هامّة ؛ وهي ما يخاف ضرره من الأحناش ۱ ؛ كالعقارب والعناكب ونحوها . والنواهك : جمع ناهكة وهي ما ينهَك البدن ، أي يبليه . وعَفَتْ : دَرَست ، ويروى بالتشديد . وشَحِبة : هالكة ، والشَّحَب : الهلاك ، شحِب الرجل بالكسر ، يَشْحَب ، وجاء شَحَب ، بالفتح يشحُبُ بالضم ؛ أي هلك ؛ وشَحَبه اللّه يشحُبه ، يتعدّى ولا يتعدى . ونَخِرَة : بالية . والأعباء : الأثقال ، واحدها عِبْ ء .
وقال : « موقنة بغيب أنبائها » ؛ لأنّ الميت يعلم بعد موته ما يصير إليه حاله من جنّة أو نار . ثم قال : إنها لا تكلف بعد ذلك زيادة في العمل الصالح ، ولا يطلب منها التوبة من العمل القبيح ؛ لأنّ التكليف قد بطل .
الأصْلُ :
۰.أَوَ لَسْتُمْ أَبْنَاءَ الْقَوْمِ وَالآبَاءَ ، وَإِخْوَانَهُمْ وَالْأَقْرِبَاءَ ؟ تَحْتَذُونَ أَمْثِلَتَهُمْ ، وَتَرْكَبُونَ قِدَّتَهُم ، وَتَطَؤُونَ جَادَّتَهُمْ ؟! فَالْقُلُوبُ قَاسِيَةٌ عَنْ حَظِّهَا ، لاَهِيَةٌ عَنْ رُشْدِهَا ، سَالِكَةٌ في غَيْرِ مِضْمَارِهَا ! كَأَنَّ الْمَعْنِيَّ سِوَاهَا ، وَكَأَنَّ الرُّشْدَ فِي إِحْرَازِ دُنْيَاهَا .
الشّرْحُ :
القِدّة ، بالدال المهملة وبكسر القاف : الطريقة ، ويقال لكل فِرْقة من الناس إذا كانت ذات هَوىً على حدة : قِدّة ، ومنه قوله تعالى : « كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدا »۲ ، ومن رواه : « ويركبون قُذّتهم » بالذال المعجمة وضم القاف أراد الواحدة من قُذذ السهم ؛ وهي ريشه ، يقال : حذوَ القُذّة بالقُذّة ، ويكون معنى : « وتركبون قُذّتهم » ؛ تقتفون آثارهم وتُشابهون بهم في أفعالهم . ثم قال : وتطئون جادّتهم ؛ وهذه لفظة فصيحة جدا .
ثم ذكر قساوة القلوب وضلالها عن رشدها ، وقال : « كأنّ المعنيّ سواها » ؛ هذا مثل قول النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : « كأنّ الموت فيها على غيرنا كُتِب ، وكأنّ الحقّ فيها على غيرنا وجب » .