183
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أنتَ أخو أخيكَ ۱ ، أتُريدُ أن يَطلُبَكَ بَنو هاشِمٍ بِأَكثَرَ مِن دَمِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ؟ لا وَاللّهِ ، لا اُعطيهِم بِيَدي إعطاءَ الذَّليلِ ، ولا أقِرُّ إقرارَ العَبيدِ .
عِبادَ اللّهِ ! إنّي عُذتُ بِرَبّي ورَبِّكُم أن تَرجُمونِ ۲ ، أعوذُ بِرَبّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ ۳ .
قالَ : ثُمَّ إنَّهُ أناخَ راحِلَتَهُ ، وأمَرَ عُقبَةَ بنَ سِمعانَ فَعَقَلَها ، وأقبَلوا يَزحَفونَ نَحوَهُ . ۴

راجع : ص 177 (إتمام الحجّة على أعدائه) .

۲۸۲.مقتل الحسين :تَقَدَّمَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى وَقَفَ قُبالَةَ القَومِ . . . فَقالَ : . . . أراكُم قَدِ اجتَمَعتُم عَلى أمرٍ قَد أسخَطتُمُ اللّهَ فيهِ عَلَيكُم ، فَأَعرَضَ بِوَجهِهِ الكَريمِ عَنكُم ، وأحَلَّ بِكُم نَقِمَتَهُ ، وجَنَّبَكُم رَحمَتَهُ ، فَنِعمَ الرَّبُّ رَبُّنا ، وبِئسَ العَبيدُ أنتُم ! أقرَرتُم بِالطّاعَةِ ، وآمَنتُم بِالرَّسولِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ إنَّكُم زَحَفتُم إلى ذُرِّيَّتِهِ تُريدونَ قَتلَهُم ! لَقَدِ استَحوَذَ عَلَيكُمُ الشَّيطانُ فَأَنساكُم ذِكرَ اللّهِ العَظيمِ ، فَتَبّا ۵ لَكُم ولِما ۶ تُريدونَ ، إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، هؤُلاءِ قَومٌ كَفَروا بَعدَ إيمانِهِم ، فَبُعدا لِلقَومِ الظّالِمينَ . ۷

1.يشير عليه السلام إلى محمّد بن الأشعث أخو قيس ، الذي ساهم في قتل مسلم بن عقيل . راجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۷۰ .

2.تلميح إلى الآية ۲۰ من سورة الدخان .

3.تلميح إلى الآية ۲۷ من سورة غافر .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۱ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۷ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۸ وفيهما «لا أفرّ فرار» بدل «اُقرّ إقرار» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۶ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۵۱ .

5.التَّبُّ : الهَلاك (النهاية : ج ۱ ص ۱۷۸ «تبب») .

6.في المصدر : «وما» ، والأصحّ ما أثبتناه كما في بحار الأنوار .

7.مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۵۲ ، تسلية المجالس : ج ۲ ص ۲۷۳ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶ .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
182

ثُمَّ قالَ لَهُمُ الحُسَينُ عليه السلام : فَإِن كُنتُم في شَكٍّ مِن هذَا القَولِ ، أفَتَشُكّونَ أثَرا ما أنّي ۱ ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم ؟ فَوَاللّهِ ما بَينَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ابنُ بِنتِ نَبِيٍّ غَيري مِنكُم ولا مِن غَيرِكُم ، أنَا ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم خاصَّةً .
أخبِروني ! أتَطلُبوني بِقَتيلٍ مِنكُم قَتَلتُهُ ، أو مالٍ لَكُمُ استَهلَكتُهُ ، أو بِقِصاصٍ مِن جِراحَةٍ ؟
قالَ : فَأَخَذوا لا يُكَلِّمونَهُ .
قالَ : فَنادى : يا شَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ ، ويا حَجّارَ بنَ أبجَرَ ، ويا قَيسَ بنَ الأَشعَثِ ، ويا يَزيدَ بنَ الحارِثِ ، ألَم تَكتُبوا إلَيَّ أن قَد أينَعَتِ الثِّمارُ ، وَاخضَرَّ الجَنابُ ۲ ، وطَمَّتِ ۳ الجَمامُ ۴ ، وإنَّما تَقدَمُ عَلى جُندٍ لَكَ مُجَنَّدٍ ، فَأَقبِل ؟!
قالوا لَهُ : لَم نَفعَل .
فَقالَ : سُبحانَ اللّهِ ! بَلى وَاللّهِ ، لَقَد فَعَلتُم .
ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إذ كَرِهتُموني فَدَعوني أنصَرِف عَنكُم إلى مَأمَني مِنَ الأَرضِ .
قالَ : فَقالَ لَهُ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ : أوَلا تَنزِلُ عَلى حُكمِ بَني عَمِّكَ ، فَإِنَّهُم لَن يُروكَ إلاّ ما تُحِبُّ ، ولَن يَصِلَ إلَيكَ مِنهُم مَكروهٌ ؟

1.هكذا في المصدر ، وفي الكامل في التاريخ : «أوَ تشكّون في أنّي ...» .

2.الجَناب : الفِناء والناحية (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۴۹ «جنب») .

3.طَمَّ : كلُّ شيء كثر حتّى علا وغَلبَ فقد طمّ (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۶ «طمم») .

4.الجَمام والجِمام والجُمام : الكَيل إلى رأس المكيال . وقيل : جُمامُه : طفافُه (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۰۶ «جمم») .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 249889
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي