353
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

الحُسَينُ عليه السلام : وَيحَكَ يَابنَ سَعدٍ ، أما تَتَّقِي اللّهَ الَّذي إلَيهِ مَعادُكَ أن تُقاتِلَني ، وأنَا ابنُ مَن عَلِمتَ يا هذا مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟! فَاترُك هؤُلاءِ وكُن مَعي ؛ فَإِنّي اُقَرِّبُكَ إلَى اللّهِ عز و جل .
فَقالَ لَهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : أبا عَبدِ اللّهِ ، أخافُ أن تُهدَمَ داري .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أنَا أبنيها لَكَ .
فَقالَ : أخافُ أن تُؤخَذَ ضَيعَتي ۱ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أنَا اُخلِفُ عَلَيكَ خَيرا مِنها مِن مالي بِالحِجازِ .
قالَ : فَلَم يُجِب عُمَرُ إلى شَيءٍ مِن ذلِكَ . ۲

1.الضَّيعَةُ : العَقارُ والأرضُ المغلّة (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۹۰ «ضيع») .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۹۲ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۵ ؛ تسلية المجالس : ج ۲ ص ۲۶۴ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۸ .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
352

إحدى ثَلاثٍ ، فَأَخبَرتُهُ بِالوَجهِ الَّذي أسأَلُهُ مِنَ الثَّلاثَةِ ، فَأَعطاني خَمسينَ دينارا ، وأعطانِي الثّاني تِسعَةً وأربَعينَ دينارا ، وأعطانِي الثّالِثُ ثَمانِيَةً وأربَعينَ دينارا .
فَقالَ عُثمانُ : ومَن لَكَ بِمِثلِ هؤُلاءِ الفِتيَةِ ؟ ! اُولئِكَ فُطِمُوا العِلمَ فَطما ۱ ، وحازُوا الخَيرَ وَالحِكمَةَ . ۲

۵۲۹.المعجم الأوسط عن مجاهد :جاءَ رَجُلٌ إلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام فَسَأَلَهُما ، فَقالا : إنَّ المَسأَلَةَ لا تَصلُحُ إلاّ لِثَلاثَةٍ : لِحاجَةٍ مُجحِفَةٍ ، أو حَمالَةٍ ۳ مُثقِلَةٍ ، أو دَينٍ فادِحٍ ؛ وأعطَياهُ .
ثُمَّ أتَى ابنَ عُمَرَ فَأَعطاهُ ولَم يَسأَلهُ ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : أتَيتُ ابنَي عَمِّكَ فَسَأَلاني وأنتَ لَم تَسأَلني ؟!
فَقالَ ابنُ عُمَرَ : اِبنا رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، إنَّما كانا يُغَرّانِ ۴ العِلمَ غَرّا . ۵

3 / 12

بَذلُ الجُهدِ لِهِدايَةِ العَدُوِّ

۵۳۰.الفتوحـ في ذِكرِ ما جَرى بَينَ الحُسَينِ عليه السلام قَبلَ شَهادَتِهِ وبَينَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ـ: فَقالَ لَهُ

1.قال الصدوق رحمه الله : معنى قوله : «فَطَمُوا العِلمَ فَطما» أي قطعوه عن غيرهم قطعا ، وجمعوه لأنفسهم جمعا . انتهى . ويحتمل أن يُقرأ : «فُطِموا» على بناء المجهول ؛ أي فُطِموا بالعِلم ، على الحذف والإيصال (بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۳۳۳) . وهذا الاحتمال هو الأقرب .

2.الخصال : ص ۱۳۵ ح ۱۴۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۳۳۲ ح ۴ .

3.الحَمالة ـ بالفتح ـ : ما يتحمّله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة ، مثل أن يقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء ، فيدخل بينهم رجل يتحمّل ديات القتلى ليصلح ذات البين (النهاية : ج ۱ ص ۴۲۵ «حمل») .

4.كان النبيُّ يَغُرُّ عليّا بالعلم ، أي : يُلقمه إيّاه ، يقال : غرَّ الطائرُ فرخَهُ إذا زقّهُ (النهاية : ج ۳ ص ۳۵۷ «غرر») .

5.المعجم الأوسط : ج ۴ ص ۹۱ ح ۳۶۹۰ ، المعجم الصغير: ج ۱ ص ۱۸۴ ، تاريخ بغداد : ج ۹ ص ۳۶۶ ح ۴۹۳۶ وفيه «أنبأنا» بدل «ابنا» ، مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا : ص ۲۸۶ ح ۴۵۳ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۷۴ .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 203895
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي