631
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1

سُمِّيَ الرَّجلُ الكثير الأكل : حُطَمة . واليفَن : الشيخ الكبير . ولهزه : خالطه ، ويقال له حينئذٍ : مَلْهوز ، ثم أشمط ، ثمّ أشيب . ولهزتُ القوم : خالطتهم ودخلت بينهم . والقتير : الشّيْب ؛ وأصله رؤوس المسامير في الدُّرُوع تسمَّى قتيراً . والتحمت أطواق النار بالعظام : التفّتْ عليها ، وانضمّت إليها ، والتصقت بها . والجوامع : جمع جامعة ، وهي الغلّ ؛ لأنها تجمع اليدين إلى العنق . ونَشِبت : علقَتْ . والسواعد : جمع ساعد ، وهو الذراع .
و « في » من قوله : « في الصحة قبل السُّقْمِ » ، متعلقة بالمحذوف الناصب للّه ، وهو اتّقوا ، أي اتقوه سبحانه في زمان صحّتكم ، قبل أن ينزِل بكم السَّقَم ، وفي فسحة أعماركم قبل أن تبدَّل بالضِّيق . وفَكاك الرّقاب : بفتح الفاء : عتْقها قبل أن تغلَقَ رهائنها ، يقال غَلِقَ الرّهن ، بالكسر ؛ إذا استحقّه المرتهن بألاّ يفُكّه الراهن في الوقت المشروط ، وكان ذلك من شرع الجاهليّة ، فنهى عنه النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، وقال : لا يغلَق الرهن . وخذوا من أجسادكم ، أي أتعبُوها بالعبادة حتى تَنْحَل . والقُلّ : القِلّة . والذِّل : الذِّلّة . وحسيس النّار : صوتها . واللّغوب : النَّصَب .

185

الأصْلُ :

۰.ومن كلام له عليه السلام قاله للبُرج بن مُسْهِر الطائيّ
وقد قال له بحيث يسمعه : «لاحكم إلاّ للّه» ، وكان من الخوارج :
اسْكُتْ قبَّحَكَ اللّهُ يَا أَثْرَمُ ! فَوَاللّهِ لَقَدْ ظَهَرَ الْحَقُّ فَكُنْتَ فِيهِ ضَئِيلاً شَخْصُكَ ، خَفِيّاً صَوْتُكَ؛ حَتَّى إِذَا نَعَرَ الْبَاطِلُ نَجَمْتَ نُجُومَ قَرْنِ الْمَاعِزِ .

الشّرْحُ :

البرج بن مُسْهِر ـ بضم الميم وكسر الهاء ـ ابن الجُلاس بن وهب بن قيس ، شاعر مشهور من شعراء الخوارج ، نادى بشعارهم بحيث يسمعه أمير المؤمنين عليه السلام ، فزجره .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
630

أَقْدَامَكُمْ ، وَأَنْفِقُوا أَمْوَالَكُمْ ، وَخُذُوا مِنْ أَجْسَادِكُمْ فَجُودُوا بِهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلاَ تَبْخَلُوا بِهَا عَنْهَا ، فَقَدْ قَالَ اللّهُ سُبْحَانَهُ : « إِنْ تَنْصُرُوا اللّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ »۱ وَقَالَ تَعَالَى : « مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ »۲ . فَلَمْ يَسْتَنْصِرْكُمْ مِنْ ذُلٍّ ، وَلَمْ يَسْتَقْرِضْكُمْ مِنْ قُلٍّ ؛ اسْتَنْصَرَكُمْ وَلَهُ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . وَاسْتَقْرَضَكُمْ ، وَلَهُ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض ، وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ . وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً .
فَبَادِرُوا بِأَعْمَالِكُمْ تَكُونُوا مَعَ جِيرَانِ اللّهِ فِي دَارِهِ . رَافَقَ بِهمْ رُسُلَهُ ، وَأَزَارَهُمْ مَـلاَئِكَتَهُ ، وَأَكرَمَ أَسْمَاعَهُمْ أَنْ تَسْمَعَ حَسِيسَ نَارٍ أَبَداً ، وَصَانَ أَجْسَادَهُمْ أَنْ تَلْقَى لُغُوباً وَنَصَباً : « ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ »۳ .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى نَفْسِي وَأَنْفُسِكُمْ ، وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ!

الشّرْحُ :

الرّمضاء : الأرض الشديدة الحرارة ، والرَّمَض ، بالتحريك : شدّة وقع الشمس على الرّمل وغيره ، وقد رَمِضَ يومُنا بالكسر ، يرمِض رَمَضا ؛ اشتدّ حَرُّه ، وأرض رَمضِةُ الحجارة ، ورمَضِتْ قدمُه من الرَّمْضاء : احترقت . والطابَق ، بالفتح : الآجرّة الكبيرة ؛ وهو فارسيّ معرب . وضجيج حَجَر : يومئ فيه إلى قوله تعالى : « وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ »۴ ، قيل : إنها حجارة الكبريت . وقرين شيطان : يومئ فيه إلى قوله تعالى : « قَالَ قَرِينُهُ ربَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ »۵ . وحَطَم بعضُها بعضا : كسره أو أكله ، والحُطَمة من أسماء النّار ؛ لأنّها تحطِم ما تَلْقَى ، ومنه

1.سورة محمّد ۷ .

2.سورة البقرة ۲۴۵ .

3.سورة الحديد ۲۱ .

4.سورة البقرة ۲۴ .

5.سورة ق ۲۷ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 95555
الصفحه من 712
طباعه  ارسل الي