من الخُيَلاء وهي العُجْب . ويميس : يتبختر . وَزَيفانه : تبختره ، زافَ يزيف ، ومنه ناقة زيّافة ، أي مُختالة . وكذلك ذكر الحمام عند الحمامة إذا جَرّ الذُّنابي ، ودفع مقدّمه بمؤخره واستدار عليها .
ويفضي : يسفِد . والدِّيَكة جمع ديك ، كالقرَطة والجِحَرَة جمع قُرْط وجُحْر . ويؤرّ : يسفِد ؛ والأرّ : الجماع ، ورجل آرّ كثير الجماع . ومَلاقحه : أدوات اللقاح وأعضاؤه ؛ وهي آلات التناسل . قوله : « أرّ الفُحول » ، أي أرّا مثل أرّ الفحول ذات الغلْمة والشَّبق . ثم ذكر أنه لم يقل ذلك عن إسناد قد يضعّف ويتداخله الطعن ، بل قال ذلك عن عيان ومشاهدة .
فإن قلت : من أين للمدينة طواويس ؟ وأين العرب وهذا الطائر حتى يقول أمير المؤمنين عليه السلام : « أحيلك من ذلك على معاينة » ؛ لا سيما وهو يعني السِّفاد ، ورؤية ذلك لمن تكثُر الطواويس في داره ويطول مكثُها عنده نادرة!
قلت : لم يشاهد أميرُ المؤمنين عليه السلام الطواويسَ بالمدينة بل بالكوفة ، وكانت يومئذٍ تجبى إليها ثمرات كلِّ شيء ، وتأتي إليها هدايا الملوك من الآفاق ، ورؤية المسافدة مع وجود الذّكر والأُنثى غير مستبعَدة .
والضّفّتان ، بفتح الضاد : الجانبان ، وهما ضفتا النّهر ، وقد جاء ذلك بالكسر أيضا ، والفتح أفصح . والمنبجس : المنفجر . ويسفحها : يصبها ، وروي : « تنشجها مدامعه » ؛ من النّشيج ، وهو صوت الماء وغَلَيانه من زِقّ أو حُبّ أو قِدْر .
الأصْلُ :
۰.تَخَالُ قَصَبَهُ مَدَارِيَ مِنْ فِضَّةٍ ، وَمَا أُنْبِتَ عَلَيْهَا مِنْ عَجِيبِ دَارَاتِهِ ، وَشُمُوسِهِ خَالِصَ الْعِقْيَانِ ، وَفِلَذَ الزَّبَرْجَدِ . فَإِنْ شَبَّهْتَهُ بِمَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ قُلْتَ : جَنِيٌّ جُنِيَ مِنْ زَهْرَةِ كُلِّ رَبِيعٍ . وَإِنْ ضَاهَيْتَهُ بِالْمَلاَبِسِ فَهُوَ كَمَوْشِيِّ الْحُلَلِ ، أَوْ كَمُونِقِ عَصْبِ اليَمَنِ . وَإِنْ شَاكَلْتَهُ بِالْحُلِيِّ فَهُوَ كَفُصُوصٍ ذَاتِ ألوَانٍ ، قَدْ نُطِّقَتْ بِاللُّجَيْنِ الْمُكَلَّلِ .
يَمْشِي مَشْيَ الْمَرِحِ الْمُـخْتَالِ ، وَيَتَصَفَّحُ ذَنَبَهُ وَجَنَاحَيْهِ ، فَيُقَهْقِهُ ضَاحِكاً لِجَمَالِ