105
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1

عَلَيَّ ، مُنْذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله وسلم حَتَّى يَوْمِ النَّاسِ هـذا .

الشّرْحُ :

يقال : أرصد له بشرّ ، أي أعدّ له وهيأه . واللَّدْم : صوت الحجر أو العصا أو غيرهما ، تضرب به الأرض ضربا ليس بشديد . ويختلها راصدها : يخدعها مترقبها ، اختلت فلاناً ، خدعته . ورصدته : ترقّبته . ومستأثرا عليّ أي مستبدا دوني بالأمر ، والاسم الأثرَة .
وقال أبو عبيدة : يأتي الصائد فيضرِب بعقِبه الأرض عند باب مَغارها ضربا خفيفا ؛ وذلك هو اللَّدْم ، ويقول : خامري أم عامر ؛ مرارا ، بصوت ليس بشديد ، فتنام على ذلك ، فيدخل إليها ، فيجعل الحبْل في عرقوبها ويجرّها فيخرجها.
يقول [عليه السلام] : لا أقعدُ عن الحرب والانتصار لنفسي وسلطاني ، فيكون حالي مع القوم المشار إليهم [طلحة وزبير] حال الضَّبع مع صائدها ، فأكون قد أسلمتُ نفسي ، فعْلَ العاجز الأحمق ، ولكنّي أحارب مَنْ عصاني بمن أطاعني حتى أموت ، ثم عقّب ذلك بقوله : إن الاستئثار عليّ ، والتغلب أمر لم يتجدد الآن ؛ ولكنه كان منذ قُبض رسول اللّه صلى الله عليه و آله .

7

الأصْلُ :

۰.ومن خطبة له عليه السلاماتَّخَذُوا الشَّيْطَانَ لِأمْرِهِمْ مِلاَكا ، واتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْراكا ، فَبَاضَ وَفَرَّخَ في صُدُورِهِمْ ، وَدَبَّ وَدَرَجَ في حُجُورِهِمْ ، فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ ، وَنَطَقَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ، فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ ، وَزَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَلَ ؛ فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ الشَّيْطَانُ في سُلْطَانِهِ ، وَنَطَقَ بِالبَاطِلِ عَلَى لِسانِهِ ۱ !

1.ملاك الأمر : ما به قوامه وديمومته . الأشراك : جمع شَرَك ، وهي حبائل الصيد ، أو جمع شريك . الحجور : جمح حجر ، حضن الإنسان . الزلل : الزلق ، والخطأ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
104

6

الأصْلُ :

۰.ومن كلام له لما أشير عليه بألاّ يتبع طلحة والزبير ولا يرصد لهما القتال۱ومن كلام له لما أشير عليه بألاّ يتبع طلحة والزبير ولا يرصد لهما القتال ۲
وَاللّهِ لاَ أَكُونُ كالضَّبُعِ : تَنَامُ عَلى طُولِ اللَّدْمِ ، حَتَّى يَصِلَ إِلَيْهَا طَالِبُهَا وَيَخْتِلَهَا رَاصِدُها ، وَلكِنِّي أَضْرِبُ بِالْمُقْبِلِ إلَى الْحَقِّ الْمُدْبِرَ عَنْهُ وَبِالسَّامِعِ الْمُطِيعِ الْعَاصِيَ الْمُريبَ أَبَدا ، حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمِي . فَوَاللّهِ مَا زِلْتُ مَدْفُوعا عَنْ حَقِّي ، مُسْتَأْثَرا

1.طلحة ، هو أبو محمد طلحة بن عبيد اللّه بن عثمان ... بن تيم بن مرّة . أبوه ابن عم أبي بكر ، أحد أصحاب الشورى . والزبير ، هو أبو عبد اللّه الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد . أمّه صفية بنت عبد المطلب عمّة رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، أحد أصحاب الشورى . وهما رأس الناكثين ، قتلا ببغيهما يوم الجمل سنة ۳۶ ؛ وأخبارهما مبسوطة في كتب السير والصحابة .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95472
الصفحه من 712
طباعه  ارسل الي