659
نهج الدعاء

تُشيرونَ ؟ قالوا : نَرى أن تَتَباعَدَ عَن هذَا الرَّجُلِ ، وأن تُغَيِّبَ شَخصَكَ مِنهُ ؛ فَإِنَّهُ لا يُؤمَنُ شَرُّهُ . فَتَبَسَّمَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام ثُمَّ قالَ :

زَعَمَت سَخِينَةُ أن سَتَغلِبُ رَبَّهاولَيُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاّبِ .
ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ إلَى السَّماءِ فَقالَ : إلهي كَم مِن عَدُوٍّ شَحَذَ لي ظُبَةَ مُديَتِهِ ۱ ، وأرهَفَ ۲ لي سِنانَ حَدِّهِ ، ودافَ لي قَواتِلَ سُمومِهِ ، ولَم تَنَم عَنّي عَينُ حِراسَتِهِ ، فَلَمّا رَأَيتَ ضَعفي عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ ، وعَجزي عَن مُلِمّاتِ الجَوائِحِ ۳ ، صَرَفتَ ذلِكَ عَنّي بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، لا بِحَولي ولا بِقُوَّتي ، فَأَلقَيتَهُ فِي الحَفيرِ الَّذِي احتَفَرَهُ لي خائِبا مِمّا أمَّلَهُ في دُنياهُ ، مُتَباعِدا مِمّا رَجاهُ في آخِرَتِهِ ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى ذلِكَ قَدرَ استِحقاقِكَ سَيِّدِي اللّهُمَّ ، فَخُذهُ بِعِزَّتِكَ ، وَافلُل حَدَّهُ عَنّي بِقُدرَتِكَ ، وَاجعَل لَهُ شُغُلاً فيما يَليهِ ، وعَجزا عَمَّن يُناويهِ ۴ ، اللّهُمَّ وأعدِني عَلَيهِ عَدوى حاضِرَةً تَكونُ مِن غَيظي شِفاءً ، ومِن حَقّي عَلَيهِ وَفاءً ، وصِلِ اللّهُمَّ دُعائي بِالإِجابَةِ ، وَانظِم شَكاتي بِالتَّغييرِ ، وعَرِّفهُ عَمّا قَليلٍ ما وَعَدتَ الظّالِمينَ ، وعَرِّفني ما وَعَدتَ في إجابَةِ المُضطَرّينَ ، إنَّكَ ذو الفَضلِ العَظيمِ وَالمَنِّ الكَريمِ .
قالَ : ثُمَّ تَفَرَّقَ القَومُ ، فَمَا اجتَمَعوا إلاّ لِقِراءَةِ الكِتابِ الوارِدِ بِمَوتِ موسَى بنِ المَهدِيِّ . ۵

1.شحذَ السكّين : أحَدّها . والظُّبَة : حدُّ السيف . والمدية : الشَّفرة (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۵۴ «شحذ» وج ۴ ص ۳۵۸ «ظبب» و ص ۳۸۹ «مدى») .

2.أرهفت سيفي : أي رققته (لسان العرب : ج ۹ ص ۱۲۸ «رهف») .

3.الجائحة : وهي الآفَةُ التي تُهلك الثِّمار والأموال وتَسْتَأْصِلُها ، وكلُّ مصيبةٍ عظيمةٍ وفتنَةٍ مبيرة : جائحة ، والجمع جوائح (النهاية : ج ۱ ص ۳۱۱ «جوح») .

4.ناواه : أي عاداه ، وأصله الهمز (الصحاح : ج ۶ ص ۲۵۱۷ «نوى») .

5.الأمالي للصدوق : ص ۴۵۹ ح ۶۱۲ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۷۹ ح ۷ ، الأمالي للطوسي : ص ۴۲۱ ح ۹۴۴ ، مُهج الدعوات : ص ۴۳ ، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۴۰ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۸ ص ۲۱۷ ح ۱۷ و ج ۹۵ ص ۲۰۹ ح ۱ ، وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۳۰۷ .


نهج الدعاء
658

ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ما أحَدٌ اجتَرَأَ أن يَتَعَمَّدَ الكَذِبَ عَلَينا إلاّ أذاقَهُ اللّهُ حَرَّ الحَديدِ ، إنَّ بُنانا كَذَبَ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَأَذاقَهُ اللّهُ حَرَّ الحَديدِ ، وإنَّ المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ كَذَبَ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام فَأَذاقَهُ اللّهُ حَرَّ الحَديدِ ، وإنَّ أبَا الخَطّابِ كَذَبَ عَلى أبي فَأَذاقَهُ اللّهُ حَرَّ الحَديدِ ، وإنَّ مُحَمَّدَ بنَ بَشيرٍ ـ لَعَنَهُ اللّهُ ـ يَكذِبُ عَلَيَّ ، بَرِئتُ إلَى اللّهِ مِنهُ . اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِمّا يَدَّعيهِ فِيَّ مُحَمَّدُ بنُ بَشيرٍ ، اللّهُمَّ أرِحني مِنهُ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ أن تُخَلِّصَني مِن هذَا الرِّجسِ النِّجسِ مُحَمَّدِ بنِ بَشيرٍ ، فَقَد شارَكَ الشَّيطانُ أباهُ في رَحِمِ اُمِّهِ .
قالَ عَلِيُّ بنُ أبي حَمزَةَ : فَما رَأَيتُ أحَدا قُتِلَ بِأَسوَأِ قِتلَةٍ مِن مُحَمَّدِ بنِ بَشيرٍ . ۱

۱۵۸۴.رجال الكشّي عن عثمان بن عيسى الكلابي :قَد كانَ أبو عَبدِ اللّهِ وأبُو الحَسَنِ عليهماالسلاميَدعُوانِ اللّهَ عَلَيهِ ، ويَسأَلانِهِ أن يُذيقَهُ حَرَّ الحَديدِ ، فَأَذاقَهُ اللّهُ حَرَّ الحَديدِ بَعدَ أن عُذِّبَ بِأَنواعِ العَذابِ . ۲

13 / 4

موسَى بنُ المَهدِيِّ ۳

۱۵۸۵.الأمالي للصدوق عن عليّ بن يقطين :رُفِعَ الخَبَرُ إلى موسَى بنِ جَعفَرٍ عليهماالسلام ، وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أهلِ بَيتِهِ ، بِما عَزَمَ عَلَيهِ موسَى بنُ المَهدِيِّ في أمرِهِ ، فَقالَ لِأَهلِ بَيتِهِ : ما

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۷۸ الرقم ۹۰۹ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۳۱۴ ح ۷۸ .

2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۷۷ الرقم ۹۰۷ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۳۱۱ ح ۷۶ .

3.هو موسى بن محمد المهديّ بن المنصور ، يكنّى أبا محمّد ، و أُمّه الخيزران أُمّ ولد. كان من الخلفاء العبّاسيين. روي أنّه هدّد موسى بن جعفر عليه السلام بالقتل و قال: قتلني اللّه إن أبقيت عليه ، و كتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام بصورة الأمر ، فاستشار أهل بيته و دعا عليه كما في المتن. كانت خلافته سنة و شهرا و ثلاثة و عشرين يوما. مات في سنة ۱۷۰ق و هو ابن ثلاث و عشرين سنة (الغيبة للطوسي : ص ۳۲ ح ۸ ، المنتظم : ج ۸ ص ۳۰۵ ـ ۳۱۸) .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 247294
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي