59
نهج الدعاء

ولَولا ما وُفِّقَ العَبدُ مِن ذلِكَ الدُّعاءِ لَأَصابَهُ مِنهُ ما يَجُثُّهُ ۱ مِن جَديدِ الأَرضِ . ۲

۱۲۳.عنه عليه السلام :ما رَدَّ اللّهُ العَذابَ إلاّ عَن قَومِ يونُسَ ... فَلَمّا كانَ في ذلِكَ اليَومِ نَزَلَ العَذابُ . فَقالَ العالِمُ لَهُم : يا قَومِ افزَعوا إلَى اللّهِ فَلَعَلَّهُ يَرحَمُكُم ويَرُدُّ العَذابَ عَنكُم .
فَقالوا : كَيفَ نَصنَعُ ؟ قالَ : اِجتَمِعوا وَاخرُجوا إلَى المَفازَةِ ۳ وفَرِّقوا بَينَ النِّساءِ وَالأَولادِ ، وبَينَ الإِبِلِ وأولادِها ، وبَينَ البَقَرِ وأولادِها ، وبَينَ الغَنَمِ وأولادِها ، ثُمَّ ابكوا وَادعوا ، فَذَهَبوا وفَعَلوا ذلِكَ وضَجّوا وبَكَوا ، فَرَحِمَهُمُ اللّهُ وصَرَفَ عَنهُمُ العَذابَ وفَرَّقَ العَذابَ عَلَى الجِبالِ . ۴

۱۲۴.تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام :لَمّا أظَلَّ قَومَ يونُسَ العَذابُ ، دَعَوُا اللّهَ فَصَرَفَهُ عَنهُم .
قُلتُ : كَيفَ ذلِكَ ؟ قالَ : كانَ فِي العِلمِ أنَّهُ يَصرِفُهُ عَنهُم . ۵

۱۲۵.الكافي عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه السلام :هَل تَعرِفونَ طولَ البَلاءِ مِن قِصَرِهِ؟ قُلنا: لا.
قالَ : إذا اُلهِمَ أحَدُكُمُ الدُّعاءَ عِندَ البَلاءِ فَاعلَموا أنَّ البَلاءَ قَصيرٌ . ۶

۱۲۶.الإمام الكاظم عليه السلام :ما مِن بَلاءٍ يَنزِلُ عَلى عَبدٍ مُؤمِنٍ فَيُلهِمُهُ اللّهُ عز و جل الدُّعاءَ ، إلاّ كانَ كَشفُ

1.في القاموس : الجثّ القطع وانتزاع الشيء من أصله . وقال الجوهري : الجديد : وجه الأرض . وحاصله : أنّه سبحانه يدفع البلاء الذي استحقّ العبد نزوله إذا علم أنّ العبد يدعو اللّه لكشفه بعد ذلك ، فلا ينزله لما سيقع منه من الدعاء فيؤثّر الدعاء قبل وقوعه في دفع البلاء (مرآة العقول : ج ۱۲ ص ۱۶) .

2.الكافي : ج ۲ ص ۴۷۰ ح ۹ عن إسحاق بن عمّار .

3.المَفازة : البَرِّيّة القفر ، سمّيت بذلك لأنّها مهلكة ، من فوَّز : إذا مات . وقيل : سمّيت تفاؤلاً من الفوز : النجاة (النهاية : ج ۳ ص ۴۷۸ «فوز») .

4.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۱۷ عن جميل ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۳۸۰ ح ۲ .

5.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۱۳۶ ح ۴۵ .

6.الكافي : ج ۲ ص ۴۷۱ ح ۱ ، مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۹ ح ۱۹۸۹ ، فلاح السائل : ص ۱۰۷ ح ۴۴ نحوه ، عدّة الداعي : ص ۳۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۸۱ ح ۷ .


نهج الدعاء
58

التَّلعَةِ ۱ إلى أسفَلِها ، ومِن رَكضِ البَراذينِ ۲ . ۳

۱۱۷.عنه عليه السلام :إنَّ للّهِِ سُبحانَهُ سَطَواتٍ ونَقِماتٍ ، فَإِذا نَزَلَت بِكُم فَادفَعوها بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَدفَعُ البَلاءَ إلاَّ الدُّعاءُ . ۴

۱۱۸.عنه عليه السلام :مَن سَرَّهُ أن يُكشَفَ عَنهُ البَلاءُ ، فَليُكثِر مِنَ الدُّعاءِ . ۵

۱۱۹.عنه عليه السلام :ما زالَت نِعمَةٌ ولا نَضارَةُ عَيشٍ إلاّ بِذُنوبٍ اجتَرَحوا ۶ ، إنَّ اللّهَ لَيسَ بِظَلاّمٍ لِلعَبيدِ ، ولَو أنَّهُمُ استَقبَلوا ذلِكَ بِالدُّعاءِ وَالإِنابَةِ لَم تَزُل ، ولَو أنَّهُم إذا نَزَلَت بِهِمُ النِّقَمُ وزالَت عَنهُمُ النِّعَمُ فَزِعوا إلَى اللّهِ عز و جل بِصِدقٍ مِن نِيّاتِهِم ، ولَم يَهِنوا ولَم يُسرِفوا ، لَأَصلَحَ اللّهُ لَهُم كُلَّ فاسِدٍ ، ولَرَدَّ عَلَيهِم كُلَّ صالِحٍ . ۷

۱۲۰.عنه عليه السلام :بِالدُّعاءِ تُصرَفُ البَلِيَّةُ . ۸

۱۲۱.عنه عليه السلام :بِالدُّعاءِ يُستَدفَعُ البَلاءُ . ۹

۱۲۲.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ عز و جل لَيَدفَعُ بِالدُّعاءِ الأَمرَ الَّذي عَلِمَهُ أن يُدعى لَهُ فَيَستَجيبُ ،

1.التَّلْعة : أرضٌ مرتفعةٌ غليظةٌ ، يتردّد فيها السيل ثمّ يدفع منها إلى تلعة أسفل منها (العين : ص ۱۰۹ «تلع») .

2.البِرذَون : الدابّة ، الجمع بَراذين (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۲۰۱ «برذن») .

3.الخصال : ص ۶۲۱ ح ۱۰ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۸۹ ح ۵ .

4.غرر الحكم : ح ۳۵۱۲ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۴۱ ح ۳۱۶۰ وفيه «ونفحات ونفخات» بدل «ونقمات» و «فارفعوها» بدل «فادفعوها» .

5.إرشاد القلوب : ص ۱۴۹ .

6.الاجتراح : الاكتساب (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۸۲ «جرح») .

7.الخصال : ص ۶۲۴ ح ۱۰ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، تحف العقول : ص ۱۱۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۸۹ ح ۵ .

8.كشف الغمّة : ج ۳ ص ۱۳۶ عن الإمام الجواد عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۷۹ ح ۵۶ .

9.غرر الحكم : ح ۴۲۴۰ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۸۷ ح ۳۸۴۳ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 243943
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي