والمقتبِس : متعلّم العلم هاهنا ، ولابدّ له من أناة ومَهَل ليبلغُ حاجتَه ، فضرب مثلاً ، وجاء في بعض الروايات : « ومقبوضون اختضارا » بالخاء المعجمة ؛ وهو موت الشاب غَضّا أخضر ، أي مات شابا ، وكان فتيان يقولون لشيخ : أجززت يا أبا فلان ، فيقول : أيْ بنيّ ، وتختَضرون ! أجزّ الحشيش : آن أنْ يُجزَّ ، ومنه قيل للشيخ كاد يموت : قد أجَزَّ ، والرواية الأُولى أحسن ؛ لأنها أعمّ .
وفي رواية « لمضمار الخيار » ، أي للمضمار الذي يستبِق فيه الأبرار الأتقياء إلى رضوان اللّه سبحانه .
الأصْلُ :
۰.فَيَالَهَا أَمْثَالاً صَائِبَةً ، وَمَواعِظَ شَافِيَةً ، لَوْ صَادَفَتْ قُلُوبا زَاكِيَةً ، وَأَسْمَاعا وَاعِيَةً ، وَآرَاءً عَازِمَةً ، وَأَلْبَابا حَازِمَةً!
فَاتَّقُوا اللّهَ تَقِيَّةَ مَنْ سَمِعَ فَخَشَعَ ، وَاقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ ، وَوَجِلَ فَعَمِلَ ، وَحَاذَرَ فَبَادَرَ ، وَأَيْقَنَ فَأَحْسَنَ ، وَعُبِّرَ فَاعْتَبَرَ ، وَحُذِّرَ فَحَذِرَ ، وَزُجِرَ فَازْدَجَرَ ، وَأَجَابَ فَأَنَابَ ، وَرَاجَعَ فَتَابَ ، وَاقْتَدَى فَاحْتَذَى ، وَأُرِيَ فَرَأَى ، فَأَسْرَعَ طَالِبا ، وَنَجَا هَارِبا ، فَأَفَادَ ذَخِيرَةً ، وَأَطَابَ سَرِيرَةً ، وَعَمَّرَ مَعَادا ، وَاسْتَظْهَرَ زَادا ، لِيَوْمِ رَحِيلِهِ وَوَجْهِ سَبِيلِهِ ، وَحَالِ حَاجَتِهِ ، وَمَوْطِنِ فَاقَتِهِ ، وَقَدَّمَ أَمَامَهُ لِدَارِ مُقَامِهِ .
فَاتَّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ جِهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ ، وَاحْذَرُوا مِنْهُ كُنْهَ مَا حَذَّرَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ ، وَاسْتَحِقُّوا مِنْهُ مَا أَعَدَّ لَكُمْ بِالتَّنَجُّزِ لِصِدْقِ مِيعَادِهِ ، وَالْحَذَرِ مِنْ هَوْلِ مَعَادِهِ .
الشّرْحُ :
صائبة : غير عادلة عن الصواب ، صاب السهم يصوبُ صَوْبَةً ، أي قصد ولم يَجُرْ ، وصاب السهمُ القرْطاسَ يَصِيبه صَبْيا لغة في « أصابه » ، وفي المثل : مع الخواطئ سهم صائب . وشافية : تبرئ من مرض الجهل والهوى . والقلوب الزاكية : الطاهرة ، والأسماع الواعية : الحافظة . والآراء العازمة : ذات العزم . والألباب : العقول . والحازمة : ذات الحَزْم ، والحزْم :