449
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

عَلَى الضُّعَفاءِ ، وَالبُخلُ عِندَ الإِعطاءِ . ۱

7 / 31

حِلفُ الفُضولِ

۷۳۴.السيرة النبويّة عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيميّ :إنَّهُ كانَ بَينَ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ، وبَينَ الوَليدِ بنِ عُتبَةَ بنِ أبي سُفيانَ ـ وَالوَليدُ يَومَئِذٍ أميرٌ عَلَى المَدينَةِ أمَّرَهُ عَلَيها عَمُّهُ مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ ـ مُنازَعَةٌ في مالٍ كانَ بَينَهُما بِذِي المَروَةِ ۲ ، فَكانَ الوَليدُ تَحامَلَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام في حَقِّهِ لِسُلطانِهِ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أحلِفُ بِاللّهِ لَتُنصِفَنّي مِن حَقّي ، أو لاَخُذَنَّ سَيفي ثُمَّ لَأَقومَنَّ في مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ثُمَّ لَأَدعُوَنَّ بِحِلفِ الفُضولِ ۳ .
قالَ : فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ ـ وهُوَ عِندَ الوَليدِ حينَ قالَ الحُسَينُ عليه السلام ما قالَ ـ :

1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۶۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۸۹ ح ۲ .

2.ذُو المَرْوَة : قرية بوادي القرى ، وقيل بين خشب ووادي القرى (معجم البلدان : ج ۵ ص ۱۱۶) .

3.حلف الفضول : كان نفر من جُرهم وقطوراء يقال لهم : الفُضيل بن الحارث الجرهمي ، والفُضيل بن وداعة القَطوري ، والمفضّل بن فضالة الجرهمي ، اجتمعوا فتحالفوا ألاّ يُقرّوا ببطن مكّة ظالما ، وقالوا : لا ينبغي إلاّ ذلك لما عظّم اللّه من حقّها ، فقال عمرو بن عوف الجرهمي : إنّ الفضولَ تَحالفوا وتعاقدواألاّ يَقرَّ ببطن مكّة ظالمُ أمرٌ عليه تعاهدوا وتواثقوافالجارُ والمعترّ فيهم سالمُ ثمّ درس ذلك فلم يبقَ إلاّ ذكره في قريش . ثمّ إنّ قبائل من قريش تداعت إلى ذلك الحلف ، فتحالفوا في دار عبد اللّه بن جدعان لشرفه وسنّه ، وكانوا بني هاشم وبني المطّلب وبني أسد بن عبد العُزّى وزُهرة بن كلاب وتيم بن مرّة ، فتحالفوا وتعاقدوا ألاّ يجدوا بمكّة مظلوما من أهلها أو من غيرهم من سائر الناس إلاّ قاموا معه وكانوا على ظلمه ، حتّى تردّ عليه مظلمته ، فسمّت قريش ذلك الحلف (حلف الفضول) وشهده رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال حين أرسله اللّه تعالى : «لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد اللّه بن جُدعان ما اُحبّ أنّ لي به حُمرَ النَّعم ، ولو دُعيت به في الإسلام لأجبت» (الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۴۷۳) .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
448

7 / 29

واعِظٌ غَيرُ مُتَّعِظٍ

۷۳۱.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلام :إيّاكَ أن تَكونَ مِمَّن يَخافُ عَلَى العِبادِ مِن ذُنوبِهِم ، ويَأمَنُ العُقوبَةَ مِن ذَنبِهِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى لا يُخدَعُ عَن جَنَّتِهِ ، ولا يُنالُ ما عِندَهُ إلاّ بِطاعَتِهِ إن شاءَ اللّهُ . ۱

۷۳۲.تاريخ اليعقوبي :وَقَفَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام بِالحَسَنِ البَصرِيِّ ، وَالحَسَنُ لا يَعرِفُهُ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : يا شَيخُ هَل تَرضى لِنَفسِكَ يَومَ بَعثِكَ ؟
قالَ : لا !
قالَ : فَتُحَدِّثُ نَفسَكَ بِتَركِ ما لا تَرضاهُ لِنَفسِكَ مِن نَفسِكَ يَومَ بَعثِكَ ؟
قالَ : نَعَم ، بِلا حَقيقَةٍ .
قالَ : فَمَن أغَشُّ لِنَفسِهِ مِنكَ يَومَ بَعثِكَ ، وأنتَ لا تُحَدِّثُ نَفسَكَ بِتَركِ ما لا تَرضاهُ لِنَفسِكَ بِحَقيقَةٍ ؟ ثُمَّ مَضَى الحُسَينُ عليه السلام .
فَقالَ الحَسَنُ البَصرِيُّ : مَن هذا ؟! فَقيلَ لَهُ : الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : سَهَّلتُم عَلَيَّ . ۲

7 / 30

شَرُّ خِصالِ المُلوكِ

۷۳۳.المناقب :كانَ [الحُسَينُ عليه السلام ] يَقولُ : شَرُّ خِصالِ المُلوكِ الجُبنُ مِنَ الأَعداءِ ، وَالقَسوَةُ

1.تحف العقول : ص ۲۴۰ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۲۱ ح ۳ وراجع : الكافي : ج ۸ ص ۴۹ ح ۹ .

2.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۶ .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 203922
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي