459
نهج الدعاء

38 . النّابِغَةُ الجَعدِيُّ ۱

۱۲۴۹.الغيبة عن أبي حاتم السجستانيـ في ذِكرِ النّابِغَةِ الجَعدِيِّ ـ: رُوِيَ أنَّهُ كانَ يَفتَخِرُ ويَقولُ : أتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَأَنشَدتُهُ :

بَلَغنَا السَّماءَ مَجدُنا وجُدودُناوإنّا لَنَرجو فَوقَ ذلِكَ مَظهَرا
فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أينَ المَظهَرُ يا أبا لَيلى ؟ فَقُلتُ : الجَنَّةُ يا رَسولَ اللّهِ . فَقالَ : أجَل إن شاءَ اللّهُ تَعالى . ثُمَّ أنشَدتُهُ :

ولا خَيرَ في حِلمٍ إذا لَم يَكُن لَهُبَوادِرُ تَحمي صَفوَهُ أن يُكَدَّرا
ولا خَيرَ في جَهلٍ إذا لَم يَكُن لَهُحَليمٌ إذا ما أورَدَ الأَمرَ أصدَرا
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : لا يَفضُضِ اللّهُ فاكَ .
وقيلَ : إنَّهُ عاشَ مِئَةً وعِشرينَ سَنَةً ، ولَم يَسقُط مِن فيهِ سِنٌّ ولا ضِرسٌ .
وقالَ بَعضُهُم : رَأَيتُهُ وقَد بَلَغَ الثَّمانينَ تَزُفُّ غُروبُهُ ۲ ، وكانَ كُلَّما سَقَطَت لَهُ ثَنِيَّةٌ تَنبُتُ لَهُ اُخرى مَكانَها ، وهُوَ مِن أحسَنِ النّاسِ ثَغرا . ۳

1.اختلف في اسمه ، فقيل : قيس بن عبد اللّه ، و قيل : عبد اللّه بن قيس ، و قيل : حيّان بن قيس بن عبد اللّه العامريّ الجعديّ. كان يذكر في الجاهلية دينَ إبراهيم والحنيفيّة ، ويصوم ويستغفر ، وله قصيدة أوّلها : الحمد للّه لا شريك لهمن لم يقلها فنفسه ظلما وفد على النبيّ صلى الله عليه و آله فأسلم ، وأنشد قصيدته الرائية ، و كان أوّل من أنشده ، وفيها : أتيت رسول اللّه إذ جاءبالهُدىويتلو كتابا كالمجرَّة نيِّرا ولم يزل يَرِدُ على الخلفاء بعد النبيّ صلى الله عليه و آله ، وكان شاعرا محسنا إلاّ أنّه كان رديء الهجاء (أُسد الغابة : ج ۵ ص ۲۷۶ الرقم ۵۱۶۲ ، الإصابة: ج ۶ ص ۳۰۸ ـ ۳۱۳) .

2.أي تبرق أسنانه ، من زفّ البرق : لمع ، والغروب : الأسنان (تاج العروس : ج ۱۲ ص ۲۵۲ «زفف» و ج ۲ ص ۲۷۶ «غرب») .

3.الغيبة للطوسي : ص ۱۱۹ ، الأمالي للسيّد المرتضى : ج ۱ ص ۱۹۲ ، الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۵۱ ح ۷۷ كلاهما نحوه، بحار الأنوار: ج۱۸ ص۱۱ ح۲۵؛ دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص۴۵۹ ح۳۸۵ عن النابغة بن الجعد.


نهج الدعاء
458

مَقامي نُصبَ وَجهِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ألقَى السِّهامَ بِوَجهي ، كُلَّما مالَ سَهمٌ مِنها إلى وَجهِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَيَّلتُ رَأسي لِأَقِيَ وَجهَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِلا رَميٍ أرميهِ ، فَكانَ آخِرُها سَهما بَدَرَت مِنهُ حَدَقَتي ۱ عَلى خَدّي ، وتَفَرَّقَ الجَمعُ فَأَخَذتُ حَدَقَتي بِكَفّي فَسَعَيتُ بِها في كَفّي إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَمّا رَآها رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله في كَفّي دَمَعَت عَيناهُ فَقالَ : «اللّهُمَّ إنَّ قَتادَةَ فَدى وَجهَ ۲ نَبِيِّكَ بِوَجهِهِ ، فَاجعَلها أحسَنَ عَينَيهِ وأحَدَّهُما نَظَرا» .
فَكانَت أحسَنَ عَينَيهِ وأحَدَّهُما نَظَرا . ۳

37 . مَدلوكٌ الفَزارِيُّ ۴

۱۲۴۸.الطبقات الكبرى عن مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي :حَدَّثَتني عَمَّتي آمِنَةُ ـ أو اُمَيَّةُ ـ بِنتُ أبِي الشَّعثاءِ وقُطبَةُ مَولاةٌ لَنا ، قالَتا : سَمِعنا أبا سُفيانَ مَدلوكا يَقولُ : ذَهَبتُ مَعَ مَوالِيَّ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَأَسلَمتُ مَعَهُم ، فَدَعاني رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَمَسَحَ رَأسي بِيَدِهِ ، ودَعا فِيَّ بِالبَرَكَةِ .
قالَتا : فَكانَ مُقَدَّمُ رَأسِ أبي سُفيانَ أسوَدَ ما مَسَّتهُ يَدُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وسائِرُ ذلِكَ أبيَضُ . ۵

1.الحَدَقة : العَين (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۴ «حدق») .

2.في المصدر : «قد أوجه نبيّك» بدل «فدى وجه نبيّك» ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .

3.المعجم الكبير : ج ۱۹ ص ۸ ح ۱۲ ، دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص ۴۸۴ ح ۴۱۷ ، تاريخ دمشق : ج ۴۹ ص ۲۸۱ ح ۱۰۵۳۸ ، كنز العمّال : ج ۱۲ ص ۳۷۷ ح ۳۵۳۹۶ ، وراجع مسند أبي يعلى : ج ۲ ص ۲۱۶ ح ۱۵۴۶ .

4.مَدلوكٌ أبو سفيان الفَزارِيُّ مولاهم ، أسلم مع مواليه حين قدموا على رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ومسح النبيّ صلى الله عليه و آله رأسه (أُسد الغابة : ج ۵ ص ۱۲۸ الرقم ۴۸۱۶).

5.الطبقات الكبرى : ج ۷ ص ۴۳۶ ، التاريخ الكبير : ج ۸ ص ۵۵ ، أُسد الغابة : ج ۵ ص ۱۲۸ ، الإصابة : ج ۶ ص ۵۱ ، تاريخ دمشق : ج ۵۷ ص ۱۹۱ ح ۱۱۹۷۰ ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۵۹۸ ح ۳۷۵۳۵ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247313
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي