341
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

ثُمَّ قالَ : قوموا إلى مَنزِلي . فَأَطعَمَهُم وكَساهُم وأمَرَ لَهُم بِدَراهِمَ . ۱

3 / 2

عِتقُ جارِيَةٍ بِقِراءَتِهَا القُرآنَ

۵۱۶.تاريخ دمشق عن الأصمعي :عُرِضَت عَلى مُعاوِيَةَ جارِيَةٌ فَأَعجَبَتهُ ، فَسَأَلَ عَن ثَمَنِها ، فَإِذا ثَمَنُها مِئَةُ ألفِ دِرهَمٍ ، فَابتاعَها ، ونَظَرَ إلى عَمرِو بنِ العاصِ ، فَقالَ : لِمَن تَصلُحُ هذِهِ الجارِيَةُ ؟ فَقالَ : لِأَميرِ المُؤمِنينَ . قالَ : ثُمَّ نَظَرَ إلى غَيرِهِ ، فَقالَ لَهُ كَذلِكَ . فَقالَ : لا . فَقيلَ : لِمَن ؟ قالَ : لِلحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، فَإِنَّهُ أحَقُّ بِها لِما لَهُ مِنَ الشَّرَفِ ، ولِما كانَ بَينَنا وبَينَ أبيهِ .
فَأَهداها لَهُ ، فَأَمَرَ مَن يَقومُ عَلَيها .
فَلَمّا مَضَت أربَعونَ يَوما ، حَمَلَها ، وحَمَلَ مَعَها أموالاً عَظيمَةً وكِسوَةً وغَيرَ ذلِكَ ، وكَتَبَ : إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ اشتَرى جارِيَةً فَأَعجَبَتهُ ، فَآثَرَكَ بِها .
فَلَمّا قَدِمَت عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام اُدخِلَت عَلَيهِ ، فاُعجِبَ بِجَمالِها ، فَقالَ لَها : مَا اسمُكِ ؟
فَقالَت : هَوىً .
قالَ : أنتَ هَوىً كَما سُمِّيتِ . هَل تُحسِنينَ شَيئا ؟
قالَت : نَعَم ، أقرَأُ القُرآنَ ، واُنشِدُ الأَشعارَ .
قالَ : اِقرَئي .
فَقَرَأَت : «وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ»۲ .

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۶۶ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۹۱ ح ۳ .

2.الأنعام : ۵۹ .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
340

الفصلُ الثّالِثُ : مكارم أخلاق الحسين

3 / 1

الأَكلُ مَعَ المَساكينِ

۵۱۴.تفسير العيّاشي عن مسعدة بن صدقة :مَرَّ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام بِمَساكينَ قَد بَسَطوا كِساءً لَهُم ، فَأَلقَوا عَلَيهِ كِسَرا فَقالوا : هَلُمَّ يَابنَ رَسولِ اللّهِ !
فَثَنى وَرِكَهُ فَأَكَلَ مَعَهُم ، ثُمَّ تَلا : «إنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ المُستَكبِرينَ» ۱ ، ثُمَّ قالَ : قَد أجَبتُكُم فَأَجيبوني .
قالوا : نَعَم يَابنَ رَسولِ اللّهِ ونُعمى عَينٍ ۲ . فَقاموا مَعَهُ حَتّى أتَوا مَنزِلَهُ . فَقالَ[ عليه السلام ]لِلرَّبابِ : أخرِجي ما كُنتِ تَدَّخِرينَ . ۳

۵۱۵.المناقب :مَرَّ [الحُسَينُ عليه السلام ] بِمَساكينَ وهُم يَأكُلونَ كِسَرا لَهُم عَلى كِساءٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِم فَدَعَوهُ إلى طَعامِهِم ، فَجَلَسَ مَعَهُم ، وقالَ : لَولا أنَّهُ صَدَقَةٌ لَأَكَلتُ مَعَكُم .

1.الآية في سورة النحل : ۲۳ ، ولفظها «إِنَهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ » .

2.في المصدر : «وتعمى عين» ، والصواب ما أثبتناه . قال ابن منظور : نُعمَة العين : قُرّتُها ، والعرب تقول : نَعْمَ ونُعْمَ عينٍ ونُعمَةُ عينٍ ونَعمَةَ عينٍ ونِعمَةَ عينٍ ونُعمى عينٍ . . . (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۵۸۱ «نعم») .

3.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۵۷ ح ۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۸۹ ح ۱ ؛ تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۸۱ عن محمّد بن عمرو بن حزم نحوه .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 209139
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي