17
الضّعفاء من رجال الحديث ج2

الضّعفاء من رجال الحديث ج2
16

أقوال العلماء فيه :

قال ابن الغضائري : «داوود بن كثير بن أبي خالد الرقّي ، مولى بني أسد ، يروي عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، كان فاسد المذهب ؛ ضعيف الرواية ؛ لا يلتفت إليه» ۱ .
وقال النجاشي : «ضعيف جدّا ، والغلاة تروي عنه . قال أحمد بن عبدالواحد : قلّما رأيت له حديثا سديدا» ۲ .
وقال الشيخ الطوسي : «داوود بن كثير الرقّي ، مولى بني أسد ، ثقة ، من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام » ۳ .
وعدّه المفيد في إرشاده في من روى النصّ على الرضا علي بن موسى عليهماالسلامبالإمامة من أبيه . والإشارة منه إليه بذلك تدلّ على أنّه من خاصّته وثقاته ، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعه ۴ .
وقال الصدوق في المشيخة : «روي عن الصادق عليه السلام بأنّه قال : أنزِلوا داوود الرقّي منّي بمنزلة المقداد من رسول اللّه صلى الله عليه و آله » ۵ .
وفي كتاب الاختصاص تحت عنوان «حديث المفضّل وخلق أرواح الشيعة من الأئمّة عليهم السلام » : عن محمّد بن علي قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثنا علي بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي أحمد الأزدي ، عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام إذ دخل المفضّل بن عمر ، فلمّا بصر به ضحك إليه ، ثمّ قال : «إليّ يا مفضّل ، فو ربّي إنّي لأُحبّك وأُحبّ من يحبّك» ... قال : فما منزلة داوود بن كثير الرقّي منكم؟ قال عليه السلام : «منزلة المقداد [ بن الأسود] من رسول اللّه صلى الله عليه و آله » ۶ .
والرواية ضعيفة السند ؛ لجهالة أبي أحمد الأزدي وعبد اللّه بن الفضل الهاشمي .
وقال الكشّي في داوود بن كثير الرقّي : حدّثني حمدويه وإبراهيم ، ومحمّد بن مسعود قال : حدّثني محمّد بن نصير ، قالوا : حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمان ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «أنزلوا داوود الرقّي منّي بمنزلة المقداد من رسول اللّه صلى الله عليه و آله » ۷ .
علي بن محمّد قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، عن أبي عبد اللّه البرقي رفعه قال : نظر أبو عبد اللّه عليه السلام إلى داوود الرقّي وقد ولّى ، فقال : «من سرّه أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم عليه السلام فلينظر إلى هذا» .
وقال في موضع آخر : «أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمه الله» ۸ .
حدّثني محمّد بن مسعود قال : حدّثني علي بن محمّد بن عيسى ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن بعض أصحابنا ، عن داوود بن كثير الرقّي قال : قال لي أبو عبداللّه عليه السلام :
«يا داوود ، إذا حدّثت عنّا بالحديث فاشتهرت به فأنكره» ۹ .
طاهر بن عيسى قال : حدّثني الشجاعي ، عن الحسين بن بشّار ، عن داوود الرقّي قال : قال لي داوود : ترى! ما تقول الغلاة الطيّارة وما يذكرون عن شرطة الخميس عن أميرالمؤمنين عليه السلام وما يحكي أصحابه عنه فذلك واللّه أراني أكبر منه ، ولكن أمرني ألاّ أذكره لأحد .
قال : وقلت له : إنّي قد كبرت ودقّ عظمي أُحبّ أن يختم عمري بقتل فيكم ، فقال : وما من هذا بدّ ؛ إن لم يكن في العاجلة يكون في الآجلة .
ذكر أبو سعيد بن رشيد الهجري أنّ داوود دخل على أبي عبداللّه عليه السلام ، فقال : «يا داوود ، كذب واللّه أبو سعيد!» .
قال أبو عمرو : «يذكر الغلاة أنّه من أركانهم ، وقد يروي عنه المناكير من الغلوّ ، وينسب إليه أقاويلهم ، ولم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه ، ولا عثرت من الرواية على شيء غير ما أثبتّه في هذا الباب» ۱۰ .
قال السيّد الخوئي قدس سره : «هذه الروايات وإن دلّت على جلالة داوود الرقّي ، إلاّ أنّ جميعها ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها ، فيبقى في إثبات وثاقته شهادة ابن قولويه والشيخين : الطوسي والمفيد ـ قدّس سرّهما ـ إلاّ أنّه يعارضها شهادة النجاشي وابن الغضائري بضعفه ، وما ذكره أحمد بن عبدالواحد من أنّه قلّما رأى له حديثا سديدا» ۱۱ .
وقال العلاّمة الحلّي حين ذكره في القسم الأوّل من الخلاصة : «وعندي في أمره توقّف ، والأقوى قبول روايته ؛ لقول الشيخ الطوسي والكشّي ۱۲ .
وقال أبو جعفر بن بابويه : روى عن الصادق عليه السلام أنّه قال : أنزلوا داوود الرقّي منّي منزلة المقداد من رسول اللّه صلى الله عليه و آله » ۱۳ .
وذكره ابن داوود الحلّي في الجزء الأوّل من رجاله وقال : «وثّقه الشيخ والكشّي وابن فضّال» ۱۴ ، ثمّ ذكره في الجزء الثاني المختصّ بالمجروحين اعتمادا على تضعيف النجاشي وابن الغضائري وأحمد بن عبدالواحد .
وذكره الجزائري في القسم الرابع من رجاله المختصّ برواة الضعاف ۱۵ .
ودرسه البهبودي في الضعفاء قائلاً : «روي فيه عدّة روايات ؛ بعضها مادحة وبعضها قادحة ، وكلّها ضعاف لا يثبت بها مدح ولا قدح» ۱۶ .
إذا ، اختلاف العلماء في ترجيح أحد الأمرين ، إنّما هو للتعارض بالجرح والتعديل فيه ، والراجح التضعيف ؛ لأنّ روايات الكشّي ورواية المفيد في الاختصاص كلّها ضعيفة ، ورواية الشيخ الصدوق مرسلة ، ويظهر إنّها إحدى روايات الكشّي .
وتوثيق الشيخ الطوسي معارض بتضعيف النجاشي وابن الغضائري وابن عبدون ، ويقدَّم النجاشي عند التعارض ، وهو رأي أكثر المحقّقين ، وإن ذهب بعضهم إلى تقدّم التوثيق على الترجيح ؛ لأنّ التوثيق يحتاج إلى دقّة أكثر . وقال البعض بالتساقط ، والأصل عدم التوثيق . واحتاط البعض بالقول بتقديم التضعيف بشبهة عدم الوثاقة . وكيف كان ، فإنّ القول بضعفه راجح ؛ لتضعيف النجاشي وابن الغضائري وابن عبدون ، ولوجود عدّة روايات عنه يظهر منها التخليط والغلوّ ، كما سيأتي .

1.الرجال لابن الغضائري : ص ۵۸ الرقم ۴۶ ، مجمع الرجال : ج ۲ ص ۲۹۰ .

2.رجال النجاشي : ص ۱۵۶ الرقم ۴۱۰ .

3.رجال الطوسي : ص ۲۰۲ الرقم ۲۵۶۷ .

4.الإرشاد : ج ۲ ص ۲۴۸ .

5.كتاب مَن لا يحضره الفقيه (المشيخة) : ج ۴ ص ۴۹۵ .

6.الاختصاص : ص ۲۱۶ .

7.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۴ الرقم ۷۵۰ .

8.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۵ الرقم ۷۵۱ .

9.رجال الكشّي : ج ۲ص ۷۰۸ الرقم ۷۶۵ .

10.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۰۸ الرقم ۷۶۶ .

11.معجم رجال الحديث : ج ۷ ص ۱۲۴ الرقم ۴۴۲۰ .

12.خلاصة الأقوال : ص ۱۴۱ .

13.كتاب مَن لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۴۹۵ .

14.رجال ابن داوود : ص ۹۱ .

15.حاوي الأقوال : ج ۳ ص ۴۵۶ .

16.معرفة الحديث : ص ۱۴۲ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج2
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 102035
الصفحه من 527
طباعه  ارسل الي