131
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

دخل عليه في رَهْطٍ من الأنصار ـ : ما فعلت نواضحكم ! يهزأ به ، فقال : أنصبناها في طلب أبيك يوم بدر . والغرْب : الدلو العظيمة .
قوله : «أقبلْ وأدبر» ، أي يقول لي ذلك ، كما يقال : للناضح . قوله : «لقد دفعتُ عنه حتّى خشيتُ أن أكونَ آثما» ، يحتمل أن يريدَ بالغتُ واجتهدت في الدّفاع عنه ، حتى خشيت أن أكون آثما في كثرة مبالغتي واجتهادي في ذلك ، وإنّه لا يستحقّ الدفاع عنه لجرائمه وأحداثه .
[ هذا أحد تأويلات ثلاثة ذكرها ابن أبي الحديد ، وهذا هو الصحيح ؛ لأنّه الظاهر من كلامه عليه السلام والمنسجم مع عقيدته في عثمان ] .

240

الأصْلُ:

۰.ومن كلام له عليه السلام
اقتص فيه ذكر ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه و آله وسلم ثمّ لحاقه به
فَجَعَلْتُ أَتْبَعُ مَأْخَذَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ ، فَأَطَأُ ذِكْرَهُ ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى العَرَجِ .
في كلام طويل .
قَالَ الرّضِيّ رحمه الله :
قوله عليه السلام : «فَأطَأُ ذِكْرَهُ» ، من الكلام الذي رمى به إلى غايتي الإيجاز والفصاحة ، أراد أني كنت أُغَطِّي خبره صلى الله عليه و آله وسلم من بدء خروجي إلى أن انتهيت إلى هذا الموضع ، فكنى عن ذلك بهذه الكناية العجيبة .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
130

وأمّا أمرُ الشجرة التي دعاها رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ؛ فالحديث الوارد فيها كثيرٌ مستفيض ، قد ذكره المحدّثون في كتبهم ، وذكره المتكلّمون في معجزات الرسول صلى الله عليه و آله وسلم ، والأكثرون رووا الخبر فيها على الوَضْع الّذي جاء في خطبه أمير المؤمنين ، ومنهم من يروي ذلك مختصراً أنّه دعا شجرة فأقبلت تخُدّ إليه الأرض خَدّا . وقد ذكر البيهقي في كتاب «دلائل النبوة» حديث الشجرة ، ورواه أيضا محمد بن إسحاق بن يسار في كتاب السيرة والمغازي على وجْه آخر .

239

الأصْلُ:

۰.ومن كلام له عليه السلام
قالهُ لعبداللّهِ بن عباسٍ، وقد جاءهُ برسالةٍ من عثمانَ
وهو محصورٌ يسألهُ فيها الخروجَ إلى مالِهِ بيَنبُع ، ليقلَّ هتفُ الناسِ باسمهِ للخلافةِ ، بعد أن كان سأله مثل ذلك من قبل .
فقال عليه السلام :
يَا بْنَ عَبَّاس ، مَا يُرِيدُ عُثَْمانُ إِلاَّ أَنْ يَجْعَلَنِي جَمَلاً نَاضِحاً بِالْغَرْبِ ، أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ ! بَعَثَ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ أَنْ أَقْدُمَ ، ثُمَّ هُوَ الآنَ يَبْعَثُ إِلَيَّ أَنْ أَخْرُجَ ! وَاللّهِ لَقَدْ دَفَعْتُ عَنْهُ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ آثِماً .

الشّرْحُ:

ينبُع على «يفعُلُ» مثل يحلُم ويحكم : اسم موضع ، كان فيه نخلٌ لعليّ بن أبي طالب عليه السلام ، وينبُع الآن بلد صغير من أعمال المدينة . وهتْف الناس باسمه : نداؤهم ودعاؤهم ، وأصله الصوت ، يقال : هَتف الحمامُ يهتفِ هَتْفا ، وهَتَف زيد بعمرو هُتافاً ، أي صاح به ، وقوس هتّافة وهَتْفَى ، أي ذات صوت . والناضح : البعير يستقى عليه ، وقال معاوية لقيس بن سعد ـ وقد

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 120857
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي