575
نهج الدعاء

أوَّلُهُنَّ : حينَ خَرَجَ مِن مَكَّةَ إلَى المَدينَةِ ، وأبو سُفيانَ جاءَ مِنَ الشّامِ ، فَوَقَعَ فيهِ أبو سُفيانَ فَسَبَّهُ وأوعَدَهُ وهَمَّ أن يَبطِشَ بِهِ ، ثُمَّ صَرَفَهُ اللّهُ عز و جل عَنهُ .
وَالثّانِيَةُ : يَومَ العيرِ ؛ حَيثُ طَرَدَها أبو سُفيانَ لِيُحرِزَها مِن رسَولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
وَالثّالِثَةُ : يَومَ اُحُدٍ ، يَومَ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : اللّهُ مَولانا ولا مَولى لَكُم . وقالَ أبو سُفيانَ : لَنَا العُزّى ولا عُزّى لَكُم . فَلَعَنَهُ اللّهُ ومَلائِكَتُهُ ورَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ أجَمعونَ .
وَالرّابِعَةُ : يَومَ حُنَينٍ ، يَومَ جاءَ أبو سُفيانَ بِجَمعٍ مِن قُرَيشٍ وهَوازِنَ ، وجاءَ عُيَينَةُ بِغَطفانَ وَاليَهودِ ، فَرَدَّهُمُ اللّهُ بِغَيظِهِم لَم يَنالوا خَيرا ، هذا قَولُ اللّهِ عز و جل ، أنزَلَهُ في سورَتَينِ في كِلتَيِهما يُسَمّي أبا سُفيانَ وأصحابَهُ كُفّارا ، وأنتَ يا مُعاوِيَةُ يَومَئِذٍ مُشرِكٌ عَلى رَأيِ أبيكَ بِمَكَّةَ ، وعَلِيٌّ يَومَئِذٍ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَلى رَأيِهِ ودينِهِ .
وَالخامِسَةُ : قَولُ اللّهِ عز و جل : «وَ الْهَدْىَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ»۱ وصَدَدتَ أنتَ وأبوكَ ومُشرِكو قُرَيشٍ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَلَعَنَهُ اللّهُ لَعنَةً شَمِلَتهُ وذُرِّيَّتَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ .
وَالسّادِسَةُ : يَومَ الأَحزابِ ، يَومَ جاءَ أبو سُفيانَ بِجَمعِ قُرَيشٍ ، وجاءَ عُيَينَةُ بنُ حُصَينِ بنِ بَدرٍ بِغَطفانَ ، فَلَعَنَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله القادَةَ وَالأَتباعَ وَالسّاقَةَ إلى يَومِ القِيامَةِ .
فَقيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أما فِي الأَتباعِ مُؤمِنٌ ؟
قالَ: لا تُصيبُ اللَّعنَةُ مُؤمِنا مِنَ الأَتباعِ،وأمَّا القادَةُ فَلَيسَ فيهِم مُؤمِنٌ ولامُجيبٌ ولا ناجٍ.
وَالسّابِعَةُ : يَومَ الثَّنِيَّةِ ۲ ، يَومَ شَدَّ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله اثنا عَشَرَ رَجُلاً ؛ سَبعَةٌ مِنهُم مِن بَني اُمَيَّةَ ، وخَمسَةٌ مِن سائِرِ قُرَيشٍ ، فَلَعَنَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى ورَسولُهُ صلى الله عليه و آله مَن حَلَّ الثَّنِيَّةَ غَيرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله وسائِقِهِ وقائِدِهِ . ۳

1.الفتح : ۲۵ .

2.الثَّنِيّة : العقبةُ أو طريقها أو الجبل أو الطريقة فيه أو إليه (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۰۹ «ثنى») . والمراد به المحاولة التي قام بها المنافقون لاغتيال النبيّ صلى الله عليه و آله عند مسيره لغزوة تبوك .

3.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۹ ح ۱۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۷۸ ح ۱ .


نهج الدعاء
574

بِرَجُلٍ قَد شَهِدَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعايَنَهُ ، فَأَتَينا عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ فَقُلنا : يا صاحِبَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، حَدِّثنا ما شَهِدتَ ورَأَيتَ .
قالَ : إنَّ هذا أرسَلَ إلَيَّ ـ يَعني مُعاوِيَةَ ـ فَقالَ : لَئِن بَلَغَني أنَّكَ تُحَدِّثُ لأََضرِبَنَّ عُنُقَكَ ، فَجَثَوتُ عَلى رُكبَتَيَّ بَينَ يَدَيهِ ، ثُمَّ قُلتُ : وَدِدتُ أنَّ أحَدَّ سَيفٍ في جُندِكَ عَلى عُنُقي . فَقالَ : وَاللّهِ ما كُنتُ لاُِقاتِلَكَ ولا أقتُلَكَ .
وَايمُ اللّهِ ما يَمنَعُني أن اُحَدِّثَكُم ما سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ فيهِ ؛ رَأَيتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أرسَلَ إلَيهِ يَدعوهُ ـ وكانَ يَكتُبُ بَينَ يَدَيهِ ـ فَجاءَ الرَّسولُ فَقالَ : هُوَ يَأكُلُ ، فَقالَ : لا أشبَعَ اللّهُ بَطنَهُ ! فَهَل تَرَونَهُ يَشبَعُ ؟
قالَ : وخَرَجَ مِن فَجٍّ فَنَظَرَ رَسولُ اللّهِ إلى أبي سُفيانَ وهُوَ راكِبٌ ومُعاوِيَةُ وأخوهُ ، أحَدُهُما قائِدٌ وَالآخَرُ سائِقٌ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ : اللّهُمَّ العَنِ القائِدَ وَالسّائِقَ وَالرّاكِبَ .
قُلنا : أنتَ سَمِعتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ قالَ : نَعَم ، وإلاّ فَصَمَّتا اُذُنايَ ، كَما عَمِيَتا عَينايَ . ۱

۱۴۲۱.الإمام الحسن عليه السلامـ فِي احتِجاجِهِ عَلى مُعاوِيَةَ ـ: أنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمونَ أنَّ ما أقولُ حَقّا ، إنَّكَ ـ يا مُعاوِيَةُ ـ كُنتَ تَسوقُ بِأَبيكَ عَلى جَمَلٍ أحمَرَ ، ويَقودُهُ أخوكَ هذَا القاعِدُ وهذا يَومُ الأَحزابِ ، فَلَعَنَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله القائِدَ وَالرّاكِبَ وَالسّائِقَ ، فَكانَ أبوكَ الرّاكِبَ ، وأنتَ ـ يا أزرَقُ ـ السّائِقَ ، وأخوكَ هذَا القاعِدُ القائِدَ ؟ ۲

۱۴۲۲.عنه عليه السلامـ فِي احتِجاجِهِ عَلى مُعاوِيَةَ ـ: أنشُدُكُم بِاللّهِ هَل تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَعَنَ أبا سُفيانَ في سَبعَةِ مَواطِنَ :

1.وقعة صفّين : ص ۲۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۱۹۰ ح ۴۷۲ و ۴۷۳ ، وراجع الخصال : ص ۱۹۱ ح ۲۶۴ وشرح الأخبار : ج ۲ ص ۱۴۷ ح ۴۴۷ وتاريخ الطبري : ج ۱۰ ص ۵۸ .

2.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۹ ح ۱۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۷۷ ح ۱ ، وراجع تذكرة الخواصّ : ص ۲۰۱ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 242582
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي