275
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

قوله : «حتى لا يطمع العظماء في حَيْفك» ، أي حتَّى لا يطمع العظماء في أن تمالِئهم على حَيْف الضعفاء ، وقد تقدّم مثل هذا فيما سبق ۱ .

47

الأصْلُ:

۰.ومن وصية له عليه السلام للحسن والحسين عليهماالسلام
لما ضربه ابن ملجم لعنه اللّه
أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللّهِ ، وَأَلاَّ تَبْغِيَا الدُّنْيَا وَإِنْ بَغَتْكُمَا ، وَلاَ تَأسَفَا عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا ، وَقُولاَ بِالْحَقِّ ، وَاعْمَلاَ لِلْأَجْرِ ، وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً ، وَلِلْمَظْلُومِ عَوْناً .
أُوصِيكُمَا ، وَجَمِيعَ وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي ، بِتَقْوَى اللّهِ ، وَنَظْمِ أَمْرِكُمْ ، وَصَلاَحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا صلى الله عليه و آله وسلم يَقُولُ : «صَلاَحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلاَةِ وَالصِّيَامِ» .
اللّهَ اللّهَ فِي الْأَيْتَامِ ، فَـلاَ تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ ، وَلاَ تُضَيِّعُوا بِحَضْرَتِكُمْ .
وَاللّهَ اللّهَ فِي جِيرَانِكُمْ ، فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ ؛ مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ .
وَاللّهَ اللّهَ فِي الْقُرْآنِ ، لاَ يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ .
وَاللّهَ اللّهَ فِي الصَّلاَةِ ، فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ .
وَاللّهَ اللّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ ، لاَ تُخَلُّوهُ مَا بَقِيتُمْ ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا .
وَاللّهَ اللّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ .
وَعَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَاذُلِ ؛ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّدَابُرَ وَالتَّقَاطُعَ ، لاَ تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ

1.أوّل الرسالة (۲۷) .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
274

46

الأصْلُ:

۰.ومن كتاب له عليه السلام إلى بعض عمّالهأَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكَ مِمَّنْ أَسْتَظْهِرُ بِهِ عَلَى إِقَامَةِ الدِّينِ ، وَأَقْمَعُ بِهِ نَخْوَةَ الْأَثِيمِ ، وَأَسُدُّ بِهِ لَهَاةَ الثَّغْرِ الَْمخُوفِ . فَاسْتَعِنْ بِاللّهِ عَلَى مَا أَهَمَّكَ ، وَاخْلِطِ الشِّدَّةَ بِضِغْثٍ مِنَ اللِّينِ ، وَارْفُقْ مَا كَانَ الرِّفْقُ أَرْفَقَ ، وَاعْتَزِمْ بِالشِّدَّةِ حِينَ لاَ تُغْنِي عَنْكَ إِلاَّ الشِّدَّةُ . وَاخْفِضْ لِلرَّعِيَّةِ جَنَاحَكَ ، وَابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ ، وَأَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ ، وَآس بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ وَالنَّظْرَةِ ، وَالإِشَارَةِ وَالتَّحِيَّةِ ، حَتَّى لاَ يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ ، وَلاَ يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ . وَالسَّلاَمُ ۱ .

الشّرْحُ:

قوله : «وآس بينهم في اللحظة» ، أي اجعلهم أُسوة ، وروي : «وساوِ بينهم في اللحظة » ؛ والمعنى واحد . وأستظهرْ به : اجعلْه كالظَهْر . والنّخوة : الكبرياء . والأثيم : المخطئ المذنب . وقوله : «وأسُدّ به لَهاة الثّغر» ، استعارة حسنة .
والضِّغث في الأصل : قبضة حشيش مختلط يابسُها بشيء من الرّطْب ، ومنه : أضغاث الأحلام ، للرؤيا المختلطة التي لا يصحّ تأويلها ، فاستعار اللفظة هاهنا ؛ والمراد امزُج الشدّة بشيء من اللين فاجعلهما كالضِّغْث ، وقال تعالى : «وَخُذْ بيَدِكَ ضِغْثا»۲ .
قوله : «فاعتزم بالشدّة» ، أي إذا جدّ بك الجِدّ فدَع اللّين ، فإنّ في حال الشدّة لا تُغنِي إلاّ الشدّة .

1.استظهرْ به : استعين . أقمع : أقهر وأكسر . اللّهاة : لحمة مدلاّة في سقف الفم على باب الحلق . الثغر : ما يمكن أن يهجم منه العدو . آسى : سوىّ بينهم وأعدل .

2.سورة ص ۴۴ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 120885
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي