«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ » ۱ . ۲
1.البقرة : ۱۸۶ .
2.قال العلاّمة الطباطبائي قدس سره: أحسن بيان لما اشتمل عليه من المضمون ، وأرقّ اُسلوب وأجمله ؛ فقد وضع أساسه على التكلّم وحده دون الغيبة ونحوها ، وفيه دلالة على كمال العناية بالأمر ، ثمّ قوله : «عِبَادِى» ـ ولم يقل : الناس وما أشبهه ـ يزيد في هذه العناية ، ثمّ حذف الواسطة في الجواب حيث قال : «فَإِنِّى قَرِيبٌ» ولم يقل : فقل إنّه قريب ، ثمّ التأكيد بإنّ ، ثمّ الإتيان بالصفة دون الفعل الدالّ على القرب ليدلّ على ثبوت القرب ودوامه ، ثمّ الدلالة على تجدّد الإجابة واستمرارها حيث أتى بالفعل المضارع الدالّ عليهما ، ثمّ تقييده الجواب أعني قوله : «أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ» بقوله : «إِذَا دَعَانِ» ، وهذا القيد لا يزيد على قوله : «دَعْوَةَ الدَّاعِ» المقيّد به شيئا بل هو عينه ، وفيه دلالة على أنّ دعوة الداع مجابة من غير شرط وقيد كقوله تعالى : «ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ» (غافر : ۶۰) فهذه سبع نكات في الآية تنبئ بالاهتمام في أمر استجابة الدعاء والعناية بها ، مع كون الآية قد كرّر فيها ـ على إيجازها ـ ضمير المتكلّم سبع مرّات ، وهي الآية الوحيدة في القرآن على هذا الوصف (الميزان في تفسير القرآن : ج ۲ ص ۳۰) .
والتعرّض للسؤال . والمراد في الاستكانة برفع يديه على منكبيه ، أنّه كالعبد الجاني إذا حمل إلى مولاه ، وقد أوثقه قيد هواه ، وقد تصفّد بالأثقال ، وناجى بلسان الحال : هذه يداي قد غللتهما بين يديك ، بظلمي وجرأتي عليك» . ۱
1.عدّة الداعي : ص ۱۸۴ .