139
نهج الدعاء

توضيح حول الاعتداء في الدّعاء

من الاُمور التي لايحسُن للداعي فعلُها الاعتداء ، أي : تجاوز الحدّ في الدعاء . قال تعالى :
«ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» . ۱
فهذه الآية توصي المؤمنين أن يدعوا ربّهم (علانيةً و) سرّا ويطلبوا منه حاجاتهم ، ولكن ليس لهم أن يتجاوزوا الحدّ في دعائهم وطلبهم من اللّه تعالى .
ويُثار هنا سؤال ، وهو : ما حدّ الدعاء الذي يُذَمُّ تجاوزُه ولا يُحبُّ اللّهُ متجاوزَه؟
حدّ الدعاء هو الاكتفاء بالطلبات المنطقيّة المشروعة ، ورعاية الأدب في بيانها وعرضها على اللّه سبحانه . ومن هنا ، فطرح الطلبات غير المعقولة والمشروعة الخالية من الأدب في القول وفي كلّ عمل يُذمّ عليه الداعي يُعدّ تجاوزا عن حدّ الدعاء .
في ضوء ذلك ، من طلب من اللّه تعالى شيئا رافعا صوته بوقاحةٍ وصلافةٍ ، أو مَن دعا على أحد لا يستحقّ الدعاء عليه أو أكثر ممّا يستحقّ ، أو طلب من اللّه حاجة غير مشروعة كقطع الرحم ، أو طلب شيئا بعيدا عن المنطق كأن يدعو بهلاك نفسه
أو بفناء السماوات والأرض ، فهؤلاء تجاوزوا حدود الدعاء حقّا .

1.الأعراف : ۵۵ .


نهج الدعاء
138

سَرَقَها ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَقولُ : لا تُسَبِّخي ۱ عَنهُ . ۲

۳۷۷.مسند ابن حنبل عن مولى لسعد :إنَّ سَعدا سَمِعَ ابنا لَهُ يَدعو وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ الجَنَّةَ ونَعيمَها وإستَبرَقَها ، ونَحوا مِن هذا ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ وسَلاسِلِها وأغلالِها .
فَقالَ : لَقَد سَأَلتَ اللّهَ خَيرا كَثيرا ، وتَعَوَّذتَ بِاللّهِ مِن شَرٍّ كَثيرٍ ! وإنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : إنَّهُ سَيَكونُ قَومٌ يَعتَدونَ فِي الدُّعاءِ ، وقَرَأَ هذِهِ الآيَةَ : «ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» ، وإنَّ حَسبَكَ أن تَقولَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ . ۳

۳۷۸.مسند ابن حنبل عن أبي نعامة :إنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ مُغَفَّلٍ [قالَ لاِبنِهِ :] . . . يا بُنَيَّ سَلِ اللّهَ الجَنَّةَ وتَعَوَّذهُ مِنَ النّارِ ؛ فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : سَيَكونُ بَعدي قَومٌ مِن هذِهِ الاُمَّةِ يَعتَدونَ فِي الدُّعاءِ وَالطَّهورِ . ۴

1.أي لا تُخفّفي عنه الإثم الذي استحقّه بالسَّرقة (النهاية : ج ۲ ص ۳۳۲ «سبخ») .

2.سنن أبي داوود : ج ۲ ص ۸۰ ح ۱۴۹۷ و ج ۴ ص ۲۷۸ ح ۴۹۰۹ ، مسند ابن حنبل : ج ۹ ص ۲۹۷ ح ۲۴۲۳۸ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۷ ص ۹۳ ح ۲ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۹۵ ح ۳۳۰۲ .

3.مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۳۶۵ ح ۱۴۸۳ ، وراجع سنن أبي داوود : ج ۲ ص ۷۷ ح ۱۴۸۰ .

4.مسند ابن حنبل : ج ۵ ص ۶۲۹ ح ۱۶۸۰۱ ، سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۲۷۱ ح ۳۸۶۴ وليس فيه «والطهور» ، المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۷۲۴ ح ۹۷۹ كلاهما نحوه .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247374
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي