مشقةَ » . ويُروى « وأثْجم العرق » ، أي كثر ودام . والشّفق والشفقة ، بمعنى ، وهو الاسم من الإشفاق ، وهو الخوف والحذر . وأرعدت الأسماع : عرتها الرِّعدة . وزَبْرة الداعي : صوته ، ولا يقال الصوت زَبْرة إلاّ إذا خالطه زجر وانتهار ، زبرتُه أزْبُره ، بالضم .
وقوله : « إلى فصل الخطاب » ، إلى هاهنا يتعلّق بالدّاعي . وفصل الخطاب : بَتُّ الحكومة التي بين اللّه وبين عباده في الموقف ، رزقنا اللّه المسامحة فيها بمنّه ! وإنما خص الأسماع بالرعدة ؛ لأنها تحدُث من صوت الملك الذي يدعو النَّاس إلى محاسبته . والمقايضة : المعاوضة ، قايضت زيدا بالمتاع ، وهما قيِّضان ، كما قالوا : بيِّعان .
الأصْلُ :
۰.عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ اقْتِدَارا ، وَمَرْبُوبُونَ اقْتِسَارا ، وَمَقْبُوضُونَ احْتِضَارَا ، وَمُضَمَّنُونَ أَجْدَاثا ، وَكَائِنُونَ رُفَاتا ، وَمَبْعُوثُونَ أَفْرَادا ، وَمَدِينُونَ جَزَاءً ، وَمُمَيَّزُونَ حِسَابا . قَدْ أُمْهِلُوا في طَلَبِ الْمَخْرَجِ ، وَهُدُوا سَبِيلَ الْمَنْهَجِ ؛ وَعُمِّرُوا مَهَلَ الْمُسْتَعْتِبِ ، وَكُشِفَتْ عَنْهُمْ سُدَفُ الرِّيَبِ ، وَخُلُّوا لِمِضْمَارِ الْجِيَادِ ، وَرَوِيَّةِ الاِرْتِيَادِ ، وَأَنَاةِ الْمُقْتَبِسِ الْمُرْتَادِ ، فِي مُدَّةِ الْأَجَلِ ، وَمُضْطَرَبِ الْمَهَلِ .
الشّرْحُ :
مربوبون : مملوكون . والاقتسار : الغَلَبة والقهر . والاحتضار : حضور الملائكة عند الميت ؛ وهو حينئذٍ محتضَر ، وكانت العرب تقول : لبن محتضَر : أي فاسد ذو آفة . والأجداث : جمع جَدَث ، وهو القبر ؛ واجتدث الرجل ؛ اتخذ جَدَثا ، ويقال : « جَدَف » بالفاء . والرُّفات: الحُطام ؛ تقول منه رَفَتَ الشيء فهو مرفوت . ومدينون ، أي مجزيّون . والدَّيْن : الجزاء ؛ ومنه « مَالِكِ يَوْمِ الدِّين »۱ . ومميَّزون حسابا ، من قوله تعالى : « وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أيُّهَا المُجْرِمُونَ »۲ ، ومن قوله تعالى : « وَكُنْتُمْ أَزْوَاجا ثَلاَثَةً »۳ ؛ كما أنّ قوله : « ومبعوثون أفراداً » ، مأخوذ من