وقوله : « نومهم سهود ، وكحلهم دموع » مثل أن يقول : جودهم بخل ، وأمنهم خوف ، أي لو استماحهم محمد عليه السلام النومَ لجادوا عليه بالسهود ، عوضا عنه ، ولو استجداهم الكُحْل لكان كحلهم الذي يصلونه به الدموع .
ثم قال : « بأرض عالمها مُلْجَم » ، أي من عرف صدق محمد صلى الله عليه و آله وآمن به في تقيّة وخوف . « وجاهلها مكرم » ، أي مَنْ جحد نبوته وكَذّبه في عز ومنعة ، وهذا ظاهر .
الأصْلُ :
۰.ومنها يعني آل النبي صلى الله عليه و آلههُمْ مَوْضِعُ سِرِّهِ ، وَلَجَأُ أَمْرِهِ ، وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ ، وَمَوْئِلُ حُكْمِهِ ، وَكُهُوفُ كُتُبِهِ ، وَجِبَالُ دِينِهِ ، بِهِمْ أَقَامَ انْحِناءَ ظَهْرِهِ ، وَأَذْهَبَ ارْتِعَادَ فَرَائِصِهِ .
الشّرْحُ :
اللجأ : ما تلتجئ إليه ، كالوزَر ما تعتصم به . والموئل : ما ترجع إليه ؛ يقول : إنّ أمر النبي صلى الله عليه و آله ، أي شأنه ملتجِئ إليهم ، وعلمه مودَع عندهم ؛ كالثوب يودَع العيْبة . وحُكْمه ، أي شرعه يرجع ويؤول إليهم . وكتبه ـ يعني القرآن ـ والسنة عندهم ، فهم كالكهوف له ؛ لاحتوائهم عليه . وهم جبال دينه لا يتحلحلون عن الدين ؛ أو أنّ الدين ثابت بوجودهم ؛ كما أنّ الأرض ثابتة بالجبال ، ولولا الجبال لمادتْ بأهلها .
والهاء في « ظهره » ترجع إلى الدين ، وكذلك الهاء في « فرائصه » ، والفرائص : جمع فَرِيصة ، وهي اللحمة بين الجنب والكتف لا تزال ترعَد من الدابة .
الأصْلُ :
۰.ومنها في المنافقينزَرَعُوا الْفُجُورَ ، وَسَقَوْهُ الْغُرُورَ ، وَحَصَدُوا الثُّبُورَ ، لا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ