حسن الرجل بوجه .
وعن نصر بن الصباح قال : حدّثنا إسحاق بن محمّد البصري قال : حدّثني محمّد بن جمهور قال : حدّثني أبو داوود المسترق ، عن علي بن النعمان ، عن سماعة قال : قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «يا معشر الشيعة ، علّموا أولادكم شعر العبدي ؛ فإنّه على دين اللّه » ۲ .
والرواية ضعيفة السند بنصر بن الصباح وإسحاق بن محمّد البصري ومحمّد بن جمهور .
وقال أبو عمرو : «في أشعاره ما يدلّ على أنّه كان من الطيّارة» ۳ . ونظرا لشعره قال فيه الكشّي بأنّه من الطيّارة ، وهي فرقة بائدة من الغلاة يقولون إنّه إذا مات الإنسان وانتقل من هذا الجسد ، طار فصار مع الملائكة ، ويزعمون أنّهم لا يموتون وإنّما موتهم طيران أنفسهم في الغلس ، وعامّة هؤلاء يقولون بالتناسخ والرجعة ۴ .
ونقل العلاّمة الأميني شيئا من شعره ، وقال معلّقا على قول الكشّي «لم نجد في شعره البالغ إلينا إلاّ المذهب الصحيح ، والولاء المحض لعترة الوحي ، والتشيّع
الخالص عن كلّ شائبة سوء» ۵ .
ودرس حياته وشعره السيّد هاشم محمّد في سلسلة من أعلام الولاء وقال في المقدمة : «وحين تتبّعت المصادر وجدتها لا تتحدّث إلاّ قليلاً عنه و عن شعره ، ولكن هذا الشعر القليل الذي وجدته حافل بالكثير من المعطيات والمفاهيم الرفيعة ، فلم ينظم بيتا إلاّ في أهل البيت عليهم السلام ، وكان يأخذ الآيات والأحاديث والأخبار التي تتضمّن فضائل أهل البيت عليهم السلام ومثالب خصومهم وينظمها شعرا مع ذكر مشاعره وحبّه لهم ؛ ومن هنا أدركت السرّ وراء تأميد الإمام الصادق عليه السلام على الشيعة أن يعلّموا شعره لأولادهم» ۶ .
وقوله الشعر في رثاء ومدح أهل البيت واستحسان الإمام الصادق عليه السلام شعره ۷ لا يفيد التوثيق ؛ لأنّ إجادة الشعر شيء ، ووثاقته في نقل الحديث شيء آخر ، كما تعلم ، وروايتة سليمان بن سفيان المسترق الثقة عنه لا تفيد التوثيق ، وكذلك تأليف الحسين بن محمّد بن علي الأزدى الكوفي الثقة في أخبار المترجم له وشعره ۸ لا يفيد التوثيق وإن استجاد شعره واهتمّ بجمعه . وقد حكم الأميني بوثاقته .
وكيف كان ، لا طريق إلى إثبات وثاقته ، فيبقى الرجل مجهولاً بالمعنى الأعمّ ، أو ممدوحا حسنا ؛ لشعره المملوء بالحبّ والولاء لأهل البيت عليهم السلام ، واهتمام العلماء بشعره وجمعه ؛ ولذا حكم بحسنه أو بجهله بعض علماء الجرح والتعديل ، فذكره محمّد طه نجف في القسم الثاني من رجاله المختصّ بالحسان ۹ ، وقال المجلسي : «حسن» ۱۰ ، ووثّقه العلاّمة الأميني في الغدير ۱۱ .
وذكره العلاّمة الحلّي في القسم الأوّل من الخلاصة وقال : «روى الكشّي من طريق ضعيف عن الصادق عليه السلام أنّه قال : علّموا أولادكم شعر العبدي بشير إلى الشيعة ، وهذا لا يثبت عندي عدالته» ۱۲ وفي القسم الثاني عنونه بسفيان بن مصعب العبدي وقال : «لم تثبت عندي عدالة الرجل ولا جرحه ، فنحن فيه من المتوقّفين» ۱۳ .
وقال ابن داوود : «مجهول» ، وأدرجه في القسم الثاني من رجاله المختصّ بالمجروحين والمجهولين ۱۴ ، وكان عليه أن يدرجه في القسم الأوّل وفقا لمنهجه ؛ لأنّه من المهملين وليس مجهولاً بالمعنى الأخصّ . وذكره الجزائري في القسم الرابع من رجاله المختصّ برواة الضعفاف ۱۵ ؛ لأنّه يعدّ المهملين منهم .
وله شعر حسن في مدح ورثاء أهل البيت عليهم السلام جمعه الحسين بن محمّد بن علي الأزدي ، ولم يصل إلينا هذا الكتاب ، وترجم له وجمع شيئا من شعره العلاّمة عبد الحسين الأميني في شعراء الغدير ۱۶ .
ونقل مدح شعره واستحسانه عن الإمام الصادق عليه السلام كلّ من : الكليني في الكافي ، وابن قولويه في كامل الزيارات ، والجوهري في المقتضب ، والكشّي في رجاله ، وابن شهر آشوب في المناقب ، والسيّد محسن الأمين في الأعيان ۱۷ .

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۴ الرقم ۷۴۷ .

2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۴ الرقم ۷۴۸ .

3.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۴ .

4.معجم الفرق الإسلامية : ص ۱۶۴ .

5.الغدير : ج ۲ ص ۴۱۶ ، تحقيق مركز الغدير للدراسات الإسلامية .

6.أعلام الولاء (سفيان بن مصعب العبدي) : المقدمة .

7.راجع الكافي : ج ۸ ص ۲۱۶ ح ۲۶۳ .

8.رجال النجاشي : ص ۶۵ الرقم ۱۵۴ .

9.تنقيح المقال : ج ۲ ص ۴۰ .

10.رجال المجلسي : ص ۲۲۰ .

11.الغدير : ج ۲ ص ۴۱۶ .

12.خلاصة الأقوال : ص ۱۶۰ .

13.خلاصة الأقوال : ص ۳۵۶ .

14.رجال ابن داوود : ص ۲۴۸ .

15.حاوي الأقوال : ج ۳ ص ۵۰۲ .

16.الغدير : ج ۲ ص ۴۰۹ ـ ۴۶۶ .

17.الكافي : ج ۸ ص ۲۱۵ ح ۲۶۳ ، المقتضب : ص ۴۹ ، رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۴ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۳ ص ۳۱ ، أعيان الشيعة : ج ۷ ص ۲۶۸ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج2
118

خلاصة القول فيه :

مجهول ، لا يعرف ، وكلّ رواياته منكرة وأسانيدها واهية ، وعدّه من الضعفاء : العلاّمة وابن داوود والجزائري ومحمّد طه نجف .

[ 152 ]

سفيان بن مصعب العبدي

اسمه ونسبه :

سفيان بن مصعب العبدي الشاعر : من أهل همدان ، وقال الطوسي من أهل الكوفة ، كوفي يكنّى أبا محمّد . والعبدي نسبة إلى عبد قيس بن افصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ۱ . وهو متّحد مع سيف بن مصعب العبدي ، صرّح بذلك التفريشي والسيّد الخوئي والتستري والجزائري وغيرهم ، وقد أُبدل سفيان بسيف بأيدي النسّاخ ؛ لتقاربهما في الرسم .

طبقته :

عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام . ۲
وقال البرقي في أصحاب الصادق عليه السلام : «أبو محمّد الشاعر العبدي من أهل همدان» ۳ .
روى عن : أبي عبد اللّه عليه السلام .
وروى عنه : أبو داوود سليمان بن سفيان المسترق .

1.الأنساب : ج ۴ ص ۱۳۵ .

2.رجال الطوسي : ص ۲۲۰ الرقم ۲۹۲۷ .

3.رجال البرقي : ص ۱۰۳ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج2
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 101913
الصفحه من 527
طباعه  ارسل الي