[ 213 ]
عبيد اللّه بن أحمد الأنباري
اسمه ونسبه :
عبيد اللّه بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري ، يكنّى أبا طالب ، أنباري ، كان مقيماً في واسط . 
 وقد وقع الاختلاف في اسمه واسم أبيه واسم جدّه ، فالأصحّ في اسمه هو عبيد اللّه كما في رجال النجاشي ؛ لأنّه نقل عن معاصريه كأبي غالب والغضائري ، وليس عبد اللّه كما جاء في فهرست الطوسي وفهرست ابن النديم ، ولقرينةِ أنّ الطوسي في رجاله يذكره تارةً باسم عبيد اللّه وأُخرى باسم عبد اللّه . 
 وأمّا اسم أبيه وجدّه فالصحيح فيهما هو أبو زيد أحمد بن يعقوب كما في رجال النجاشي ، وليس أحمد بن أبي زيد كما في فهرست الطوسي وفهرست ابن النديم ، ويكنّى بأبي طالب .
طبقته :
توفّي سنة (356 ه) . 
 عدّه الطوسي في من لم يروِ عنهم : . 
 روى عن : أحمد بن هوذة أبو بكر الحافظ ، والحسن بن أيّوب ، وحميد بن زياد ، وعلي بن محمّد ، والأحنف بن علي . 
 وروى عنه : أحمد بن عبدون ، ومحمّد بن أحمد بن داوود .
أقوال العلماء فيه :
قال الطوسي : «عبد اللّه بن أبي زيد الأنباري ، روى عن ابن حاشر ، ضعيف» ۱ . 
 وقال في الفهرست : «قيل إنّه كان من الناووسيّة» ۲ . 
 وقال النجاشي : «عبيد اللّه بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري شيخ من أصحابنا ، أبو طالب ، ثقة في الحديث ، عالم به ، كان قديماً من الواقفة . 
 قال أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه : قال أبو غالب الزراري : كنت أعرف أبا طالب أكثر عمره واقفاً مختلطاً بالواقفة ، ثمّ عاد إلى الإمامة وجفاه أصحابنا ، وكان حسن العبادة والخشوع . 
 وكان أبو القاسم بن سهل الواسطي العدل يقول : ما رأيت رجلاً كان أحسن عبادةً ولا أبين زهادةً ولا أنظف ثوباً ولا أكثر تحلّياً من أبي طالب . وكان يتخوّف من عامّة واسط أن يشهدوا صلاته ويعرفوا عمله ، فينفرد في الخراب والكنائس والبيع ، فإذا عثروا به وجد على أجمل حال من الصلاة والدعاء . وكان أصحابنا البغداديّون يرمونه بالارتفاع» ۳ . 
 والكلام فيه يقع في أمرين : 
 الأوّل في مذهبه : قال الشيخ الطوسي في الفهرست : «كان ناووسيّاً» . 
 والناووسيّة : هم القائلون بالإمامة إلى الإمام الصادق عليه السلام ، ووقفوا عليه وقالوا إنّه حيّ لن يموت حتّى يظهر ويظهر أمره ؛ وهو القائم المهدي (عجّل اللّه فرجه) ۴ . 
 وصرّح أبو غالب الزراري المعاصر له بأنّه من الواقفيّة . 
 علماً أنّ الناووسيّة من الفرق المنقرضة منذ القرن الثاني ، والوقفيّة كذلك ، وكلام الزراري صريح في أنّ الواقفيّة كانوا جماعة في واسط . 
 ولأبي طالب الأنباري كتاب يظهر منه الوقف من عنوانه : «الانتصار للسبع من أهل 
 البدع» . ولعلّ مراده بالسبع الأئمّة الّذين يعتقد بهم ووقف عليهم . 
 ويمكن القول إنّ مصطلح الواقفيّة أعمّ من المصطلح المشهور بين المحدّثين وأصحاب الفرق المختصّ بمن وقف على الإمام الكاظم عليه السلام ، ويراد به من وقف ليشمل الناووسيّة والواقفيّة والإسماعيليّة . 
 ولعلّه كان إسماعيليّاً ؛ لأنّ إسماعيليّي إيران والعراق يعتقدون بإمامة الأئمّة الستّة والسابع إسماعيل بن جعفر الصادق ويقفون عنده ، ويمكن القول بأنّ الزراري ناظر إلى هذا المعنى ؛ لأنّ اسم الإسماعيليّة محظور وفيه خطورة في تلك الفترة ؛ وذلك للصراع الذي كان قائماً بين الدولة العبّاسيّة والدولة الفاطميّة الإسماعيليّة . 
 والثاني في وثاقته : فقد ضعّفه الطوسي ، والبغداديّون يرمونه بالإرتفاع ، ووثّق حديثه النجاشي ، ووصفه بأنّه عالم بالحديث وعند النظر في تصانيفه التي ذكرها النجاشي يظهر أنّه عالم بالحديث حقّاً . 
 ويمكن الجمع بين الأمرين : بأنّ الطوسي والبغداديّين نظروا إلى مذهبه وفضعّفوه وحكموا عليه بالارتفاع ، وأنّ النجاشي ناظر إلى حديثه وتصانيفه فوثّقه ، وأنّه كان مجفوّ الرواية بين الأصحاب لضعف مذهبه ثمّ عاد إلى الإماميّة ، وعليه يمكن قبول روايته ومصنّفاته في الأُمور المتّفق عليها بين طوائف الشيعة ، ككتبه في طرق حديث الغدير والراية والمنزلة وحديث قسيم الجنّة والنار ، والتوقّف فيما ألّفه في مذهبه مثل كتاب الانتصار للسبع من أهل البدع .
 
                        1.رجال الطوسي : ص ۴۳۲ الرقم ۶۱۸۸ .
2.الفهرست للطوسي : ص ۱۶۹ الرقم ۴۴۵ .
3.رجال النجاشي : ۲۳۳ الرقم ۶۱۷ .
4.معجم الفرق الإسلامية : ص ۲۴۴ ، مقباس الهداية : ج ۲ ص ۳۲۶ ، الصراط المستقيم : ج ۱ ص ۷۱ .