31
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1

ابن أبي الحديد الشافعي المعتزلي

(586 ـ 656 ه)

شارح نهج البلاغة

هو عزّ الدين أبو حامد عبد الحميد بن هبة اللّه بن محمّد بن محمّد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني البغدادي ، مؤلف شرح نهج البلاغة ، أحد جهابذة العلماء وأثبات المؤرخين ، كان أديباً ناقداً ، ولغوياً متقِناً ، وعارفاً بأخبار العرب ، وشاعراً مجيداً ، وكاتباً بديع الإنشاء ، وأصولياً حاذقاً ، ومتكلّماً نظّاراً .
ولد في المدائن سنة (586 ه) ، وترعرع فيها ، وتوفي ببغداد سنة (656 ه) ۱ .
أبوه بهاء الدين أبو الحسين هبة اللّه المدائني البغدادي (530 ـ 613 ه) المدرّس في المدرسة النظامية ، وأُستاذ الأدب والحديث في بغداد والمدائن ، وقد تقلّد في الأخيرة الخطابة والقضاء مدة طويلة ، حتى نعته مترجموه بالخطيب وبالقاضي ۲ .
له أربعة أولاد ، الأصغر منهم أبو البركات محمد ، توفي شاباً وكان كاتباً لأوقاف النظامية ۳ . وأبرزهم عبد الحميد (الشارح) ومن بعده موفق الدين أحمد ، ويسمى القاسم الشافعي الأشعري ، ولد في المدائن ، ودرس في الشام وبغداد ، وبعد أن أكمل دراسته ، أقام في المدرسة النظامية ببغداد لمدة سنتين ، ثم قام بمهمّة التدريس فيها ، كما درّس في المدرسة الفخرية ـ نسبة إلى فخر الدولة أبي المظفر الحسين بن هبة اللّه الشافعي (578 ه) ـ

1.الوفيات ، ابن خلكان ۵/۳۹۲ ؛ البداية والنهاية ، ابن كثير ۱۳/۱۱۹ ؛ نسمة السحر ، الصنعاني ۲/۱۳۸ ؛ روضات الجنات ، الخوانساري ۵/۲۰ ؛ مقدمة شرح النهج ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ۱/۱۳ ؛ عصر الدول والإمارات ، شوقي ضيف ، ص۳۷۸ .

2.المختصر ، ابن الذهبي محمد بن أحمد ۳/۲۲۷ ؛ والجامع ، ابن الساعي ۹/۸۸ .

3.الجامع ، ابن الساعي ۹/۸۸ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
30

كلام المخلوقين ، ودون كلام الخالق . وما دام أنّ لخطبه ورسائله وكلماته عليه السلام نظائر في القرآن الكريم ، وفي أحاديث النبي الأقدس صلى الله عليه و آله وسلم ، فلا قيمة للتشكيك في صحة ما ورد في النهج الشريف . وما هذه الشبهات إلاّ غارة يشنّها أعداء الإسلام قديماً وحديثاً ، وهي لا تقوى على مصادمة الحق والصدق ، وقد تصدّى غير واحد من الأعلام على مرّ العصور لدفعها ۱ .
ولا شك أنّ الدكتور زكي مبارك كان أكثر إنصافاً حين قال في معرض دفاعه مستخفّاً بمن شكك في نهج البلاغة : « الذين نسبوا نهج البلاغة إلى الرضي يحتجّون بأنّه وضعها لإغراض شيعية . فلم لا نقول من جانبنا بأنّ تهمة الوضع جاءت لتأييد خصوم الحملات الشيعيّة » ۲ .
وأخيراً فإنّ اعتقادنا في كتاب (نهج البلاغة) وفي جامعه السيد الرضي ، هو أنّ جميع ما فيه من الخطب والوصايا والحكم والآداب ، حاله كحال ما يُروى عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم ، وعن أهل بيته الأطهار عليهم السلام في جوامع الأخبار الصحيحة ، وفي الكتب الدينية المعتبرة . وإنّ منه ما هو قطعي الصدور ، ومنه ما يدخله أقسام الحديث المعروفة . وأمّا مؤلفه وجامعه الشريف الرضي رحمه الله ، فاعتقادنا فيه أنه منزّه عن كلّ ما يشين الرواة ويقدح في عدالتهم ، وأنه لم ينشئ شيئاً من نفسه وأدخله في النهج ، كما أنه لم يُدخل فيه شيئاً يعلم أنه لغير أمير المؤمنين عليه السلام . بل لم يكن كحاطب ليل ، فهو لا يروي شيئاً إلاّ بعد التثبت ، ولا ينقله إلاّ عمّن يعتمد عليه من الرواة ، وأهل السير والتاريخ . فجميع ما في النهج هو من كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام على رواية الثقة العدل ، ولا دخيل فيه ولا وضع ۳ .

1.انظر في هذا المجال : مدارك نهج البلاغة ، الشيخ هادي كاشف الغطاء ؛ مصادر نهج البلاغة ، الشيخ عبد اللّه نعمة ؛ ومصادر نهج البلاغة ، للمحقّق السيد عبد الزهراء الخطيب ؛ وغيرها .

2.النثر الفني ۱/۸۱ ، مصدر سابق .

3.مدارك نهج البلاغة ودفع الشبهات ، الشيخ هادي كاشف الغطاء ، ص۱۹۷ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95590
الصفحه من 712
طباعه  ارسل الي