عَلَيهِ لَعنَةُ اللّهِ ـ وخِدمَتِهِ وطولِ صُحبَتِهِ، فَأَبدَلَهُ اللّهُ بِالإِيمانِ كُفرا حينَ فَعَلَ ما فَعَلَ، فَعاجَلَهُ اللّهُ بِالنَّقِمَةِ ولا يُمهِلهُ، وَالحَمدُ للّهِِ لا شَريكَ لَهُ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلهِ وسَلَّمَ. ۱
18 / 2
الشَّلمَغانِيُّ
1609.الاحتجاج 2ـ في ذِكرِ تَوقيعٍ خَرَجَ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ عَلى يَدِ الشَّيخِ أبِي القاسِمِ
1.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۸۱۶ الرقم ۱۰۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۰ ص ۳۱۸ ح ۱۵ .
2.هو محمّد بن علي الشلمغاني ، يُكنّى أبا جعفر ، و يعرف بابن أبي العزافر ، و إليه تنسب العزافرة أو الشلمغانية ، و كان متقدّما في أصحابنا مستقيم الطريقة، فحمله الحسد لأبي القاسم الحسين بن روح على ترك المذهب و الدخول في المذاهب الرديّة ، و أحدث شريعة ، منها : أنّ اللّه يحلّ في كلّ إنسان على قدره، وظهرت منه مقالات منكرة فتبرّأت الشيعة منه، و خرجت فيه توقيعات كثيرة من الناحية المقدّسة على يد أبي القاسم بن روح وكيل النّاحية ؛ فأخذه السلطان و قتله و صلبه سنة ۳۲۲ ه ببغداد (رجال النجاشي : ج ۲ ص ۲۹۳ الرقم ۱۰۳۰ ، خلاصة الأقوال : ص ۳۹۹، الغيبة للطوسي : ص ۳۰۳ و ۴۱۱).
و روى أنّ أبا جعفر بن أبي العزافر كان وجيها عند بني بسطام ، و ذاك أنّ الشيخ أبا القاسم كان قد جعل له عند الناس منزلة و جاها ، فكان عند ارتداده يحكي كلّ كذب و بلاء وكفر لبني بسطام و بسنده عن الشيخ أبي القاسم فيقبلونه منه حتى انكشف ذلك لأبي القاسم ، فأنكره و أعظمه و نهى بني بسطام عن كلامه ، وأمرهم بلعنه و البراءة منه فلم ينتهوا ، و أقاموا على تولّيه ، وذاك إنّه كان يقول لهم: «إنّني أذعت السرّ وقد أخذ عليّ الكتمان، فعوقبت بالإِبعاد بعد الاختصاص، لأنّ الأمر عظيم لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو مؤمن ممتحن، فيؤكّد في نفوسهم عظم الأمر و جلالته» . فكتب إلى بني بسطام بلعنه و البراءة منه و ممّن تابع على قوله و أقام على تولّيه. فلمّا وصل إليهم أظهروه عليه فبكى بكاءً عظيما ، ثمّ قال: إنّ لهذا القول باطنا عظيما ، و هو أنّ اللعنة: الإبعاد ، فمعنى قوله: «لعنه اللّه » أي باعده اللّه عن العذاب والنار . والآن قد عرفت منزلتي ـ و مرغ خدّيه على التراب ـ و قال: عليكم بالكتمان لهذا الأمر. و لم يبق أحد إلاّ و تقدّم إليه الشيخ أبوالقاسم و كاتبه بلعن أبي جعفر الشلمغانيّ والبراءة منه و ممّن يتولاّه و رضى بقوله أو كلّمه فضلاً عن موالاته . ثمّ ظهر التوقيع من الصاحب عليه السلام بلعنه والبراءة منه و ممّن تابعه و شايعه و رضى بقوله و أقام على تولّيه بعد المعرفة بهذا التوقيع.
و كان سبب قتله إنّه إذا اشتهر أمره و لعن أبي القاسم بحيث لم يمكنه التلبيس ، فقال في مجلس حافل فيه رؤساءالشيعة: «اجمعوا بيني و بينه حتى آخذ يده و يأخذ بيدي، فإن لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه، و إلاّ فجميع ما قاله في حقّ» و رقى ذلك إلى الراضي، لأنّه كان ذلك في دار ابن مقلة ، فأمر بالقبض عليه و قتله فضل (الغيبة للطوسي : ص ۲۴۸ ـ ۲۵۰).