419
الضّعفاء من رجال الحديث ج3

الضّعفاء من رجال الحديث ج3
418

تمييز الاشتراك:

هشام بن إبراهيم العباسي الضعيف مشترك مع هشام بن إبراهيم المشرفي في الاسم والطبقة ويميز العباسي برواية محمّد بن عيسى اليقطيني عنه أو بإضافة اللقب ، وحيث لا يمكن التمييز فالتوقّف أولى .

أقوال العلماء فيه :

1 . جاء في رجال الكشّي : وجدت بخطّ محمّد بن الحسن بن بندار القمّي في كتابه ، حدّثني علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن سالم ، قال : لما حمل سيدي موسى بن جعفر عليه السلام إلى هارون ، جاء إليه هشام بن إبراهيم العباسي ، فقال له : يا سيّدي قد كتب لي صك إلى الفضل بن يونس فتسأله أن يروج أمري ، قال : فركب إليه أبو الحسن عليه السلام ، فدخل عليه حاجبه ، فقال : يا سيدي أبو الحسن موسى عليه السلام بالباب ، فقال : فإن كنت صادقا فأنت حر ، ولك كذا وكذا ، فخرج الفضل بن يونس حافيا يعدو حتّى خرج إليه ، فوقع على قدميه يقبلهما ، ثم سأله أن يدخل فدخل ، فقال له: اقض حاجة هشام بن إبراهيم ، فقضاها ، ثم قال : يا سيدي ، قد حضر الغداء فتكرمني أن تتغدى عندي ، فقال : هات ، فجاء المائدة وعليها البوارد ، فأجال عليه السلام يده في البارد ، ثم قال : البارد تجال اليد فيه ، فلما رفعوا البارد وجاؤوا بالحار ، فقال أبوالحسن عليه السلام : الحار حمى . ۱
أقول : هذه وإن دلت على عناية الإمام عليه السلام بشأن هشام بن إبراهيم إلاّ أنّها ضعيفة سندا ، فإن محمّد بن سالم الذي يروي عنه علي بن إبراهيم بن هاشم مجهول .
2 . محمّد بن الحسن ، قال : حدثني علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن الريان بن الصلت ، قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : إنّ هشام بن إبراهيم العباسي زعم أنّك أحللت له الغناء ، فقال : كذب الزنديق ، إنّما سألني عنه ، فقلت له : سأل رجل أبا جعفر عليه السلام ، فقال له أبو جعفر : إذا فرق اللّه بين الحق والباطل فأينما يكون الغناء؟ فقال الرجل : مع الباطل ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : قد قضيت .
أقول : هذه الرواية تدلّ على ذم هشام بن إبراهيم العباسي ووصفه بالكذب والزندقة ، وهي صحيحة السند .
3. محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني علي بن محمّد ، قال : حدثني محمّد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن رجل من أصحابنا ، عن صفوان بن يحيى ، وابن سنان ، أنّهما سمعا أبا الحسن عليه السلام يقول : لعن اللّه العباسي؛ فإنه زنديق وصاحبه يونس ، فإنّهما يقولان الحسن والحسين .
أقول : هذه الرواية ذامة ، أيضا ، ولكنها ضعيفة بعلي بن محمّد (ابن فيروزان) ، وما في ذيلها من تعليل زندقته وصاحبه يونس بأنّهما يقولان بالحسن والحسين فيه تحريف لا محالة ، ومن المحتمل أن يكون الصحيح فإنّهما يقولان في الحسن والحسين .
4. وعنه قال : حدّثني علي ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي طالب ، عن معمر بن خلاد ، قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : إنّ العباسي زنديق ، وكان أبوه زنديقا .
أقول : هذه الرواية ضعيفة أيضا بعلي (بن محمّد) .
5 . وعنه ، قال : حدّثني علي ، قال : حدّثني أحمد ، عن أبي طالب ، قال : حدّثني العباسي أنّه قال للرضا عليه السلام لم لا تدخل فيما سألك أميرالمؤمنين قال : فقال : فأنت أيضا عليّ يا عباسي ، فقال: نعم ، ولتجبه على ما سألك أو لأعطينك القاضية ، يعني السيف. ۲
وجاء ذمه على لسان أبي جعفر الجواد عليه السلام .
6 . في الكافي : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن مهزيار ، عن
يحيى بن أبي عمران الهمداني ، قال : كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام : ـ جعلت فداك! ـ ما تقول في رجل ابتدأ بسم اللّه الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أُم الكتاب ، فلما صار إلى غير أُم الكتاب من السورة تركها ، فقال العباسي : ليس بذلك؟ فكتب بخطّه يعيدها مرّتين على رغم أنّه يعني العباسي . ۳
الرواية صحيحة السند ، ويظهر فيها ذم الإمام الجواد عليه السلام للعباسي .
ويظهر من بعض الروايات أنّه كان شيعيا في أول أمره وانقلب بعد ذلك إلى أسوأ حال . وممّا يدلّ على تشيعه ما رواه الصدوق في عيون الأخبار : بإسناده ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، قال : سمعت هشام العباسي ، يقول : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام وأنا أُريد أن أسأله أن يعوذني لصداع ، أصابني ، وأن يهب لي ثوبين من ثيابه أحرم فيهما ، فلما دخلت سألت عن مسائلي فأجابني ، ونسيت حوائجي ، فلما قمت لأخرج وأردت أن اُودعه ، قال لي : اجلس ، فجلست بين يديه ، فوضع يده على رأسي وعوذني ، ثم دعا لي بثوبين من ثيابه فدفعهما إليَّ ، وقال لي : احرم فيهما ، قال العباسي ، وطلبت بمكّة ثوبين سعيدين ، أحدهما لابني ، فلم أصب بمكّة منهما شيئا على نحو ما أردت ، فمررت بالمدينة في منصرفي على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فلما ودعته وأردت الخروج ، دعا بثوبين سعيدين على عمل الموشى الذي كنت طلبته ، فدفعهما إليَّ . ۴
وما يدلّ على انقلابه إلى الزندقة. ما رواه الحميري في قرب الإسناد عن الريان بن الصلت ، والصدوق في عيون الأخبار عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا الريان بن الصلت ، قال : سألت الرضا عليه السلام يوما بخراسان ، فقلت : يا سيدي ، إنّ هشام بن إبراهيم العباسي (إبراهيم بن الهاشم) حكى عنك أنّك رخصت له في إسماع الغناء ، فقال : كذب
الزنديق ، ۵ ... إلى آخر ما تقدّم عن الكشّي .
وروى عبداللّه بن جعفر الحميري في قرب الإسناد : قال : حدّثني الريان ، قال : دخلت على العباسي يوما فطلب دواة وقرطاسا بالعجلة ، فقلت : ما لك؟
فقال : سمعت من الرضا عليه السلام أشياء احتاج إلى أن أكتبها ولا أنساها ، فكتبها ، فما كان بين هذا وبين أن جاءني بعد جمعة في وقت الحر، وذلك بمرو ، فقلت : من أين جئت؟
فقال : من عند هذا ،
قلت : من عند المأمون؟
قال : لا .
قلت : من عند الفضل بن سهل؟
قال : لا ، من عند هذا .
فقلت : من تعني؟
قال : من عند علي بن موسى .
فقتل : ويلك خذلت ، أي شيء قصتك؟
قال : دعني من هذا ، متى كان آباؤه يجلسون على الكراسي حتّى يبايع لهم بولاية العهد كما فعل هذا؟
فقلت : ويلك استغفر ربّك .
فقال : جاريتي فلانة أعلم منه... (إلى أن قال) : فدخلت على الرضا عليه السلام ، فقلت له : إنّ العباسي يسمعني فيك ويذكرك ، وهو كثيرا ما ينام عندي ويقبل ، فترى أن آخذ بحلقه ، وأعصره حتّى يموت ، ثم أقول : مات ميتة فجأة؟
فقال : ونفض يديه ثلاث مرّات ، لا ريان ، لا ريان ، لا ريان . ۶
الرواية صحيحة السند وتدلّ على انحراف وانقلابه إلى عداوة الإمام الرضا عليه السلام .
وروى الصدوق في عيون الأخبار : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن الريان بن الصلت ، قال : أكثر الناس في بيعة الرضا عليه السلام من القواد والعامة (إلى أن قال) : وكان هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني من أخص الناس عند الرضا عليه السلام من قبل أن يحمل ، وكان عالما ، أديبا ، لبيبا ، وكانت أُمور تجري من عنده وعلى يده ، وتصيره الأموال من النواحي كلّها إليه قبل حمل أبي الحسن عليه السلام ، فلما حمل أبوالحسن عليه السلام اتصل هشام بن إبراهيم بذي الرياستين ، وقربه ذو الرياستين وأدناه ، فكان ينقل أخبار الرضا عليه السلام إلى ذي الرياستين والمأمون ، فحظى بذلك عندهما ، وكان لا يخفي عليهما من أخباره شيئا ، فولاه المأمون حجابة الرضا عليه السلام ، فكان لا يصل إلى الرضا عليه السلام إلاّ من أحب ، وضيق على الرضا عليه السلام ، وكان من يقصده من مواليه لا يصل إليه ، وكان لا يتكلم الرضا عليه السلام في داره بشيء إلاّ أورده هشام على المأمون وذي الرياستين ، وجعل المأمون العباس ابنه في حجر هشام ، وقال له : أدبه ، فسمّي هشام العباسي لذلك . ۷
الرواية صحيحة السند ، وفيها أنّه كان يتجسس على الإمام الرضا عليه السلام ويكيد إليه ، ويؤيدها ما رواه الصدوق من أنّه قصد الفضل بن سهل مع هشام بن إبراهيم الرضا عليه السلام ، فقال له : يابن رسول ، جئتك في سر ، فأخل لي المجلس ، فأخرج الفضل يمينا مكتوبة بالعتق والطلاق وما لا كفارة له ، وقالا له : إنّما جئناكم لنقول كلمة حق وصدق ، وقد علمنا أنّ الإمرة إمرتكم ، والحق حقكم يابن رسول اللّه ، والذي نقوله بألسنتنا عليه ضمائرنا ، وإلاّ ينعتق ما نملك ، والنساء طوالق ، وعلي ثلاثون حجّة راجلاً ، أنا علي أن نقتل المأمون ونخلص لك الأمر حتّى يرجع الحق إليك ، فلم يسمع منهما وشتمهما ولعنهما ، وقال لهما : كفرتما النعمة ، فلا تكون لكما السلامة ، ولا لي إن رضيت بما قلتما ، فلما سمع الفضل ذلك منه مع هشام علما أنّهما أخطآ فقصدا المأمون بعد أن قالا للرضا عليه السلام : أردنا بما فعلنا أن نجربك ، فقل لهما الرضا عليه السلام : كذبتما ، فإنّ قلوبكما على ما أخبرتماني به إلاّ أنّكما لم تجداني كما أردتما ، فلما دخلا على المأمون قالا : يا أميرالمؤمنين ، إنا قصدنا الرضا و جربناه ، وأردنا أن نقف ما يضمره لك ، فقلنا : وقال المأمون : وفقتما ، فلما خرجا من عند المأمون قصده الرضا عليه السلام ، وأخليا المجلس وأعلمه ما قالا ، وأمره أن يحفظ نفسه منهما ، فلما سمع ذلك من الرضا عليه السلام ، علم أنّ الرضا عليه السلام هو الصادق . ۸
إذا هشام بن إبراهيم العباسي كذّاب زنديق ، يكد بالإمام الرضا عليه السلام لذا ذكره العلاّمة الحلّي في القسم الثاني من الخلاصة المختص بالضعفاء ، وقال ، قال ابن الغضائري : هشام بن إبراهيم بن العباس صاحب يونس طعن عليه ، والطعن عندي في مذهبه لا في نفسه . ۹
ونسخه القبهائي في مجمع الرجال ، والنسخة المخطوطة والمطبوعة بتحقيق السيّد محمّد رضا الجلالي خالية عن ذكره ، ولعلّ العلاّمة كانت لديه نخسة تامّة .
وذكره ابن داوود في الجزء الثاني من رجاله المختص بالمجروحين ، ۱۰
والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختص برواة الضعاف ، ۱۱ ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختص بالضعفاء . ۱۲

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۹۰ ، الرقم ۹۵۶ .

2.المصدر نفسه : ص ۷۹۱ الرقم ۹۵۷ ـ ۹۵۹ .

3.الكافي : ج ۳ ص ۳۱۳ .

4.عيون الأخبار : ج ۱ ص ۲۳۸ .

5.قرب الإسناد ، ص ۳۴۲ ، عيون الأخبار : ج ۱ ص ۱۷ .

6.قرب الإسناد : ص ۳۴۲ .

7.عيون الأخبار : ج ۲ ص ۱۶۲ ـ ۱۶۵ .

8.المصدر نفسه : ج ۲ ص ۱۷۷ .

9.خلاصة الأقوال : ص ۴۱۵ ، الرقم ۱۶۸۶ .

10.رجال ابن داوود : ص ۲۸۳ ، الرقم ۵۴۴ .

11.حاوي الأقوال : ج ۴ ص ۳۵۰ .

12.إتقان المقال : ص ۳۸۱ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج3
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 110315
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي