137
نهج الدعاء

اللّهَ أن يَجعَلَها كَلبَةً ، فَصارَت كَذلِكَ .
ثُمَّ اجتَمَعَ أولادُهُما يَقولونَ : يا أبَتِ ، إنَّ النّاسَ يُعَيِّرونَ بِنا أنَّ اُمَّنا كَلبَةٌ نابِحَةٌ ، وجَعَلوا يَبكونَ ويَسأَلونَهُ أن يَدعُوَ اللّهَ أن يَجعَلَها كَما كانَت ، فَدَعَا اللّهَ تَعالى فَصَيَّرَها مِثلَ الَّذي كانَت فِي الحالَةِ الاُولى ، فَذَهَبَتِ الدَّعَواتُ الثَّلاثُ ضَياعا . ۱

6 / 2

الاِعتِداءُ

الكتاب

«ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» . ۲

الحديث

۳۷۴.الإمام عليّ عليه السلام :إيّاكُم وَالدُّعاءَ بِاللَّعنِ وَالخِزيِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز و جل قَد أحكَمَ في كِتابِهِ ، فَقالَ عز و جل : «ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» ؛ فَمَن تَعَدّى بِدُعائِهِ بِلَعنٍ أو خِزيٍ فَهُوَ مِنَ المُعتَدينَ . ۳

۳۷۵.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ العَبدَ لَيَكونُ مَظلوما ، فَما يَزالُ يَدعو حَتّى يَكونُ ظالِما ۴ . ۵

۳۷۶.سنن أبي داوود عن عطاء عن عائشة ، قالت :سُرِقَت مِلحَفَةٌ لَها ، فَجَعَلَت تَدعو عَلى مَن

1.الدعوات : ص ۳۸ ح ۹۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۲۶ ح ۱۰ . وراجع الدرّ المنثور : ج ۳ ص ۶۰۸ .

2.الأعراف : ۵۵ .

3.الجعفريّات : ص ۲۲۶ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام .

4.ذكر العلاّمة المجلسي قدس سره ستّة أوجه في معنى هذا الحديث : منها أنّ العبد يفرط في الدعاء على من ظلمه بظلم يسير فيدعو عليه بالموت وغيره ، ومنها أنّه يدعو على العدوّ المؤمن بالابتلاء ، وهذا ممّا لا يرضى به اللّه عز و جل (راجع مرآة العقول : ج ۱۲ ص ۳۰۵ و ۳۰۶) .

5.الكافي : ج ۲ ص ۳۳۳ ح ۱۷ ، ثواب الأعمال : ص ۳۲۳ ح ۱۳ كلاهما عن هشام بن سالم ، مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۱۲۱ ح ۲۳۲۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۲۵ ح ۴ .


نهج الدعاء
136

۳۷۲.عنه عليه السلام :إنَّ بَني إسرائيلَ أتَوا موسى عليه السلام فَسَأَلوهُ أن يَسأَلَ اللّهَ عز و جل أن يُمطِرَ السَّماءَ عَلَيهِم إذا أرادوا ويَحبِسَها إذا أرادوا ، فَسَأَلَ اللّهَ عز و جل ذلِكَ لَهُم ، فَقالَ اللّهُ عز و جل : ذلِكَ لَهُم يا موسى ، فَأَخبَرَهُم موسى ، فَحَرَثوا ولَم يَترُكوا شَيئا إلاّ زَرَعوهُ ، ثُمَّ استَنزَلُوا المَطَرَ عَلى إرادَتِهِم وحَبَسوهُ عَلى إرادَتِهِم ، فَصارَت زُروعُهُم كَأَنَّهَا الجِبالُ وَالآجامُ ۱ ، ثُمَّ حَصَدوا وداسوا وذَرّوا فَلَم يَجِدوا شَيئا ، فَضَجّوا إلى موسى عليه السلام وقالوا : إنَّما سَأَلناكَ أن تَسأَلَ اللّهَ أن يُمطِرَ السَّماءَ عَلَينا إذا أرَدنا فَأَجابَنا ، ثُمَّ صَيَّرَها عَلَينا ضَرَرا .
فَقالَ : يا رَبِّ ، إنَّ بَني إسرائيلَ ضَجّوا مِمّا صَنَعتَ بِهِم ، فَقالَ : ومِمَّ ذاكَ يا موسى ؟ قالَ : سَأَلوني أن أسأَلَكَ أن تُمطِرَ السَّماءَ إذا أرادوا ، وتَحبِسَها إذا أرادوا فَأَجَبتَهُم ، ثُمَّ صَيَّرتَها عَلَيهِم ضَرَرا .
فَقالَ : يا موسى ، أنَا كُنتُ المُقَدِّرَ لِبَني إسرائيلَ فَلَم يَرضَوا بِتَقديري ، فَأَجَبتُهُم إلى إرادَتِهِم فَكانَ ما رَأَيتَ . ۲

۳۷۳.الدعوات :رُوِيَ أنَّ اللّهَ تَعالى أوحى إلى نَبِيٍّ مِنَ الأَنبِياءِ فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ ، أنَّ لِرَجُلٍ مِن اُمَّتِهِ ثَلاثَ دَعَواتٍ مُستَجاباتٍ ، فَأَخبَرَ ذلِكَ الرَّجُلَ بِهِ ، فَانصَرَفَ مِن عِندِهِ إلى بَيتِهِ ،
وأخبَرَ زَوجَتَهُ بِذلِكَ ، فَأَلَحَّت عَلَيهِ أن يَجعَلَ دَعوَةً لَها فَرَضِيَ ، فَقالَت : سَلِ اللّهَ أن يَجعَلَني أجمَلَ نِساءِ ذاكَ الزَّمانِ ، فَدَعَا الرَّجُلُ فَصارَت كَذلِكَ .
ثُمَّ إنَّها لَمّا رَأَت رَغبَةَ المُلوكِ وَالشُّبّانِ المُتَنَعِّمينَ فيها مُتَوَفِّرَةً ، زَهِدَت في زَوجِهَا الشَّيخِ الفَقيرِ ، وجَعَلَت تُغالِظُهُ وتُخاشِنُهُ وهُوَ يُداريها ، ولا يَكادُ يُطيقُ نُشوزَها ، فَدَعَا

1.الآجام : جمع الاُجُم؛ الحصن (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۸ «أجم») .

2.الكافي : ج ۵ ص ۲۶۲ ح ۲ عن سدير ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۳۴۰ ح ۱۷ . وراجع : قصص الأنبياء : ص ۱۸۱ ح ۲۱۶ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247415
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي