319
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1

سَفيّ . وذيولها هاهنا : يريد به أطرافها وما لاحَفَ الأرض منها . وما تعفو الأمطار ، أيْ ما تدرُس ، عفت الريح المنزل أي درسته ، وعفا المنزل نفسُه يعفُو : درس ، يتعدّى ولا يتعدّى . وبنات الأرض : الهوامّ والحشرات التي تكون في الرمال ، وعَوْمها فيها : سباحتها ، ويقال لسير السفينة وسير الإبل أيضا : عَوْم ، عُمت في الماء ، بضمّ أوله أعوم . وكُثبان الرمال : جمع كَثيب وهو ما انصبَّ من الرَّمْل واجتمع في مكانٍ واحد فصار تَلاًَّ ، وكثبت الشيء أكثِبُه كثبا ، إذا جمعته ، وانكثب الرمْلُ : اجتمع . وشناخيب الجبال : رؤوسها واحدها شُنْخوب . وذَرَاها : أعاليها جمع ذِرْوة وذُروة ، بالكسر والضم . والتغريد : التطريب بالغناء ، والتغرّد مثله ، وكذلك الغَرَد بفتحهما ، ويقال : غرِد الطائر فهو غرِد ، إذا طرّب بصوته . وذوات المنطق هاهنا : الأطيار ؛ وسمّى صوتها منطقاً وإن كان لا يطلق إلاّ على ألفاظ البشر ، مجازاً . ودياجير : جمع دَيْجور ، وهو الظلام . والأوكار : جمع وَكْر ، وهو عُشّ الطائر ، ويجمع أيضاً على وُكُور ، ووَكَر الطائر يَكِر وَكْرا ، أي دخل وَكْره .
وقوله : « وما أوعبته الأصداف » ، أي من اللؤلؤ . وحضَنَت عليه أمواجُ البحار : أي ما ضمّته كما تحضن الأُنثى من الطير بيضها ، وهو ما يكون في لجة ؛ إمّا من سمك أو خشب أو ما يحمله البحر من العنبر كالجماجم بين الأمواج وغير ذلك .
وسُدْفة الليل : ظلمته ، وجاء بالفتح : وقيل : السُّدفة اختلاط الضوء والظلمة معا كوقت ما بين طلوع الفجر إلى الإسفار . وغشيْته : غطّته . وذرّ عليه شارق نهار ، أي ما طلعت عليه الشمس ، وذرت الشمس تذُرّ بالضم ، ذُرورا : طلعت ، وذرّ البقل ، إذا طلع من الأرض . وشَرَقت الشمس : طلعت ، وأشرقت بالهمزة ، إذا أضاءت وصفت . واعتقبت : تعاقبت . أطباق الدياجير : أطباق الظُّلَم . وأطباقها : جمع طَبَقة ، أيْ أغطيتها ، أطبقت الشيء أي غَطّيته ، وجعلته مطبَقا ؛ وقد تطبّق هو ، ومنه قولهم : لو تطبّقت السماء على الأرض لما فعلتُ كذا . وسَبحات النور : عطف على أطباق الدياجير ، أي يعلم سبحانه ما تعاقب عليه الظلام والضياء . وسبحات هاهنا ، ليس يعني به ما يعني بقوله : « سبحان وجْه ربنا » ؛ لأ نّه هناك بمعنى ما يسبَح عليه النور ، أي يجري ، من سَبْح الفرس وهو جَرْيه ، ويقال : فرس سابح . والخُطوة : ما بين القدمين ، بالضم ، وخطوت خَطْوَةً بالفتح ؛ لأ نّه المصدر . ورَجْع كلّ كلمة : ما ترجع به من الكلام إلى نفسك وتردّده في فكرك . والنّسَمة : الإنسان نفسه ، وجمعها نَسم ، ومثقال كلّ ذرة : أي وزن كلّ ذرة ، ومما يخطئ فيه العامة قولهم للدينار : مثقال ، وإنما


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
318

واصطاف بمعنى ، والموضع مَصِيف ومصطاف . والذرّ : جمع ذَرّة ، وهي أصغر النمل . ومشاتي الهوامّ : المواضع التي تشتو الهوامُّ بها ، يقال : شتوتُ بموضع كذا وتشتَّيْت ، أي أقمت به الشتاء . والهوامّ : جمع هامّة ، ولا يقع هذا الاسم إلاّ على المخُوف من الأحْنَاش . ورجْع الحنين : ترجيعه وترديده ، والمولّهات : النُّوق والنساء اللواتي حيل بينهنّ وبين أولادهنّ . وهمس الأقدام : صوت وطئها خفياً جداً ، قال تعالى : « فَلاَ تَسْمَعُ إلاَّ هَمْسا »۱ ومنه قول الراجز :
* فَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسا *
والأسدُ الهمُوس : الخفيّ الوط ء . ومنفسَحُ الَّثمرة ، أي موضع سعتها من الأكمام ، وقد رُوي : « متفسّخ » بالخاء المعجمة وتشديد السين وبتاء بعد الميم ، مصدراً من تفسّخت الثمرة ، إذا انقطعت . والولائج : المواضع الساترة ، والواحدة وَلِيجة ، وهو كالكهف يستَتِر فيه المارة من مطر أو غيره ، ويقال أيضا في جمعه : وُلُج وأولاج . ومتقمّع الوحوش : موضع تقمّعها واستتارها . وغِيران الجبال : جمع غارٍ ، وهو كالكهف في الجبل ، والمغار مثل الغار والمغارة مثله . ومختبَأ البعوض : موضع اختبائها واستتارها . وسُوق الأشجار : جمع ساق . وألحيتُها جمع لحاء وهو القشر . ومغرز الأوراق : موضع غَرْزها فيها . والأفنان : جمع فَنَن ، وهو الغصن . والأمشاج : ماء الرجل يختلط بماء المرأة ودمها ، جمع مَشِيج ، كيتيم وأيتام . ومحطّها : إمّا مصدر أو مكان . ومسارب الأصلاب : المواضع التي يتسرب الْمنيُّ فيها من الصُّلبُ، أي يسيل . وناشئة الغيوم : أوّل ما ينشأ منها، وهو النّشيء أيضا ، وناشئة الليل في قوله تعالى : « إنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً »۲ أول ساعاته ، ويقال : هي ما ينشأ في الليل من الطاعات . ومتلاحمها ، ما يلتصق منها بعضها ببعض ويلتحم . ودرور قطر السحاب : مصدر ، من دَرّ يدِرّ ، أي سال ، وناقة دَرُور : أي كثيرة اللبن ، وسَحَاب درور : أي كثير المطر ، ويقال : إن لهذا السّحاب لدِرَّةً ، أي صبّا ، والجمع درور . ومتراكمها : المجتمِع المتكاثف منها ، رَكَمْتُ الشيء أركُمه بالضم : جمعته وألقيت بعضَه على بعض ، ورمْلٌ ركام ، وسحاب ركام ، أي مجتمع . والأعاصير : جمع إعصار ، وهي ريح تثير الغبار فيرتفع إلى السماء كالعمود . وقال تعالى : « فَأَصَابَهَا إعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ »۳ . وتسفي ، من سفَتِ الريح التراب سَفْيا ، إذا أذرته فهو

1.سورة طه ۱۰۸.

2.سورة المزمل ۶ .

3.سورة البقرة ۲۶۶ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95656
الصفحه من 712
طباعه  ارسل الي