رواه أحمد في « المسند » وفي كتاب فضائل علي عليه السلام ، وذكره صاحب كتاب الفردوس ، وزاد فيه : « ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب ، فكان لي النبوّة ولعليّالوصية » .
والحديث الحادي والعشرون : دعا صلى الله عليه و آله وسلم عليّا في غزاة الطائف ، فانتجاه ، وأطال نجواه حتى كرِه قوم من الصحابة ، ذلك ، فقال قائل منهم : لقد أطال اليَوم نَجْوى ابنِ عمّه ، فبلغه عليه الصلاة والسلام ذلك فجمع منهم قوما ، ثم قال : « إنّ قائلاً قال : لقد أطالَ اليوم نجوى ابن عمّه ، أما إني ما انتجيتُه ؛ ولكن اللّه انتجاه » .
رواه أحمد رحمه الله في « المسند » . انظر شرح النهج / ج9 : 166 ـ 174 ثم أنّ ابن أبي الحديدأردف قائلاً : فأردنا بإيراد هذه الأخبار هاهنا عند تفسير قوله : « نحن الشعار والأصحاب ، ونحن الخزنة والأبواب » ، أن ننبِّه عَلَى عِظَم منزلته عند الرسول صلى الله عليه و آله وسلم ، وأنّ من قيل في حقه ما قيل لو رقى إلى السماء ، وعَرَج في الهواء ، وفخر عَلَى الملائكَة والأنبياء ، تعظما وتبجّحا ؛ لم يكن ملوما ، بل كان بذلك جديرا ؛ فكيف وهو عليه السلام لم يسلك قطّ مسلك التعظّم والتكبّر في شيء من أقواله ولا من أفعاله ؛ وكان ألطف البشر خلقاً ، وأكرمهم طبعاً ، وأشدّهم تواضعاً ، وأكثرهم احتمالاً ، وأحسنهم بِشْرا ، وأطلقهم وجها ؛ حتى نسبه من نسبه إلى الدُّعابة والمزاح ، وهما خُلُقان ينافيان التكبّر والاستطالة ؛ وإنما كان يذكر أحياناً ما يذكره من هذا النوع ، نَفْثَة مصدُور ، وشكوى مكروب ، وتنفّس مهموم ؛ ولا يقصِد به إذا ذكره إلاّ شكر النعمة ، وتنبيه الغافل عَلَى ما خصّه اللّه به من الفضيلة ، فإنَّ ذلك من باب الأمر بالمعروف ، والحضّ عَلَى اعتقاد الحقّ والصواب في أمره ، والنهي عن المنكر الذي هو تقديم غيره عليه في الفضل ؛ فقد نهى اللّه سبحانه عن ذلك فقال : « أَفَمَنْ يَهْدِي إلَى الْحَقّ أحَقُّ أَنْ يُتَّبَع أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ »۱ .
الأصْلُ :
۰.منها :فِيهِمْ كَرَائِمُ الإيمَانِ ، وَهُمْ كُنُوزُ الرَّحْمنِ .إِنْ نَطَقُوا صَدَقُوا ، وَإِنْ صَمَتُوا لَمْ يُسْبَقُوا . فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ ، وَلْيُحْضِرْ عَقْلَهُ ، وَلْيَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الاْخِرَةِ ، فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ ،