دون البلوغ وإذا بلغ زالَ اسمُ اليتيم عنه . واليتامى أحد الأصناف الّذين عُيّنوا في الخُمس بنصّ الكتاب العزيز . 
 ثم أوصى بالجيران ، واللفظ الذي ذكره عليه السلام قد ورد مرفوعا في رواية عبد اللّه بن عمر لمّا ذبح شاة ، فقال : أهْدَيتُم لجارنا اليهوديّ ؟ فإنّي سمعت رسولَ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول : «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه» . 
 قوله عليه السلام : «واللّه اللّه في القرآن» ، أمرهما بالمسارعة إلى العمل به ، ونهاهما أن يسبقهما غيرُهما إلى ذلك ، ثم أمرهما بالصلاة والحجّ . وشدّد الوَصاة في الحجّ ، فقال : «فإنّهُ إن تُرك لم تناظروا» ، أي يتعجّل الانتقام منكم . 
 فأما المثلة فمنهيّ عنها ، أمر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أن يمثّل بهبّار بن الأسود ؛ لانه روّع زينب حتّى أجهضتْ ، ثم نهى عن ذلك ، وقال : لا مُثْلة ، المثلة حرام .
48
الأصْلُ:
  ۰.ومن كتاب له عليه السلام إلى معاويةفإِنَّ الْبَغْيَ وَالزُّورَ يُوتِغَانِ الْمَرْءَ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ ، وَيُبْدِيَانِ خَلَلَهُ عِنْدَ مَنْ يَعِيبُهُ ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّكَ غَيْرُ مُدْرِكٍ مَا قُضِيَ فَوَاتُهُ ، وَقَدْ رَامَ أَقْوَامٌ أَمْراً بِغَيْرِ الْحَقِّ فَتَأَلّوْا عَلَى اللّهِ فَأَكْذَبَهُمْ ، فَاحْذَرْ يَوْماً يَغْتَبطُ فِيهِ مَنْ أَحْمَدَ عَاقِبَةَ عَمَلِهِ ، وَيَنْدَمُ مَنْ أَمْكَنَ الشَّيْطَانَ مِنْ قِيَادِهِ فَلَمْ يُجَاذِبْهُ ، وَقَدْ دَعَوْتَنَا إِلَى حُكْمِ الْقُرْآنِ وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ ، وَلَسْنَا إِيَّاكَ أَجَبْنَا ، وَلَكِنَّا أَجَبْنَا الْقُرْآنَ فِي حُكْمِهِ ، وَالسَّلاَمُ ۱ .