537
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1

الشّرْحُ :

أحطت بجُهدي من ورائكم : حميتُكم وحضَنْتُكم . والجُهْد ، بالضمّ الطاقة . الرِّبَق جمع رِبْقة ، وهي الحبل يُرْبَق به البهم . وحلَق الضيم : جمع حَلْقة ، بالتسكين ، ويجوز : « حِلق » بكسر الحاء وحِلاق .
فإن قلت : كيف يجوز له أن يطرق ويغضِي عن المنكر؟
قلت : يجوز له ذلك إذا علم أو غلب على ظنّه أ نّه إن نهاهم عنه لم يرتدعوا ، وأضافوا إليه منكرا آخر ، فحينئذٍ يخرج الإطراق والإغضاء عن حدّ الجواز إلى حدّ الوجوب ؛ لأنّ النهي عن المنكر يكون والحالة هذه مفسدة ۱ .

161

الأصْلُ :

۰.ومن خطبة له عليه السلامأَمْرُهُ قَضَاءٌ وَحِكْمَةٌ ، وَرِضَاهُ أَمَانٌ وَرَحْمَةٌ ، يَقْضِي بِعِلْمٍ ، وَيَعْفُو بحِلْمٍ .
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا تَأْخُذُ وَتُعْطِي ، وَعَلَى مَا تُعَافي وَتَبْتَلِي ؛ حَمْداً يَكُونُ أَرْضَى الْحَمْدِ لَكَ ، وَأَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَيْكَ ، وَأَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَكَ . حَمْداً يَمْلَأُ مَا خَلَقْتَ ، وَيَبْلُغُ مَا أَرَدْتَ . حَمْداً لاَ يُحْجَبُ عَنْكَ ، وَلاَ يُقْصَرُ دُونَكَ . حَمْداً لاَ يَنْقَطِعُ عَدَدُهُ ، وَلاَ يَفْنَى مَدَدُهُ ، فَلَسْنَا نَعْلَمُ كُنْهَ عَظَمَتِكَ إِلاَّ أنّا نَعْلَمُ أَنَّكَ حَيٌّ قَيُّومٌ ، لاَ تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ . لَمْ يَنْتَهِ إِلَيْكَ نَظَرٌ ، وَلَمْ يُدْرِكْكَ بَصَرٌ . أَدْرَكْتَ الْأَبْصَارَ ،

1.الظاهر أنّ المراد من كلام الإمام عليه السلام هو ؛ إرادة تعريف هؤلاء الناس حسن معاملته وإحسانه إليهم ، مع خذلانهم وعدم وفائهم له ، فتجاهل حقّه الخاص دون غيره من المنكر ، والمنكر الذي أغضى عنه عليه السلام هو ما كان يتعلّق بشأنه ، من كونه نفس النبي صلى الله عليه و آله وسلم ووصيّه ؛ بنصّ القرآن وعلى لسان الرسول صلى الله عليه و آله وسلم ، وهذا مثل قوله عليه السلام : «لأسلمن ما سلمت أُمور المسلمين » . اُنظر الخطبة ۷۳ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
536
  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95517
الصفحه من 712
طباعه  ارسل الي