175
الضّعفاء من رجال الحديث ج2

۴.وفي الكافي للكليني :عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن كردين ، عن رجل ، عن أبي عبد اللّه وأبي جعفر عليهماالسلامقال : «إنّ أمير المؤمنين عليه السلام لمّا فرغ من أهل البصرة أتاه سبعون رجلاً من الزطّ ، فسلّموا عليه وكلّموه بلسانهم ، فردّ عليهم بلسانهم . ثمّ قال لهم : إنّي لست كما قلتم ، أنا عبد اللّه مخلوق فأبوا عليه وقالوا : أنت هو! فقال لهم : لئن لم تنتهوا وترجعوا عمّا قلتم فيّ وتتوبوا إلى اللّه عز و جل لأقتلنّكم! فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا ، فأمر أن تحفر لهم آبار ، فحفرت ، ثمّ خرق بعضها إلى بعض ، ثمّ قذفهم فيها ، ثمّ خمر رؤوسها ، ثمّ أُلهبت النار في بئر منه ليس فيها أحد منهم ، فدخل عليهم فيها فماتوا» ۱ .

خلاصة القول فيه :

كوفي ، غالٍ ، كذّاب ، وضّاع للحديث ، ضعّفه ابن الغضائري ، وعدّه من الضعفاء كلّ من العلاّمة وابن داوود والجزائري ومحمد طه نجف والبهبودي ، ورواياته يظهر فيها الغلوّ والكذب .

[ 165 ]

صالح بن عقبة بن قيس

اسمه ونسبه :

صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة ، مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، صرّح بذلك البرقي في المحاسن والرجال ، والكليني والصدوق والنجاشي والطوسي وابن
الغضائري .
ولم أقف على من عدّ أبا ربيحة من موالي رسول اللّه صلى الله عليه و آله أو من ذكره في الصحابة ، علماً أنّ العلماء أحصوا أصحابه ومواليه . ۲
وأقدم نصّ في وصف أبي ربيحة بأنّه مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ما ذكره البرقي في المحاسن والرجال ، وفي المحاسن ما يرجّح أنّه لم يكن معاصراً لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ؛ حيث يروي الخبر عن أمير المؤمنين عليه السلام مرفوعا «عن بعض أصحابنا ، عن صالح بن عقبة ، عن قيس بن سمعان ، عن أبي ربيحة مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله رفعه قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام : بِمَ عرفت ربّك؟ ...» ۳ .
والرفع في اصطلاح المحدّثين : ما يطلق على ما أُضيف إلى المعصوم بإسناد منقطع ۴ . أو ما أُسقط من وسط سنده أو آخره واحد أو أكثر مع التصريح بلفظ الرفع ۵ . كما في السند المتقدّم عن أبي ربيحة ، ولعلّ الخطأ نشأ من البرقي وانتقل إلى من أتى بعده من المحدّثين ، وانتقل وصفه بمولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى سائر المحدّثين ، فروايته عن أمير المؤمنين عليه السلام مرسلاً بسند منقطع تدلّ على أنّه لم يكن مولى لرسول اللّه صلى الله عليه و آله ولعلّه نسب نفسه إلى رسول اللّه ولاءً عندما كان العجم ينسبون أنفسهم إلى إحدى القبائل العربيّة .

1.الكافي : ج ۷ ص ۲۵۹ ح ۲۳ ، رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۲۵ . والزط : جنس من الهنود . والرواية يشهد على كذبها التاريخ والشرع ، وسوف ندرسها في الموضوعات .

2.فقد ترجم في الصحابة لكل من رأى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ولو مرة واحدة ، أو كان أميرا في الفتوح كما في الإصابة ، وذكروا أسماء موالي رسول اللّه صلى الله عليه و آله ولباسه ودوابّه وكلّ ما يتعلّق برسول اللّه صلى الله عليه و آله فكيف أغفلوا ذكر أبي ربيحة؟!

3.المحاسن : ج ۱ ص ۳۷۳ ح ۸۱۸ .

4.أُصول الحديث وأحكامه : ص ۶۷ .

5.مقباس الهداية : ج ۱ ص ۲۰۷ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج2
174

۳.و في البصائر للصفّار قال :حدّثنا أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «إنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين وهو مع أصحابه ، فسلّم عليه ، ثمّ قال : أنا و اللّه أُحبّك وأتولاّك . فقال له أمير المؤمنين : ما أنت كما قلت ، ويلك! إنّ اللّه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ عرض علينا المحبّ لنا ، فو اللّه ما رأيت روحك فيمن عرض علينا ، فأين كنت؟ قال : فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه» ۱ .

1.بصائر الدرجات : ص ۸۶ ح ۱ ، الكافي : ج ۱ ص ۴۳۸ ، مختصر بصائر الدرجات للأشعري : ص ۱۶۶ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج2
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 102019
الصفحه من 527
طباعه  ارسل الي