601
نهج الدعاء

فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : اللّهُمَّ إن كانَ كاذِبا فَاضرِبهُ بِبَياضٍ ـ أو بِوَضَحٍ ـ لا تُواريهِ العِمامَةُ .
قالَ طَلحَةُ بنُ عَميرَةَ : فَأَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد رَأَيتُها بَيضاءَ بَينَ عَينَيهِ . ۱

۱۴۷۸.حلية الأولياء عن عميرة بن سعد :شَهِدتُ عَلِيّا عَلَى المِنبَرِ ناشِدا أصحابَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وفيهِم أبو سَعيدٍ وأبو هُرَيرَةَ وأنَسُ بنُ مالِكٍ ، وهُم حَولَ المِنبَرِ ، وعَلِيٌّ عَلَى المِنبَرِ ، وحَولَ المِنبَرِ اثنا عَشَرَ رَجُلاً هؤُلاءِ مِنهُم .
فَقالَ عَلِيٌّ : نَشَدتُكُم بِاللّهِ ، هَل سَمِعتُم رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ» ؟ فَقاموا كُلُّهُم فَقالوا : اللّهُمَّ نَعَم ! وقَعَدَ رَجُلٌ .
فَقالَ : ما مَنَعَكَ أن تَقومَ ؟ قالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، كَبِرتُ ونَسيتُ .
فَقالَ : اللّهُمَّ إن كانَ كاذِبا فَاضرِبهُ بِبَلاءٍ حَسَنٍ . قالَ : فَما ماتَ حَتّى رَأَينا بَينَ عَينَيهِ نُكتَةً ۲ بَيضاءَ لا تُواريهَا العِمامَةُ . ۳

۱۴۷۹.المعارفـ في تَرجَمَةِ أنَسِ بنِ مالِكٍ ـ: كانَ بِوَجهِهِ بَرَصٌ . وذَكَرَ قَومٌ أنَّ عَلِيّا عليه السلام سَأَلَهُ عَن قَولِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ» ، فَقالَ : كَبِرَت سِنّي ونَسيتُ .
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : إن كُنتَ كاذِبا فَضَرَبَكَ اللّهُ بِبَيضاءَ لا تُواريهَا العِمامَةُ . ۴

1.الإرشاد : ج ۱ ص ۳۵۱ ، إرشاد القلوب : ص ۲۲۸ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۲۰۴ ح ۲۰ .

2.النُّكتة في الشيء : كالنقطة (المصباح المنير : ص ۶۲۴ «نكت») .

3.حلية الأولياء : ج ۵ ص ۲۶ ، وراجع مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۲۵۳ ح ۹۶۴ وتاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۲۰۷ ح ۸۶۸۴ وص ۲۰۸ والبداية والنهاية : ج ۵ ص ۲۱۱ وكنز العمّال : ج ۱۳ ص ۱۳۱ ح ۳۶۴۱۷ .

4.المعارف لابن قتيبة : ص ۵۸۰ ؛ إحقاق الحقّ : ج ۸ ص ۷۴۵ نقلاً عن محاضرات الاُدباء للراغب الأصفهاني نحوه .


نهج الدعاء
600

وأمّا أنتَ يا خالِدَ بنَ يَزيدَ ، فَإِن كُنتَ سَمِعتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ» ، ثُمَّ لَم تَشهَد لِيَ اليَومَ بِالوِلايَةِ ، فَلا أماتَكَ اللّهُ إلاّ ميتَةً جاهِلِيَّةً .
وأمّا أنتَ يا بَراءَ بنَ عازِبٍ ، فَإِن كُنتَ سَمِعتَ رسَولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ» ، ثُمَّ لَم تَشهَد لِيَ اليَومَ بِالوِلايَةِ ، فَلا أماتَكَ اللّهُ إلاّ حَيثُ هاجَرتَ مِنهُ .
قالَ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيُّ: وَاللّهِ لَقَد رَأَيتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ وقَدِ ابتُلِيَ بِبَرَصٍ يُغَطّيهِ بِالعِمامَةِ فَما تَستُرُهُ . ولَقَد رَأَيتُ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ وقَد ذَهَبَت كَريمَتاهُ وهُوَ يَقولُ: الحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ دُعاءَ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عَلَيَّ بِالعَمى فِي الدُّنيا ولَم يَدعُ عَلَيَّ بِالعَذابِ فِي الآخِرَةِ فَاُعَذَّبَ . وأمّا خالِدُ بنُ يَزيدَ فَإِنَّهُ ماتَ فَأَرادَ أهلُهُ أن يَدفِنوهُ وحُفِرَ لَهُ في مَنزِلِهِ فَدُفِنَ ، فَسَمِعَت بِذلِكَ كِندَةُ فَجاءَت بِالخَيلِ وَالإِبِلِ فَعَقَرَتها عَلى بابِ مَنزِلِهِ فَماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً . وأمَّا البَراءُ بنُ عازِبٍ فَإِنَّهُ وَلاّهُ مُعاوِيَةُ اليَمَنَ فَماتَ بِها ، ومِنها كانَ هاجَرَ . ۱

۱۴۷۷.الإرشاد عن طلحة بن عميرة :نَشَدَ عَلِيٌّ عليه السلام النّاسَ في قَولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ»، فَشَهِدَ اثنا عَشَرَ رَجُلاً مِنَ الأَنصارِ ، وأنَسُ بنُ مالِكٍ فِي القَومِ لَم يَشهَد .
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام يا أنَسُ ! قالَ : لَبَّيكَ . قالَ : ما يَمنَعُكَ أن تَشهَدَ وقَد سَمِعتَ ما سَمِعوا ؟ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، كَبِرتُ ونَسيتُ .

1.الخصال : ص ۲۱۹ ح ۴۴ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۸۴ ح ۱۹۰ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۲۷۹ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۲۰۶ ح ۲۳ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247499
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي