إحدى ثَلاثٍ ، فَأَخبَرتُهُ بِالوَجهِ الَّذي أسأَلُهُ مِنَ الثَّلاثَةِ ، فَأَعطاني خَمسينَ دينارا ، وأعطانِي الثّاني تِسعَةً وأربَعينَ دينارا ، وأعطانِي الثّالِثُ ثَمانِيَةً وأربَعينَ دينارا .
فَقالَ عُثمانُ : ومَن لَكَ بِمِثلِ هؤُلاءِ الفِتيَةِ ؟ ! اُولئِكَ فُطِمُوا العِلمَ فَطما ۱ ، وحازُوا الخَيرَ وَالحِكمَةَ . ۲
۵۲۹.المعجم الأوسط عن مجاهد :جاءَ رَجُلٌ إلَى الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام فَسَأَلَهُما ، فَقالا : إنَّ المَسأَلَةَ لا تَصلُحُ إلاّ لِثَلاثَةٍ : لِحاجَةٍ مُجحِفَةٍ ، أو حَمالَةٍ ۳ مُثقِلَةٍ ، أو دَينٍ فادِحٍ ؛ وأعطَياهُ .
ثُمَّ أتَى ابنَ عُمَرَ فَأَعطاهُ ولَم يَسأَلهُ ، فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : أتَيتُ ابنَي عَمِّكَ فَسَأَلاني وأنتَ لَم تَسأَلني ؟!
فَقالَ ابنُ عُمَرَ : اِبنا رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، إنَّما كانا يُغَرّانِ ۴ العِلمَ غَرّا . ۵
3 / 12
بَذلُ الجُهدِ لِهِدايَةِ العَدُوِّ
۵۳۰.الفتوحـ في ذِكرِ ما جَرى بَينَ الحُسَينِ عليه السلام قَبلَ شَهادَتِهِ وبَينَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ ـ: فَقالَ لَهُ
1.قال الصدوق رحمه الله : معنى قوله : «فَطَمُوا العِلمَ فَطما» أي قطعوه عن غيرهم قطعا ، وجمعوه لأنفسهم جمعا . انتهى . ويحتمل أن يُقرأ : «فُطِموا» على بناء المجهول ؛ أي فُطِموا بالعِلم ، على الحذف والإيصال (بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۳۳۳) . وهذا الاحتمال هو الأقرب .
2.الخصال : ص ۱۳۵ ح ۱۴۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۳۳۲ ح ۴ .
3.الحَمالة ـ بالفتح ـ : ما يتحمّله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة ، مثل أن يقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء ، فيدخل بينهم رجل يتحمّل ديات القتلى ليصلح ذات البين (النهاية : ج ۱ ص ۴۲۵ «حمل») .
4.كان النبيُّ يَغُرُّ عليّا بالعلم ، أي : يُلقمه إيّاه ، يقال : غرَّ الطائرُ فرخَهُ إذا زقّهُ (النهاية : ج ۳ ص ۳۵۷ «غرر») .
5.المعجم الأوسط : ج ۴ ص ۹۱ ح ۳۶۹۰ ، المعجم الصغير: ج ۱ ص ۱۸۴ ، تاريخ بغداد : ج ۹ ص ۳۶۶ ح ۴۹۳۶ وفيه «أنبأنا» بدل «ابنا» ، مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا : ص ۲۸۶ ح ۴۵۳ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۷۴ .