223
الضّعفاء من رجال الحديث ج3

[ 325]

محمّد بن علي الشلمغاني

اسمه ونسبه :

محمّد بن علي الشلمغاني ، يكنّى أبا جعفر ، ويعرف بابن أبي العزاقر ، أو العذاقر وشلمغان : ناحية من نواحي واسط الحجاج ينسب إليها جماعة منهم أبو جعفر محمّد بن علي الشلمغاني . ۱

طبقته :

قتله ابن مقلة وزير المقتدر في ذي القعدة سنة 322 ه . ۲
عدّه الشيخ الطوسي في رجاله فيمن لم ـ يروِ عنهم عليهم السلام . ۳
روى عن : إبراهيم بن إدريس ، وحمزة بن نصير خادم أبي الحسن عليه السلام ، ورفاعة بن موسى ، وأبي جعفر المروزي .
روى عنه : أبوالمفضّل محمّد، أبو النجم بدر بن عمّار الطبرستاني، وأبو علي بن الجنيد .

أقوال العلماء فيه :

قال النجاشي : محمّد بن علي الشلمغاني ، أبو جعفر المعروف بابن أبي العذاقر ، كان متقدّما في أصحابنا ، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح على ترك المذهب ، والدخول في المذاهب الرديّة حتّى خرجت فيه توقيعات ، فأخذه السلطان ، وقتله وصلبه ، وله كتب . ۴
وقال الشيخ الطوسي في رجاله : محمّد بن علي الشلمغاني ، يعرف بابن أبي العزاقر ، غالٍ . ۵
وقال في الفهرست : له كتب وروايات ، وكان مستقيم الطريقة ، ثم تغير وظهرت منه مقالات منكرة ، إلى أن أخذه السلطان فقتله وصلبه ببغداد . ۶
وذكر الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عدّة نصوص يظهر فيها لعنه ووصفه بالكذب منها :
1. أخبرنا جماعة ، عن أبي محمّد هارون بن موسى ، عن أبي علي محمّد بن همام أنّ محمّد بن علي الشلمغاني لم يكن قط بابا إلى أبي القاسم ولا طريقا له ، ولا نصبه أبو القاسم لشيء من ذلك على وجه ولا سبب ، ومن قال بذلك فقد أبطل ، وإنّما كان فقيها من فقهائنا وخلط وظهر عنه ما ظهر ، وانتشر الكفر والإلحاد عنه ، فخرج فيه التوقيع على يد أبيالقاسم بلعنه والبراءة منه وممّن تابعه وشايعه وقال بقوله.
وقال الشيخ قدس سره وأخذ أبو علي هذا التوقيع ولم يدع أحدا من الشيوخ إلاّ وأقرأه إياه ، وكوتب من بعد منهم بنسخة في سائر الأمصار ، فاشتهر ذلك في الطائفة ، فأجمعت على لعنه والبراءة منه . ۷
وسند الخبر صحيح ، ويظهر أنّه كان فقيها ، ثم كفر وخرج التوقيع بلعنه . وذكر الطبرسي الخبر في الاحتجاج مفصلاً ، وقال : خرج التوقيع بلعنه والبراءة منهم جميعا على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه ونسخته : أعرف أطال اللّه بقاك ، وعرفك اللّه الخير كلّه وختم به عملك ، من تثق بدينه وتسكن إلى نيته من إخواننا أدام اللّه سعادتهم : بأنّ محمّد بن علي المعروف بالشلمغاني عجل اللّه له المنقمة ولا أمهله ، قد ارتد عن الإسلام وفارقه ، وألحد في دين اللّه وادعى ما كفر معه بالخالق ـ جل وتعالى ـ وافترى كذبا وزورا ، وقال بهتانا وإثما عظيما ، كذب العاذلون باللّه وضلوا ضلالاً بعيدا ، وخسروا خسرانا مبينا وإنّا برئنا إلى اللّه تعالى والى رسوله ـ صلوات اللّه عليه وسلامه ورحمته وبركاته ـ منه ، ولعناه عليه لعائن اللّه تترى ، في الظاهر منّا والباطن ، في السر والجهر ، وفي كلّ وقت وعلى كلّ حال ، وعلى كلّ من شايعه وبلغه هذا القول منّا فأقام على تولاه بعده اعلمهم تولاك اللّه ! أنّنا في التوقي ولا محاذرة منه على مثل ما كنا عليه ممّن تقدّمه من نظرائه ، من : السريعي ، والنميري ، والهلالي ، والبلالي وغيرهم وعادة اللّه ـ جل ثناؤه ـ مع ذلك قبله وبعده عندنا جميلة، وبه نثق وإياه نستعين وهو بيننا فيكل أُمورنا، ونعم الوكيل. ۸
2. وروى الشيخ في الغيبة عن جماعة ، عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن داوود القمّي ، قال : وجدت بخطّ أحمد بن إبراهيم النوبختي ، وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه بسم اللّه الرحمن الرحيم قد وقفنا على هذه الرقعة وما تضمنته فجميعه جوابنا ، ولا مدخل للمخذول الضال والمضل المعروف بالعزاقري ـ لعنه اللّه ـ في حرف منه ... ۹
والخبر ضعيف؛ لجهالة أحمد بن إبراهيم النوبختي؛ ولأنّ ابن داوود ينقل الخبر بالوجادة وليس بالإجازة .
3 . وروى أيضا ، عن أبي محمّد هارون بن موسى ، قال : قال لي أبو علي بن الجنيد ، قال لي أبو جعفر محمّد بن علي الشلمغاني : ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه في هذا الأمر إلاّ ونحن نعلم فيما دخلنا فيه ، لقد كنا نتهارش على هذا الأمر ، كما تتهارش الكلاب على الجيف .
قال أبو محمّد : فلم تلتفت الشيعة إلى هذا القول واقامت على لعنه والبراءة منه . ۱۰
4 . وروى أيضا عن جماعة ، عن أبي محمّد التلعكبري ، عن أبي علي محمّد بن همام ، قال : كان الشريعي (إلى أن قال) : وكلّ هؤلاء المدعين إنّما يكون كذبهم أولاً على الإمام ، وأنّهم وكلاء فيدعون الضعفة بهذه القول إلى موالاتهم ، ثم يترقى الأمر بهم إلى قول الحلاجية ، كما اشتهر من أبي جعفر الشلمغاني ونظرائه عليهم جميعا لعائن اللّه تترى . ۱۱
5 . وروى أيضا ، عن الحسين بن إبراهيم ، عن أحمد بن نوح ، عن أبي نصر هبة اللّه بن محمّد بن أحمد الكاتب ابن بنت أُم كلثوم بنت أبي جعفر العمري رضى الله عنه ، قال : كان أبو جعفر بن أبي العزاقر وجيها عند بني بسطام ، وذاك أنّ الشيخ أباالقاسم رضى الله عنهكان قد جعل له عند الناس منزلة وجاها ، فكان عند ارتداده يحكي كلّ كذب وبلاء وكفر لبني بسطام ، ويسنده عن الشيخ أبي القاسم فيقبلونه منه ، ويأخذونه عنه ، حتّى انكشف ذلك لأبي القاسم رضى الله عنه فأنكره ، وأعظمه ، ونهى بني بسطام عن كلامه ، وأمرهم بلعنه والبراءة منه ... . ۱۲
وعدّه العلاّمة الحلّي في القسم الثاني من الخلاصة المختص بالضعفاء ، ۱۳ وابن داوود الحلّي في الجزء الثاني من رجاله المختص بالمجروحين والمجهولين ، ۱۴ والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختص برواة الضعاف ، ۱۵ ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختص بالضعفاء . ۱۶
وضعّفه المجلسي في رجاله ، ۱۷ ودرسه البهبودي في الضعفاء . ۱۸

1.معجم البلدان : ج ۳ ص ۳۵۹ .

2.التنبيه والاشراف : ص ۳۴۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۸ ص ۲۹۰ .

3.رجال الطوسي : ص ۴۴۸ ، الرقم ۶۳۶۴ .

4.رجال النجاشي : ص ۳۷۸ ، الرقم ۱۰۲۹ .

5.رجال الطوسي : ص ۴۴۸ ، الرقم ۶۳۶۴ .

6.فهرست الطوسي : ص ۲۲۴ ، الرقم ۶۲۷ .

7.الغيبة للطوسي : ص ۴۰۸ .

8.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۹۱ .

9.الغيبة للطوسي : ص ۳۷۳ .

10.المصدر نفسه : ص ۳۹۱ ـ ۳۹۲ .

11.المصدر نفسه : ص ۳۹۷ .

12.المصدر نفسه : ص ۴۰۳ .

13.خلاصة الأقوال : ص ۳۹۹ ، الرقم ۱۶۰۴ .

14.رجال ابن داوود : ص ۲۷۴ ، الرقم ۴۷۱ .

15.حاوي الأقوال : ج ۴ ص ۲۷۴ .

16.إتقان المقال : ص ۳۵۵ .

17.رجال المجلسي : ص ۳۱۰ .

18.معرفة الحديث : ص ۲۱۶ .


الضّعفاء من رجال الحديث ج3
222

خلاصة القول فيه :

ضعيف جدّا ، كذّاب ، غالٍ ، أخرجه من قم ابن عيسى الأشعري ، ونقل تضعيفه حمدويه ، وعدّه الفضل بن شاذان من الكذابين المشهورين واستثنى روايته ابن الوليد وابن نوح والصدوق ، وضعّفه النجاشي ، وابن الغضائري ، وعدّه في الضعفاء العلاّمة الحلّي ، وابن داوود ، والجزائري ومحمّد طه نجف ، والبهبودي ، وفي روايته تخليط وغلو وتدليس وكذب صريح .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج3
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 110322
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي