455
الضّعفاء من رجال الحديث ج3

الضّعفاء من رجال الحديث ج3
454

أقوال العلماء فيه :

جاءت فيه عدّة نصوص منها ذامة ، وأُخرى مادحة أما الذامة ، فهي :
1 . في رجال الكشّي : قال محمّد بن مسعود : يونس بن ظبيان متهم غالٍ ، وذكر أنّ عبداللّه بن محمّد بن خالد الطيالسي ، قال : الحسن بن علي الوشاء بن بنت الياس ، يحدّثنا بأحاديثه ، إذ مر علينا حيث النبي يرويه يونس بن ظبيان ، حديث العمود ، فقال : تحدّثوا عنّي هذا الحديث لأروي لكم ، ثم رواه . ۱
2 . حدّثني محمّد بن قولويه القمّي ، قال : حدّثني سعد بن عبداللّه ، قال : حدّثني محمّد بن عيسى ، عن يونس ، قال : سمعت رجلاً من الطيارة يحدّث أبا الحسن الرضا عليه السلام عن يونس بن ظبيان ، أنّه قال : كنت في بعض اللّيالي وأنا في الطواف فإذا نداء من فوق رأسي : يا يونس ، إنّي أنا اللّه لا إله إلاّ أنا فاعبدني ، وأقم الصلاة لذكري ، فرفعت رأسي فإذا[ج] ۲ ، فغضب أبو الحسن عليه السلام غضبا لم يملك نفسه ، ثم قال للرجل : أخرج عنّي لعنك اللّه ، ولعن من حدّثك ، ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة كلّ لعنة منها تبلغك قعر جهنم ، أشهد ما ناداه إلاّ شيطان ، أمّا أنّ
يونس مع أبي الخطّاب في أشد العذاب مقرونان ، وأصحابهما إلى ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشد العذاب ، سمعت ذلك من أبي عليه السلام .
قال يونس : فقام الرجل من عنده فما بلغ الباب إلاّ عشر خطا حتّى صرع مغشيا عليه ، وقد قاء رجيعه وحمل ميتا .
فقال أبو الحسن عليه السلام : أتاه ملك بيده عمود فضرب على هامته ضربة قلب فيها مثانته حتّى قاء رجيعه ، وعجل اللّه بروحه إلى الهاوية ، وألحقه بصاحبه الذي حدّثه ، بيونس بن ظبيان ، ورأى الشيطان الذي كان يتراءى له . ۳
الرواية صحيحة السند ، وقال السيّد الخوئي : الرواية صحيحة السند ودالة على خبث يونس بن ظبيان وضلاله . ۴
3 . حدّثني أحمد بن علي ، قال : حدّثني ، أبو سعيد الآدمي ، عن أبي القاسم عبدالرحمن بن حمّاد ، عن ابن فضال ، عن غالب بن عثمان ، عن عمّار بن أبي عنسبة ، قال : هلكت بنت لأبي الخطّاب ، فلما دفنها اطلع يونس بن ظبيان في قبرها ، فقال : السلام عليك يا بنت رسول اللّه . ۵
الرواية ضعيفة السند بأحمد بن علي ، وأبي سعيد الآدمي ، وعمّار بن أبي عنبسة .
وفي رجال الكشّي : ذكر الفضل بن شاذان ، في بعض كتبه : الكذابون المشهورون أبو الخطّاب ، ويونس بن ظبيان ، ويزيد الصائغ ، ومحمّد بن سنان ، وأبو سمينة أشهرهم . ۶
وقال ابن الغضائري : يونس بن ظبيان ، كوفي، غالٍ ، وضّاع للحديث ، روى عن
أبي عبداللّه عليه السلام ، لا يلتفت إلى حديثه . ۷
وقال النجاشي : يونس بن ظبيان ، مولى ، ضعيف جدّا لا يلتفت إلى ما رواه ، كلّ كتبه تخليط . ۸
أمّا النصوص التي قد يستفاد منها المدح ، فهي :
ما جاء في رجال الكشّي : حدّثني محمّد بن قولويه ، عن سعد بن عبداللّه بن أبي خلف القمّي ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن أبي محمّد القاسم بن الهروي ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن يونس بن ظبيان؟ فقال : رحمه اللّه وبنى له بيتا في الجنة ، كان واللّه مأمونا على الحديث .
قال أبو عمرو الكشّي ابن الهروي مجهول ، وهذا حديث غير صحيح ، مع ما قد روى في يونس بن ظبيان . ۹
وقال السيّد الخوئي : هذه الرواية رواها محمّد بن إدريس في مستطرفات السرائر : عن جامع البزنطي ، عن داوود بن الحصين ، عن هشام بن سالم ، وقد يتخيل أنّ الرواية صحيحة ، ولكنها ليست كذلك ، فإنّ طريق ابن إدريس إلى جامع البزنطي مجهول ، فالرواية بكلا طريقيها ضعيفة ، وتقدّم في ترجمة أيوب بن نوح قول حمدان القلانسي وكان (أيوب بن نوح) يقع في يونس فيما يذكر عنه . ۱۰
وما جاء في ترجمة الفيض بن المختار : عن جعفر بن أحمد بن أيوب ، عن أحمد بن الحسن ، عن أبي نجيح ، عن الفضل بن المختار .
وعنه عن علي بن إسماعيل ، عن أبي نجيح ، عن الفيض ، (من نص أبي عبداللّه عليه السلام على ابنه موسى)... وقوله عليه السلام لفيض هو صاحبك الذي سألت عنه وأقر له بحقّه ، قال : فقمت حتّى قبلت رأسه ودعوت اللّه له ، فقال أبو عبداللّه عليه السلام : أما إنّه لم يؤذن له في أمرك منك ، قلت : ـ جعلت فداك! ـ أخبر به أحدا؟ قال : نعم ، أهلك وولدك ورفقاؤك وكان معي أهلي وولدي ويونس بن ظبيان من رفقائي ، فلما أخبرتهم حمدوا اللّه على ذلك كثيرا ، وقال يونس : لا واللّه حتّى أسمع ذلك منه وكانت فيه عجلة ، فخرج فاتبعته ، فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبداللّه عليه السلام قد سبقني ، وقال : الأمر كما قال لك الفيض ، قال : سمعت وأطعت . ۱۱
الرواية ضعيفة السند بأبي نجيح؛ فإنّه مجهول فلا يثبت بها مدح ليونس بن ظبيان.
وقال السيّد الخوئي : هذه الرواية وإن دلّت على مدح يونس بن ظبيان وتورعه في أمر دينه وانقياده لأبي عبداللّه ، إلاّ إنّها ضعيفة السند . ۱۲
ومنها ما جاء في كتاب التوحيد ، ودخول يونس بن ظبيان على الإمام الصادق عليه السلام وقوله : إنّ هشام بن الحكم يقول قولاً عظيما ، يزعم أنّ اللّه جسم ... . ۱۳
قال السيّد الخوئي : هذه الرواية لا دلالة فيها على المدح غاية الأمر أنّها تدلّ على أنّ يونس بن ظبيان كان ينكر القول بالجسمية مع أنّ الرواية ضعيفة . ۱۴
فالرواية ضعيفة السند؛ لجهالة علي بن أحمد بن محمّد بن عمران ، وضعف بكر بن صالح .
ومنها ما ذكره البهبهاني في تعليقه : روى الثقة الجليل علي بن محمّد بن علي الخزاز في كتابه كفاية الأثر ۱۵ عنه ، النص على الأئمة الاثنيعشر عن الصادق عليه السلام ،
ويظهر منها مدح له وأنّه حين الرواية لم يكن غاليا . ۱۶
رواية الخزاز ضعيفة السند بعلي بن قابوس القمّي ، وقال أبوعلي الحائري المازندراني تلميذ البهبهاني معلقا : بعد إطباق المشايخ على ضعفه وما ورد فيه من الحديث الصحيح لا مجال للتوقف أصلاً . وما ذكره إلى القدح أقرب منه إلى المدح ؛ لأنّه صنّف الكتاب المذكور في إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر من طرق المخالفين ، ولذا تراه ينقل فيها عن العامة ، والزيدية ، والواقفية ونظائرهم . مع أنّ عدم غلوه حين روايته تلك لا يجدي نفعا أصلاً . ۱۷
وقد يقال بوثاقته لوقوعه في إسناد تفسير القمّي . ۱۸
وعدّه ابن شهر آشوب من الثقات الذين رووا النص على أبي الحسن موسى عليه السلام من أبيه . ۱۹
أمّا النصوص المتقدّمة التي قد يستفاد منها المدح فهي ضعيفة السند ، كما تقدّم من أنّها قاصرة الدلالة ويعارض الرواية الصحيحة التي تدلّ على خبثه و سوء اعتقاده . والتوثيق العام في تفسير القمّي معارض بتضعيف خاص ، والخاص يقدّم على العام و يخصصه .
وتوثيق ابن شهر آشوب له في المناقب يعارضه تضعيفات القدماء له كالعياشي ، وابن شاذان ، والكشّي ، وابن الغضائري ، والنجاشي والرواية ضعيفة السند ، وتضعيف القدماء له يمكن الحكم بضعف يونس بن ظبيان ، لذا ذكره العلاّمة في القسم الثاني من الخلاصة المختص بالضعفاء ، ۲۰ وابن داوود في الجزء الثاني من رجاله المختص
بالمجروحين ، ۲۱ والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختص برواة الضعاف ، ۲۲ ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختص بالضعفاء . ۲۳
وضعّفه المجلسي في رجاله ، ۲۴ وحكم على رواياته بالضعف عند دراسته أسانيد الكافي ، والتهذيب . ۲۵
ودرسه البهبودي في الضعفاء ، ۲۶ وأسقط رواياته عند تحقيقه للكافي ، ولم يثبتها في كتابه الصحيح من الكافي .

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۶۵۷ ـ ۶۵۸ ، الرقم ۶۷۲ ـ ۶۷۵ .

2.كناية عن جبرئيل عليه السلام .

3.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۶۵۷ ـ ۶۵۸ ، الرقم ۶۷۳ .

4.معجم رجال الحديث : ج ۲۱ ص ۲۰۵ .

5.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۶۵۸ ، الرقم ۶۷۴ .

6.المصدر نفسه : ج ۲ ص ۸۲۳ ، الرقم ۱۰۳۳ .

7.رجال ابن الغضائري : ص ۱۰۱ ، الرقم ۱۵۲ ، مجمع الرجال : ج ۶ ص ۲۸۴ .

8.رجال النجاشي : ص ۴۴۸ ، الرقم ۱۲۱۰ .

9.رجال الكشّي: ج ۲ ص ۶۵۸ ، الرقم ۶۷۵ .

10.معجم رجال الحديث : ج ۲۱ ص ۲۰۶ .

11.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۶۴۳ ، الرقم ۶۶۳ .

12.معجم رجال الحديث : ج ۲۱ ص ۲۰۶ .

13.التوحيد : ص ۹۹ .

14.معجم رجال الحديث : ج ۲۱ ص ۲۰۷ .

15.كفاية الأثر : ص ۱۹۶ .

16.تعليقة الوحيد البهبهاني : ص ۳۷۷ .

17.منتهى المقال : ج ۷ ص ۸۹ ـ ۹۰ .

18.تفسير القمي : ج ۲ ص ۱۱۳ و۳۴۹ .

19.مناقب آل أبي طالب : ج ۴ ص ۳۴۷ .

20.خلاصة الأقوال : ص ۴۱۹ ، الرقم ۱۷۰۱ .

21.رجال ابن داوود : ص ۲۸۵ ، الرقم ۵۶۳ .

22.حاوي الأقوال : ج ۴ ص ۳۷۶ .

23.إتقان المقال : ص ۳۹۴ .

24.رجال المجلسي : ص ۳۴۴ .

25.مرآة العقول : ج ۲ ص ۵ و ج ۳ ص ۳۳۴ وج ۴ ص ۲۶۴ و۳۵۰ و ج ۵ ص ۳۴۹ ، ملاذ الأخيار : ج ۳ ص ۲۹۹ و ۳۱۰ و ج ۵ ص ۳۶۹ و۴۷۶ و ج ۷ ص ۲۲۱ .

26.معرفة الحديث : ص ۲۳۹ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج3
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 110579
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي