261
نهج الدعاء

فَقالَ : إنَّ فُلانَ النَّبِيَّ وفُلانَ ۱ النَّبِيَّ دَعَوني وَالأَجَلُ الَّذي اُهلِكُ فيهِ اُمَّتَهُم مُستَأخِرٌ فَاستَجَبتُ لَهُم ، وإنَّكَ دَعَوتَني وَالأَجَلُ الَّذي اُهلِكُ فيهِ اُمَّتَكَ قَد حَضَرَ . ۲

۷۹۰.عدّة الداعي :رُوِيَ في زَبورِ داوُودَ عليه السلام : يَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : يَابنَ آدَمَ ، تَسأَ لُني وأمنَعُكَ ؛ لِعِلمي بِما يَنفَعُكَ ، ثُمَّ تُلِحُّ عَلَيَّ بِالمَسأَلَةِ فَاُعطيكَ ما سَأَلتَ ، فَتَستَعينُ بِهِ عَلى مَعصِيَتي ، فَأَهُمُّ بِهَتكِ سِترِكَ فَتَدعوني فَأَستُرُ عَلَيكَ ، فَكَم مِن جَميلٍ أصنَعُ مَعَكَ ! وكَم مِن قَبيحٍ تَصنَعُ مَعي ! يوشِكُ أن أغضَبَ عَلَيكَ غَضبَةً لا أرضى بَعدَها أبَدا . ۳

۷۹۱.المستدرك عن جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :يَدعُو اللّهُ بِالمُؤمِنِ يَومَ القِيامَةِ حَتّى يوقِفُهُ بَينَ يَدَيهِ ، فَيَقولُ : عَبدي ، إنّي أمَرتُكَ أن تَدعُوَني ووَعَدتُكَ أنِ استَجَبتُ لَكَ ، فَهَل كُنتَ تَدعوني ؟ فَيَقولُ : نَعَم يا رَبِّ .
فَيَقولُ : أما إنَّكَ لَم تَدعُني بِدَعوَةٍ إلاَّ استُجيبَ لَكَ ، فَهَل لَيسَ دَعَوتَني يَومَ كَذا وكَذا لِغَمٍّ نَزَلَ بِكَ أن اُفَرِّجَ عَنكَ فَفَرَّجتُ عَنكَ ؟ فَيَقولُ : نَعَم يا رَبِّ .
فَيَقولُ : فَإِنّي عَجَّلتُها لَكَ فِي الدُّنيا ، ودَعَوتَني يَومَ كَذا وكَذا لِغَمٍّ نَزَلَ بِكَ أن اُفَرِّجَ عَنكَ فَلَم تَرَ فَرَجا ؟ قالَ : نَعَم يا رَبِّ ، فَيَقولُ : إنِّي ادَّخَرتُ لَكَ بِها فِي الجَنَّةِ كَذا وكَذا .
قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : فَلا يَدَعُ اللّهُ دَعوَةً دَعا بِها عَبدُهُ المُؤمِنُ إلاّ بَيَّنَ لَهُ ، إمّا أن يَكونَ عَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنيا ، وإمّا أن يَكونَ ادَّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ . قالَ : فَيَقولُ المُؤمِنُ في ذلِكَ المَقامِ : يا لَيتَهُ لَم يَكُن عُجِّلَ لَهُ في شَيءٍ مِن دُعائِهِ . ۴

۷۹۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ الرَّجُلَ لَيَطلُبُ الحاجَةَ فَيَزويهَا اللّهُ عَنهُ لِما هُوَ خَيرٌ لَهُ ، فَيَتَّهِمُ النّاسَ

1.كذا في المصدر في الموضعين، والقياس: «فلانا النبيّ» .

2.الزهد لابن المبارك (الملحقات) : ص ۲۰ ح ۸۲ .

3.عدّة الداعي : ص ۱۹۸ ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۳۶۵ ح ۹۸ .

4.المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۶۷۱ ح ۱۸۱۹ ، حلية الأولياء : ج ۶ ص ۲۰۸ نحوه ، كنز العمّال : ج ۲ ص ۹۲ ح ۳۲۹۰ .


نهج الدعاء
260

فَيُبَخِّلُني عَبدي ؟! أوَلَيسَ الدُّنيا وَالآخِرَةُ لي ؟! أوَلَيسَ الكَرَمُ وَالجودُ صِفَتي ؟! أوَلَيسَ الفَضلُ وَالرَّحمَةُ بِيَدي ؟! أوَلَيسَ الآمالُ لا تَنتَهي إلاّ إلَيَّ ، فَمَن يَقطَعُها دوني ؟ وما عَسى أن يُؤَمِّلَ المُؤَمِّلونَ مَن سِوايَ ؟!
وعِزَّتي وجَلالي ، لَو جَمَعتُ آمالَ أهلِ الأَرضِ وَالسَّماءِ ، ثُمَّ أعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم ، ما نَقَصَ مِن مُلكي بَعضُ عُضوِ الذَّرَّةِ ، وكَيفَ يَنقُصُ نائِلٌ أنَا أفَضتُهُ ؟ يا بُؤسا لِلقانِطينَ مِن رَحمَتي ، يا بُؤسا لِمَن عَصاني وتَوَثَّبَ عَلى مَحارِمي ولَم يُراقِبني وَاجتَرَأَ عَلَيَّ . ۱

3 / 13

الحِكمَةُ

۷۸۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ العَبدَ لَيُشرِفُ عَلى حاجَةٍ مِن حَوائِجِ الدُّنيا ، فَيَذكُرُهُ اللّهُ مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ ، فَيَقولُ :
مَلائِكَتي إنَّ عَبدي هذا قَد أشرَفَ عَلى حاجَةٍ مِن حَوائِجِ الدُّنيا ؛ فَإِن فَتَحتُها لَهُ فَتَحتُ بابا إلَى النّارِ ، ولكِنِ ازووها عَنهُ .
فَيُصبِحُ العَبدُ عاضّا عَلى أنامِلِهِ ، يَقولُ : مَن سَبَقَني ؟ مَن دَهاني ؟ وما هِيَ إلاّ رَحمَةٌ رَحِمَهُ اللّهُ بِها . ۲

۷۸۹.الزهد عن يزيد بن ميسرة :قالَ نَبِيٌّ مِنَ الأَنبِياءِ : يا رَبِّ ، دَعاكَ فُلانٌ النَّبِيُّ وفُلانٌ النَّبِيُّ فَأَجَبتَهُم ، ودَعَوتُكَ فَلَم تُجِبني !

1.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۹۵ ح ۱۲ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي عن نوف البكالي .

2.حلية الأولياء : ج ۷ ص ۲۰۸ و ج ۳ ص ۳۰۵ وفيه «ازودها» بدل «ازووها» و «سعى بي» بدل «سبقني» وكلاهما عن ابن عبّاس ، وراجع التمحيص : ص ۵۶ ح ۱۱۳ ومشكاة الأنوار : ص ۵۱۴ ح ۱۷۲۳ وبحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۲۴۳ ح ۸۱ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247503
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي