فَاقَةً إلَى كِفَايَتِهِ ؛ إنِّهُ لاَ يَضِلُّ مَنْ هَدَاهُ ، وَلاَ يَئِلُ مَن عَادَاهُ ، وَلاَ يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاهُ ؛ فَإنَّهُ أَرْجَحُ ما وُزنَ ، وَأَفْضَلُ مَا خُزِنَ . وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، شَهَادَةً مُمْتَحَنا إخْلاَصُهَا ، مُعْتَقَدا مُصَاصُهَا نَتَمَسَّكُ بها أَبَدا ما أَبْقانَا ، وَنَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا ، فَإنَّهَا عَزيمَةُ الاْءِيمَانِ ، وَفَاتِحَةُ الإحْسَانِ ، وَمَرْضَاةُ الرَّحْمَانِ ، وَمَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ ۱ .
الشّرْحُ :
وَأَلَ ، أي نجا ، يئِل . والمُصاص : خالص الشيء . والفاقة : الحاجة والفقر . الأهاويل : جمع أهوال ، والأهوال : جمع هَوْل ، فهو جمع الجمع ، كما قالوا : أنعام وأناعيم . والعزيمة : النية المقطوع عليها . ومدحرة الشيطان ، أي تدحَره ، أي تبعده وتطرده .
وقوله عليه السلام : « استتماما » و « استسلاما » و « استعصاما » من لطيف الكناية وبديعها ، فسبحان مَنْ خصّه بالفضائل التي لا تنتهي ألسنةُ الفصحاء إلى وصفها ، وجعله إمام كل ذي علم ، وقدوةَ كلّ صاحب خِصِّيّة!
وقوله : « فإنه أرجح » ، الهاء عائدة إلى ما دلّ عليه قوله : « أحمده » ، يعني الحمد ، والفعل ، يدلّ على المصدر ، وترجع الضمائر إليه كقوله تعالى : « بَلْ هُوَ شَرٌّ »۲ وهو ضمير البخل الذي دلّ عليه قوله : « يبخلون » .
الأصْلُ :
۰.وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ وَالْعَلَمِ الْمَأْثُورِ ، وَالْكِتَابِ الْمَسْطُورِ ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ ، وَالضِّيَاءِ اللاَّمِعِ ، وَالأَمْرِ الصَّادِعِ ، إزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ ، وَاحْتِجَاجا بِالبَيِّنَاتِ ، وَتَحْذِيرا بِالآيَاتِ ، وَتَخْوِيفا بِالْمَثُلاَتِ ، وَالنَّاسُ