367
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

يا جُعَيدَ هَمدانَ ، النّاسُ أربَعَةٌ : مِنهُم مَن لَهُ خُلُقٌ ولَيسَ لَهُ خَلاقٌ ۱ ، ومِنهُم مَن لَهُ خَلاقٌ ولَيسَ لَهُ خُلُقٌ ، ومنِهُم مَن لَهُ خُلُقٌ وخَلاقٌ ؛ وذاكَ أفضَلُ النّاسِ ، ومِنهُم مَن لَيسَ لَهُ خُلُقٌ ولاخَلاقٌ ؛ وذاكَ شَرُّ النّاسِ . ۲

۵۶۹.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلام :الإِخوانُ أربَعَةٌ : فَأَخٌ لَكَ ولَهُ ، وأخٌ لَكَ ، وأخٌ عَلَيكَ ، وأخٌ لا لَكَ ولا لَهُ .
فَسُئِلَ عَن مَعنى ذلِكَ ، فَقالَ عليه السلام :
الأَخُ الَّذي هُوَ لَكَ ولَهُ : فَهُوَ الأَخُ الَّذي يَطلُبُ بِإِخائِهِ بَقاءَ الإِخاءِ ، ولا يَطلُبُ بِإِخائِهِ مَوتَ الإِخاءِ ، فَهذا لَكَ ولَهُ ؛ لِأَ نَّهُ إذا تَمَّ الإِخاءُ طابَت حَياتُهُما جَميعا ، وإذا دَخَلَ الإِخاءُ في حالِ التَّناقُضِ ۳ بَطَلَ جَميعا .
وَالأَخُ الَّذي هُوَ لَكَ : فَهُوَ الأَخُ الَّذي قَد خَرَجَ بِنَفسِهِ عَن حالِ الطَّمَعِ إلى حالِ الرَّغبَةِ ، فَلَم يَطمَع فِي الدُّنيا إذا رَغِبَ فِي الإِخاءِ ، فَهذا موفِرٌ عَلَيكَ بِكُلِّيَّتِهِ .
وَالأَخُ الَّذي هُوَ عَلَيكَ : فَهُوَ الأَخُ الَّذي يَتَرَبَّصُ بِكَ الدَّاوئِرَ ، ويُغشِي السَّرائِرَ ، ويَكذِبُ عَلَيكَ بَينَ العَشائِرِ ، ويَنظُرُ في وَجهِكَ نَظَرَ الحاسِدِ ، فَعَلَيهِ لَعنَةُ الواحِدِ .
وَالأَخُ الَّذي لا لَكَ ولا لَهُ : فَهُوَ الَّذي قَد مَلَأَهُ اللّهُ حُمقا فَأَبعَدَهُ سُحقا ، فَتَراهُ يُؤثِرُ نَفسَهُ عَلَيكَ ، ويَطلُبُ شُحّا ما لَدَيكَ . ۴

1.الخَلاقُ : الحظّ والنصيب (النهاية : ج ۲ ص ۷۰ «خلق») .

2.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۰۴ ح ۳۷۸ ، كتاب العقل وفضله لابن أبي الدنيا : ص ۵۸ ح ۷۸ وفيه ذيله من «يا جعيد» ، وفي تاريخ دمشق : ج ۱۳ ص ۲۵۳ وتهذيب الكمال : ج ۶ ص ۲۳۵ عن الإمام الحسن عليه السلام وفيهما ذيله من «يا جعيد» .

3.في بحار الأنوار : «التناقص» ، والظاهر أنّه الصواب .

4.تحف العقول : ص ۲۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۱۹ ح ۱۳ .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
366

وَالاُصولُ عَلى مَغارِسِها فَفُروعُها تَسمو ، فَمَن تَعَجَّلَ لِأَخيهِ خَيرا وَجَدَهُ إذا قَدِمَ عَلَيهِ غَدا ، ومَن أرادَ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى بِالصَّنيعَةِ إلى أخيهِ كافَأَهُ بِها وَقتَ حاجَتِهِ ، وصَرَفَ عَنهُ مِن بَلاءِ الدُّنيا ما هُوَ أكثَرُ مِنهُ ، ومَن نَفَّسَ كُربَةَ ۱ مُؤمِنٍ فَرَّجَ اللّهُ عَنهُ كُرَبَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، ومَن أحسَنَ أحسَنَ اللّهُ إلَيهِ ، وَاللّهُ يُحِبُّ المُحسِنينَ . ۲

5 / 4

مَعرِفَةُ النّاسِ

۵۶۸.الطبقات الكبرى عن جُعَيد همدان :أتَيتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام وعَلى صَدرِهِ سُكينَةُ بِنتُ حُسَينٍ عليه السلام فَقالَ : يا اُختَ كَلبٍ ۳ ، خُذِي ابنَتَكِ عَنّي . فَساءَلَني فَقالَ : أخبِرني عَن شَبابِ العَرَبِ أو عَنِ العَرَبِ .
قالَ : قُلتُ : أصحابُ جُلاهِقاتٍ ۴ ومَجالِسَ .
قالَ : فَأَخبِرني عَنِ المَوالي .
قالَ : قُلتُ : آكِلُ رِبا ، أو حَريصٌ عَلَى الدُّنيا .
قالَ : فَقالَ : إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، وَاللّهِ إنَّهُما لَلصِّنفانِ اللَّذانِ كُنّا نَتَحَدَّثُ أنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى يَنتَصِرُ بِهِما لِدينِهِ .

1.الكُربَةُ : الغَمُّ الذي يأخذ بالنفس (الصحاح : ج ۱ ص ۲۱۱ «كرب») .

2.نثر الدرّ : ج ۱ ص ۳۳۴ ، نزهة الناظر : ص ۸۲ ح ۶ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۴۲ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۲۲ ح ۴ ؛ الفصول المهمّة : ص ۱۷۶ نحوه .

3.اُخت كلب : هي الرباب بنت امرئ القيس ، اُمّ سكينة (هامش المصدر) .

4.الجُلاهِق : البُندُق الذي يُرمى به ، ومنه «قوسُ الجُلاهِق» ، وأصله بالفارسيّة «جُلَهْ» وهي كُبّة غزل (تاج العروس : ج ۱۳ ص ۶۳ «جلهق») .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 209156
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي