255
الضّعفاء من رجال الحديث ج3

الضّعفاء من رجال الحديث ج3
254

كتبه ورواياته :

روى التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري عن رجلين مجهولين ليس لهما ذكر في كتب الرجال والحديث غير روايتهما هذا التفسير ، وقد قطع المحقّق التستري بوضع هذا التفسير ، ثم ذكر أربعين موردا من الموارد التي تشهد بكذب هذا التفسير ووضعه . ۱
وروى له الصدوق عدّة روايات في عيون الأخبار ، ومعاني الأخبار ، والخصال ، والتوحيد ، وعلل الشرائع ، وصفات الشيعة ، ۲ وروى له الطبري رواية واحدة في دلائل الإمامة عن الصدوق . ۳

نماذج من رواياته :

۰.جاء في التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام : قال محمّد بن علي الباقر عليه السلام : إنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله لما قدم المدينة ، وظهرت آثار صدقه ، وآيات حقه ، وبينات نبوته ، كادته اليهود أشد كيد ، وقصدوه أقبح قصد ، يقصدون أنواره ليطمسوها،
وحججه ليبطلوها .
فكان ممّن قصده للرد عليه وتكذيبه : مالك بن الصيف ، وكعب بن الأشرف ، وحيي بن أخطب ، وجدي بن أخطب ، و[وأبو ياسر بن أخطب ]وأبو لبابة بن عبدالمنذر ، وشعبة .
فقال مالك لرسول اللّه صلى الله عليه و آله : يا محمّد ، تزعم أنّك رسول اللّه ؟
قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : كذلك قال اللّه خالق الخلق أجمعين .
قال : يا محمّد ، لن نؤمن لك أنّك رسول اللّه حتّى يؤمن لك هذا البساط الذي تحتنا ، ولن نشهد أنّك عن اللّه جئتنا حتى يشهد لك هذا البساط .
وقال أبو لبابة بن عبدالمنذر : لن نؤمن لك يا محمّد ، إنّك رسول اللّه ، ولا نشهد لك به حتّى يؤمن ويشهد لك هذا السوط الذي في يدي .
وقال كعب بن الأشرف : لن نؤمن لك أنّك رسول اللّه ، ولن نصدقك به حتّى يؤمن لك هذا الحمار (الذي أركبه) .
فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إنّه ليس للعباد الاقتراح على اللّه تعالى ، بل عليهم التسليم للّه والانقياد لأمره والاكتفاء بما جعله كافيا .
أمّا كفاكم أن أنطق التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، وصحف إبراهيم بنبوّتي ، ودلّ على صدقي ، وبيّن لكم فيها ذكر أخي ووصيي ، وخليفتي ، وخير من أتركه على الخلائق من بعدي علي بن أبي طالب .
وأنزل عليَّ هذا القرآن الباهر للخلق أجمعين ، المعجز لهم عن أن يأتوا بمثله وأن يتكلّفوا شبهه .
وأمّا هذا الذي اقترحتموه ، فلست أقترحه على ربّي عز و جل ، بل أقول إنّما أعطاني ربّي تعالى من ( دلالة هو) حسبي وحسبكم ، فإن فعل عز و جل ما اقترحتموه فذاك زائد في تطوله علينا وعليكم ، وإن منعنا ذلك فلعلمه بأنّ الذي فعله كافٍ فيما أراده منّا .
قال : فلما فرغ رسول اللّه صلى الله عليه و آله من كلامه هذا أنطق اللّه البساط ، فقال : أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا صمدا قيوما أبدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، ولم يشرك في حكمه أحدا .
وأشهد أنّك يا محمّد عبده ورسوله ، أرسلك بالهدى ودين الحق ، ليظهرك على الدين كلّه ولو كره المشركون .
وأشهد أنّ علي بن أبيطالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف أخوك ووصيك ، وخليفتك في أُمتك ، وخير من تتركه على الخلائق بعدك ، وأنّ من والاه فقد والاك ، ومن عاداه فقد عاداك ، ومن أطاعه فقد أطاعك ، ومن عصاه فقد عصاك.
وأنّ من أطاعك فقد أطاع اللّه ، واستحق السعادة برضوانه .
وأنّ من عصاك فقد عصى اللّه ، واستحق أليم العذاب بنيرانه .
قال : فعجب القوم ، وقال بعضهم لبعض : ما هذا إلاّ سحر مبين .
فاضطرب البساط وارتفع ، ونكس مالك بن الصيف وأصحابه عنه حتّى وقعوا على رؤوسهم ووجوههم.
ثم أنطق اللّه تعالى البساط ثانيا ، فقال : أنا بساط أنطقني اللّه وأكرمني بالنطق بتوحيده وتمجيده ، والشهادة ، لمحمّد صلى الله عليه و آله نبيه بأنّه سيّد أنبيائه ، ورسوله إلى خلقه ، والقائم بين عباد اللّه بحقّه ، وبإمامة أخيه ، ووصيه وزيره ، وشقيقه وخليله وقاضي ديونه ومنجز عداته ، وناصر أوليائه وقامع أعدائه والانقياد لمن نصبه إماما ووليا ، والبراءة ممّن اتخذه منابا أو عدوا .
فما ينبغي لكافر أن يطأني ، ولا أن يجلس عليَّ إنّما يجلس عليَّ المؤمنون .
فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لسلمان والمقداد وأبي ذر وعمّار : قوموا فاجلسوا عليه فإنّكم بجميع ما شهد به هذا البساط مؤمنون . فجلسوا عليه .
ثم أنطق اللّه عز و جل سوط أبي لبابة بن عبدالمنذر ، فقال :
أشهد أن لا إله إلاّ اللّه خالق وباسط الرزق ، ومدبّر الأُمور ، والقادر على كلّ شيء . وأشهد أنّك يا محمّد عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، وحبيبه ووليه ونجيه جعلك السفير بينه وبين عباده ، لينجي بك السعداء ويهلك بك الأشقياء .
وأشهد أنّ علي بن أبي طالب المذكور في الملأ الأعلى بأنّه سيّد الخلق بعدك ، وأنّه المقاتل على تنزيل كتابك ليسوق مخالفيه إلى قبوله طائعين وكارهين .
ثم المقاتل بعد على تأويله المحرفين الذين غلبت أهواءهم عقولهم ، فحرّفوا تأويل كتاب اللّه تعالى وغيروه ، والسابق إلى رضوان اللّه أولياء اللّه بفضل عطيته ، والقاذف في نيران اللّه أعداء اللّه بسيف نقمته ، والمؤثرين لمعصيته ومخالفته .
قال : ثم انجذب السوط من يد أبي لبابة ، وجذب أبا لبابة فخر لوجهه ، ثم قام بعد فجذبه السوط فخر لوجهه ، ثم لم يزل كذلك مرارا حتّى قال أبو لبابة : ويلي مالي؟
قال : فأنطق اللّه عز و جل السوط ، فقال : يا أبا لبابة إنّي سوط قد أنطقني اللّه بتوحيده وأكرمني بتمجيده ، وشرّفني بتصديق نبوة محمّد سيّد عبيده ، وجعلني ممّن يوالي خير خلق اللّه بعده ، وأفضل أولياء اللّه من الخلق حاشاه والمخصوص بابنته سيدة النسوان ، والمشرف ببيتوتته على فراشه أفضل الجهاد ، والمذل لأعدائه بسيف الانتقام ، والبيان (في أُمته بعلوم) الحلال والحرام ، والشرائع والأحكام ، ما ينبغي لكافر مجاهر بالخلاف على محمّد أن يبتذلني ويستعملني ، لا أزال أجذبك حتى أثخنك ، ثم أقتلك ، وأرول عن يدك ، أو تظهر الإيمان بمحمّد صلى الله عليه و آله .
فقال أبو لبابة : فأشهد بجميع ما شهدت به أيها السوط وأعتقده ، وأُومن به .
فنطق السوط : هأنذا قد تقررت في يدك لإظهارك الإيمان ، واللّه أولى بسريرتك وهو الحاكم لك ، أو عليك في يوم الوقت المعلوم .
قال عليه السلام : ولم يحسن إسلامه ، وكانت منه هنات وهنات .
فلمّا قام القوم من عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله جعلت اليهود يسر بعضها إلى بعض بأنّ
محمّدا لمؤتى له ومبخوت في أمره ، وليس بنبي صادق .
وجاء كعب بن الأشرف يركب حماره فشب به الحمار ، وصرعه على رأسه فأوجعه ، ثم عاد يركبه ، فعاد عليه الحمار بمثل صنيعه ، ثم عاد يركبه ، فعاد عليه الحمار بمثل صنيعه ، فلما كان في السابعة [أ ]و الثامنة أنطق اللّه تعالى الحمار ، فقال : يا عبداللّه بئس العبد أنت ، شاهدت آيات اللّه وكفرت بها ، وأنا حمار قد أكرمني اللّه عز و جل بتوحيده ، فأنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له ، خالق الأنام ذوالجلال والإكرام ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله ، سيّد أهل دار السلام مبعوث لإسعاد من سبق في علم اللّه سعادته ، وإشقاء من سبق الكتاب عليه بالشفاء له .
وأشهد أنّ بعلي بن أبيطالب وليه ووصي رسوله يسعد اللّه من يسعده إذا وفقه لقبول موعظته ، والتأدّب بآدابه والائتمار لأوامره ، والانزجار بزواجره وأنّ اللّه تعالى بسيوف سطوته وصولات نقمته يكب ويخزي أعداء محمّد حتّى يسوقهم بسيفه الباتر ودليله الواضح القاهر إلى الإيمان به ، أو يقذفه اللّه في الهاوية ، بل لا يركبني إلاّ مؤمن باللّه ، مصدق بمحمّد رسول اللّه ، في جميع أقواله مصوب له في جميع أفعاله فاعل أشرف الطاعات في نصبه أخاه عليا وصيا ووليا ، ولعلمه وارثا ، وبدينه قيما ، وعلى أُمته مهيمنا ، ولديونه قاضيا ، ولعداته منجزا ، ولأوليائه مواليا ، ولأعدائه معاديا .
فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يا كعب بن الأشرف حمارك خير منك ، قد أبي أن تركبه فلن تركبه أبدا فبعه من بعض إخواننا المؤمنين .
فقال كعب : لاحاجة لي فيه بعد أن ضرب بسحرك .
فناداه حماره : يا عدوّ اللّه ، كف عن التهجّم على محمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله واللّه لولا كراهة مخالفة رسول اللّه لقتلتك ، ووطيتك بحوافري ، ولقطعت رأسك بأسناني .
فخزي وسكت ، واشتد جزعه ممّا سمع من الحمار ، ومع ذلك غلب عليه الشقاء واشترى الحمار منه ثابت بن قيس بمئة دينار وكان يركبه ، ويجيء عليه إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو تحته هين لين ، ذليل كريم ، يقيه المتالف ، ويرفق به في المسالك ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : يا ثابت ، هذا لك وأنت مؤمن يرتفق بمرتفقين .
قال : فلمّا انصرف القوم من عند رسول اللّه صلى الله عليه و آله ولم يؤمنوا أنزل اللّه : يا محمّد ، إنّ الذين كفروا سواء عليهم في العظة أن أنذرتهم ووعظتهم وخوفتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون لا يصدقون بنبوتك ، وهم قد شاهدوا هذه الآيات ، وكفروا فكيف يؤمنون بك عند قولك وفعالك . ۴

1.الأخبار الدخيلة : ص ۱۵۲ ـ ۲۲۸ .

2.عيون الأخبار : ج ۱ ص ۱۲۵ و۲۳۱ و۲۴۱ و۲۴۸ و۲۵۴ و۲۶۷ و۲۷۰ و۲۷۳ و۲۷۹ ، ج ۲ ص ۵ و ۱۵ و۵۶ ، معاني الأخبار : ص ۴ و۲۴ و۳۳ و۲۸۷ ، علل الشرائع : ج ۲ ص ۴۱۶ ، صفات الشيعة : ص ۴۵ .

3.دلائل الإمامة : ص ۳۷۶ .

4.التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام : ص ۹۷ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج3
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 110583
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي