683
نهج الدعاء

عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ ـ وخِدمَتِهِ وطولِ صُحبَتِهِ، فَأَبدَلَهُ اللّهُ بِالإِيمانِ كُفرا حينَ فَعَلَ ما فَعَلَ، فَعاجَلَهُ اللّهُ بِالنَّقِمَةِ ولا يُمهِلهُ، وَالحَمدُ للّهِِ لا شَريكَ لَهُ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلهِ وسَلَّمَ. ۱

18 / 2

الشَّلمَغانِيُّ

1609.الاحتجاج 2ـ في ذِكرِ تَوقيعٍ خَرَجَ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ عَلى يَدِ الشَّيخِ أبِي القاسِمِ

1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۱۶ الرقم ۱۰۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۳۱۸ ح ۱۵ .

2.هو محمّد بن علي الشلمغاني ، يُكنّى أبا جعفر ، و يعرف بابن أبي العزافر ، و إليه تنسب العزافرة أو الشلمغانية ، و كان متقدّما في أصحابنا مستقيم الطريقة، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح على ترك المذهب و الدخول في المذاهب الرديّة ، و أحدث شريعة ، منها : أنّ اللّه يحلّ في كلّ إنسان على قدره، وظهرت منه مقالات منكرة فتبرّأت الشيعة منه، و خرجت فيه توقيعات كثيرة من الناحية المقدّسة على يد أبي القاسم بن روح وكيل النّاحية ؛ فأخذه السلطان و قتله و صلبه سنة ۳۲۲ ه ببغداد (رجال النجاشي : ج ۲ ص ۲۹۳ الرقم ۱۰۳۰ ، خلاصة الأقوال : ص ۳۹۹، الغيبة للطوسي : ص ۳۰۳ و ۴۱۱). و روى أنّ أبا جعفر بن أبي العزافر كان وجيها عند بني بسطام ، و ذاك أنّ الشيخ أبا القاسم كان قد جعل له عند الناس منزلة و جاها ، فكان عند ارتداده يحكي كلّ كذب و بلاء وكفر لبني بسطام و بسنده عن الشيخ أبي القاسم فيقبلونه منه حتى انكشف ذلك لأبي القاسم ، فأنكره و أعظمه و نهى بني بسطام عن كلامه ، وأمرهم بلعنه و البراءة منه فلم ينتهوا ، و أقاموا على تولّيه ، وذاك إنّه كان يقول لهم: «إنّني أذعت السرّ وقد أخذ عليّ الكتمان، فعوقبت بالإِبعاد بعد الاختصاص، لأنّ الأمر عظيم لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو مؤمن ممتحن، فيؤكّد في نفوسهم عظم الأمر و جلالته» . فكتب إلى بني بسطام بلعنه و البراءة منه و ممّن تابع على قوله و أقام على تولّيه. فلمّا وصل إليهم أظهروه عليه فبكى بكاءً عظيما ، ثمّ قال: إنّ لهذا القول باطنا عظيما ، و هو أنّ اللعنة: الإبعاد ، فمعنى قوله: «لعنه اللّه » أي باعده اللّه عن العذاب والنار . والآن قد عرفت منزلتي ـ و مرغ خدّيه على التراب ـ و قال: عليكم بالكتمان لهذا الأمر. و لم يبق أحد إلاّ و تقدّم إليه الشيخ أبوالقاسم و كاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغانيّ والبراءة منه و ممّن يتولاّه و رضى بقوله أو كلّمه فضلاً عن موالاته . ثمّ ظهر التوقيع من الصاحب عليه السلام بلعنه والبراءة منه و ممّن تابعه و شايعه و رضى بقوله و أقام على تولّيه بعد المعرفة بهذا التوقيع. و كان سبب قتله إنّه إذا اشتهر أمره و لعن أبي القاسم بحيث لم يمكنه التلبيس ، فقال في مجلس حافل فيه رؤساءالشيعة: «اجمعوا بيني و بينه حتى آخذ يده و يأخذ بيدي، فإن لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه، و إلاّ فجميع ما قاله في حقّ» و رقى ذلك إلى الراضي، لأنّه كان ذلك في دار ابن مقلة ، فأمر بالقبض عليه و قتله فضل (الغيبة للطوسي : ص ۲۴۸ ـ ۲۵۰).


نهج الدعاء
682

الصّوفِيَّ المُتَصَنِّعَ» .
قالَ : وكانَ مِن شَأنِ أحمَدَ بنِ هِلالٍ أنَّهُ قَد كانَ حَجَّ أربَعا وخَمسينَ حَجَّةً ؛ عِشرونَ مِنها عَلى قَدَمَيهِ .
قالَ : وكانَ رُواةُ أصحابِنا بِالعِراقِ لَقوهُ وكَتَبوا مِنهُ، وأنكَروا ما وَرَدَ في مَذَمَّتِهِ، فَحَمَلُوا القاسِمَ بنَ العَلاءِ عَلى أن يُراجِعَ في أمرِهِ ، فَخَرَجَ إلَيهِ :
«قَد كانَ أمرُنا نَفَذَ إلَيكَ فِي المُتَصَنِّعِ ابنِ هِلالٍ ـ لا رَحِمَهُ اللّهُ ـ بِما قَد عَلِمتَ ، لَم يَزَل ـ لا غَفَرَ اللّهُ لَهُ ذَنبَهُ ولا أقالَهُ عَثرَتَهُ ـ يُداخِلُ في أمرِنا بِلا إذنٍ مِنّا ولا رِضىً، يَستَبِدُّ بِرَأيِهِ، فَيَتَحامى مِن دُيونِنا، لا يُمضي مِن أمرِنا إلاّ بِما يَهواهُ ويُريدُ، أرداهُ اللّهُ بِذلِكَ في نارِ جَهَنَّمَ، فَصَبَرنا عَلَيهِ حَتّى بَتَرَ ۱ اللّهُ بِدَعوَتِنا عُمُرَهُ .
وكُنّا قَد عَرَّفَنا خَبَرَهُ قَوما مِن مَوالينا في أيّامِهِ لا رَحِمَهُ اللّهُ ، وأمَرناهُم بِإِلقاءِ ذلِكَ إلَى الخاصِّ ۲ مِن مَوالينا، ونَحنُ نَبرَأُ إلَى اللّهِ مِنِ ابنِ هِلالٍ لا رَحِمَهُ اللّهُ، ومِمَّن لا يَبرَأُ مِنهُ.
وأعلِمِ الإِسحاقِيَّ ـ سَلَّمَهُ اللّهُ وأهلَ بَيتِهِ ـ مِمّا أعلَمناكَ مِن حالِ هذَا الفاجِرِ، وجَميعَ مَن كانَ سَأَلَكَ ويَسأَ لُكَ عَنهُ مِن أهلِ بَلَدِهِ وَالخارِجينَ، ومَن كانَ يَستَحِقُّ أن يَطَّلِعَ عَلى ذلِكَ، فَإِنَّهُ لا عُذرَ لِأَحَدٍ مِن مَوالينا فِي التَّشكيكِ فيما يُودّيهِ عَنّا ثِقاتُنا، قَد عَرَفوا بِأَنَّنا نُفاوِضُهُم سِرَّنا، ونَحمِلُهُ إيّاهُ إلَيهِم ، وعَرَفنا ما يَكونُ مِن ذلِكَ إن شاءَ اللّهُ تَعالى» .
وقالَ أبو حامِدٍ : فَثَبَتَ قَومٌ عَلى إنكارِ ما خَرَجَ فيهِ، فَعاوَدوهُ فيهِ ، فَخَرَجَ :
«لا شَكَرَ اللّهُ قَدرَهُ ، لَم يَدعُ المَرءُ رَبَّهُ بِأَن لا يُزيغَ قَلبَهُ بَعدَ أن هَداهُ ، وأن يَجعَلَ ما مَنَّ بِهِ عَلَيهِ مُستَقَرّا ، ولا يَجعَلَهُ مُستَودَعا، وقَد عَلِمتُم ما كانَ مِن أمرِ الدِّهقانِ ۳ ـ

1.في المصدر : «تبر» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار ومستدرك الوسائل : ج ۱۲ ص ۳۱۸ ح ۴ .

2.في بحار الأنوار : «الخُلَّص» بدل «الخاصّ» .

3.هو عروة بن يحيى البغداديّ ، الذي مرّت ترجمته في ص ۶۷۹ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 243759
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي