409
الضّعفاء من رجال الحديث ج3

الضّعفاء من رجال الحديث ج3
408

أقوال العلماء فيه :

قال النجاشي في ترجمة ابنه الحسين : إنّه كان هو وأبوه وجهين في الواقفة . ۱
وفي المناقب : عن علي بن إبراهيم ، قال : دخل أبو سعيد المكاري وكان واقفيا على الرضا عليه السلام فقال له : ابلغ من قدرك أنّك تدعي ما دعاه أبوك! فقال عليه السلام : مالك أطفأ اللّه نورك وأدخل الفقر! أما علمت أنّ اللّه عز و جل أوحى إلى عمران (إنّي واهب لك ذكرا يبرئ الأكمه والأبرص) فوهب له مريم ، ووهب لمريم عيسى ، فعيسى من مريم ، ومريم من عيسى ، فعيسى ومريم شيء واحد وأنا من أبي وأبي منّي وأنا وأبي شيء واحد . فقال : أسألك عن مسألة ، فقال : سل لا أخا لك تقبل منّي ، ولست من غنمي ولكن هلمها ، قال : ما تقول في رجل قال عند موته : كلّ عبد لي قديم فهو حر لوجه اللّه ، المسألة . قال : فخرج من عنده وذهب بصره ، وكان يسأل على الأبواب حتّى مات . ۲
وهذه الرواية رواها محمّد بن يعقوب الكليني في الكافي عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن داوود النهدي ، عن بعض أصحابنا ، قال : دخل ابن أبي سعيد المكاري على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال له : أبلغ اللّه من قدرك أن تدعي ما ادّعى أبوك ، فقال له : مالك أطفأ اللّه نورك وأدخل الفقر بيتك أما علمت أنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ أوحى إلى عمران أنّي واهب لك ذكرا فوهب له مريم ، ووهب لمريم عيسى عليه السلام ، فعيسى من مريم ، ومريم من عيسى ، ومريم وعيسى شيء واحد ، وأنا من أبي وأبي منّي ، وأنا وأبي شيء واحد ، فقال له ابن أبي سعيد : وأسألك عن مسألة ، فقال : لا أخا لك تقبل منّي ، ولست من غنمي ولكن هلمها ، فقال : رجل قال عند موته : كلّ مملوك لي قديم فهو حر لوجه اللّه ، قال : نعم ، إنّ اللّه عز ذكره يقول في كتابه : حتّى عاد كالعرجون القديم فما كان من مماليكه أتى عليه ستة أشهر فهو قديم وهو حر ، قال : فخرج من عنده وافتقر حتّى مات ولم يكن عنده مبيت ليلة لعنه اللّه . ۳
ومثله الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه مرسلاً ، ومعاني الأخبار بإسناده عن داوود النهدي ، وكذا الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام . ۴
وقريب منه ، قال الكشّي في رجاله : حدّثني حمدويه ، قال : حدّثني الحسن بن موسى قال : رواه علي بن عمر الزيات ، عن ابن أبي سعيد المكاري... . ۵
قال السيّد الخوئي : والمتحصل من جميع ذلك : أن من وردت الروايات في ذمه ودعاء الإمام عليه السلام عليه بالفقر والابتلاء ، هو ابن أبي سعيد المكاري لا أبو سعيد المكاري ، كما ذكره في المناقب. والظاهر أنّ ابن شهر آشوب اعتمد فيما نقله على ما في تفسير علي بن إبراهيم ، فإنّ المذكور فيه على ما في نسختنا هو أبو سعيد المكاري ، ولكنه تحريف جزما . فإنّ المشايخ رووا هذه الواقعة ، عن علي بن ابراهيم ، في شأن ابن أبي سعيد المكاري فلا يعتد بما في تفسير علي بن إبراهيم ، فلم يبق في إثبات كون أبي سعيد هاشم بن حيان واقفيا غير ما ذكره النجاشي في ترجمة ابنه الحسين ، وهو ـ قدس اللّه نفسه ـ وإن كان خرّيت هذه الصناعة ، إلاّ أنّه لا يعتمد على قوله هنا ، وذلك لعدم ذكر الكشّي إياه في الواقفة ، وعدم تعرض الصدوق ، والشيخ بوقفه عند تعرضهما للواقفة ، ويؤكد ذلك أنّ النجاشي لم يتعرض لوقفه في ترجمته ، فلو كان واقفيا لكان الأنسب أن يتعرض له في ترجمة نفسه . هذا من جهة مذهبه ، وأما من جهة وثاقته فهي غير ثابتة ، بل ولم يثبت حسنه ، وأمّا قول النجاشي في ترجمة ابنه ـ كان هو وأبوه وجهين في الواقفة ، وكان الحسين ثقة ـ ، فهو لا يدلّ على المدح؛ لأنّ كونه وجها عند الواقفة لا يلازم كونه وجها عند أصحابنا ، بل إنّ قوله : وكان الحسين ثقة ، فيه إشعار بعدم وثاقة أبيه ، واللّه العالم . ۶
وذكره الجزائري في القاسم الرابع من رجاله المختص برواة الضعاف . ۷

1.رجال النجاشي : ص ۳۸ ، الرقم ۷۸ .

2.مناقب آل أبي طالب : ج ۳ ص ۴۵۸ .

3.الكافي : ج ۶ ص ۱۹۵ .

4.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۳ ص ۱۵۵ ، معاني الأخبار : ص ۲۱۸ ، التهذيب : ج ۸ ص ۲۳۱ .

5.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۶۵ ، الرقم ۸۸۴ .

6.معجم رجال الحديث : ج ۲۰ ص ۲۶۶ .

7.حاوي الأقوال : ج ۴ ص ۳۵۴ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج3
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 110434
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي