169
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

النّاسِ ، وتَعرِفَ عِندَ ذلِكَ الرَّأيَ ، فَإِنَّكَ أصوَبُ ما يَكونُ رَأيا وأحزَمُهُ عَمَلاً حينَ تَستَقبِلُ الاُمورَ استِقبالاً ، ولا تَكونُ الاُمورُ عَلَيكَ أبَدا أشكَلَ مِنها حينَ تَستَدبِرُها استِدبارا .
قالَ : يا أخي ، قَد نَصَحتَ فَأَشفَقتَ ، فَأَرجو أن يَكونَ رَأيُكَ سَديدا مُوَفَّقا . ۱

۲۶۶.تاريخ دمشقـ بَعدَ ذِكرِهِ كِتابَ عَمرِو بنِ سَعيدِ بنِ العاصِ لِلحُسَينِ عليه السلام وطَلَبَهُ مِنهُ عَدَمَ الشُّخوصِ إلَى العِراقِ ـ: فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام :
إن كُنتَ أرَدتَ بِكِتابِكَ إلَيَّ بِرّي وصِلَتي فَجُزيتَ خَيرا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وإنَّهُ لَم يُشاقِق مَن دَعا إلَى اللّهِ وعَمِلَ صالِحا وقالَ إنَّني مِنَ المُسلِمينَ ، وخَيرُ الأَمانِ أمانُ اللّهِ ، ولَم يُؤمِن بِاللّهِ مَن لَم يَخَفهُ فِي الدُّنيا ، فَنَسأَلُ اللّهَ مَخافَةً فِي الدُّنيا توجِبُ لَنا أمانَ الآخِرَةِ عِندَهُ . ۲

۲۶۷.تاريخ الطبري :ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام سَيرا إلَى الكوفَةِ ، فَانتَهى إلى ماءٍ مِن مِياهِ العَرَبِ ، فَإِذا عَلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ مُطيعٍ العَدَوِيُّ وهُوَ نازِلٌ هاهُنا ، فَلَمّا رَأَى الحُسَينَ عليه السلام قامَ إلَيهِ ، فَقالَ : بِأَبي أنتَ واُمّي يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، ما أقدَمَكَ ؟!
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : كانَ مِن مَوتِ مُعاوِيَةَ ما قَد بَلَغَكَ ، فَكَتَبَ إلَيَّ أهلُ العِراقِ يَدعونَني إلى أنفُسِهِم .
فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ مُطيعٍ : اُذَكِّرُكَ اللّهَ يَابنَ رَسولِ اللّهِ وحُرمَةَ الإِسلامِ أن تُنتَهَكَ ،

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۱ ، الفتوح : ج ۵ ص ۲۰ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۷ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۳۴ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۶ .

2.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۱۰ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۹ ، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۸ كلاهما نحوه .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
168

الفصل العاشِرُ : رفض اقتراح السّكوت

۲۶۵.تاريخ الطبريـ في خُروجِ الإِمامِ مِنَ المَدينَةِ ـ: وأمَّا الحُسَينُ فَإِنَّهُ خَرَجَ بِبَنيهِ وإخوَتِهِ وبَني أخيهِ وجُلِّ أهلِ بَيتِهِ إلاّ مُحَمَّدَ بنَ الحَنَفِيَّةِ ، فَإِنَّهُ قالَ لَهُ :
يا أخي ، أنتَ أحَبُّ النّاسِ إلَيَّ وأعَزُّهُم عَلَيَّ ، ولَستُ أدَّخِرُ النَّصيحَةَ لِأَحَدٍ مِنَ الخَلقِ أحَقَّ بِها مِنكَ ، تَنَحَّ بِتَبِعَتِكَ عَن يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ وعَنِ الأَمصارِ مَا استَطَعتَ ، ثُمَّ ابعَث رُسُلَكَ إلَى النّاسِ فَادعُهُم إلى نَفسِكَ ، فَإِن بايَعوا لَكَ حَمِدتَ اللّهَ عَلى ذلِكَ ، وإن أجمَعَ النّاسُ عَلى غَيرِكَ لَم يَنقُصِ اللّهُ بِذلِكَ دينَكَ ولا عَقلَكَ ولا يُذهِبُ بِهِ مُروءَتَكَ ولا فَضلَكَ ، إنّي أخافُ أن تَدخُلَ مِصرا مِن هذِهِ الأَمصارِ وتَأتِيَ جَماعَةً مِنَ النّاسِ فَيَختَلِفونَ بَينَهُم ، فَمِنهُم طائِفَةٌ مَعَكَ واُخرى عَلَيكَ ، فَيَقتَتِلونَ فَتَكونُ لِأَوَّلِ الأَسِنَّةِ ، فَإِذا خَيرُ هذِهِ الاُمَّةِ كُلِّها نَفسا وأبا واُمّا أضيَعُها دَما وأذَلُّها أهلاً .
قالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : فَإِنّي ذاهِبٌ يا أخي .
قالَ : فَانزِل مَكَّةَ ، فَإِنِ اطمَأَنَّت بِكَ الدّارُ فَسَبيلُ ذلِكَ ، وإن نَبَت ۱ بِكَ لَحِقتَ بِالرِّمالِ وشَعَفِ ۲ الجِبالِ ، وخَرَجتَ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ حَتّى تَنظُرَ إلى ما يَصيرُ أمرُ

1.نَبا بِهِ منزلُه : إذا لم يُوافِقهُ (النهاية : ج ۵ ص ۱۱ «نبا») .

2.شَعَفةُ كلّ شيءٍ : أعلاه ، يريد به رأس الجبل (النهاية : ج ۲ ص ۴۸۱ «شعف») .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 203882
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي