315
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

الشّرْحُ:

رُوِيَ : «كلّ رَغِيبة» ، والرغيبةُ ما يُرغَب فيه ؛ فأمّا الرّغبة فمصَدرُ رَغِبَ في كذا ، كأنّه قال : القادرُ على إعطاء كلّ سؤال ، أي إعطاء كلّ سائل ما سأله .
ومعنى قوله : «من الإقامة على العُذْر» ، أي أسأل اللّه أن يوفّقني للإقامة على الاجتهاد ، وبَذْل الوُسْع في الطاعة ، وذلك لأنّه إذا بذل جهدَه فقد أعذَر ، ثمّ فسّر اجتهاده في ذلك في رضا الخَلْق ، ولم يفسّر اجتهاده في رضا الخالق ؛ لأنّه معلوم ، فقال : هو حُسنُ الثّناء في العباد ، وجميل الأثر في البلاد .
فإن قلت : فقولُه «وتمام النّعمة» على ماذا تَعطفه؟
قلت : هو معطوفٌ على «ما» من قوله «لما فيه» ، كأنّه قال : أسأل اللّه توفيقي لذا ولتمام النّعمة ، أي ولتمامِ نعمته عليّ ، وتضاعف كرامته لديّ ، وتوفيقه لهما هو توفيقه للأعمال الصالحة الّتي يستوجبهما بها .

54

الأصْلُ:

۰.ومن كتاب له عليه السلام
إلى طلحة والزبير مع عمران بن الحصين الخزاعيّ۱
وذكر هذا الكتاب أبو جعفر الإسكافي۲في كتاب المقامات :
ومن كتاب له عليه السلام
إلى طلحة والزبير مع عمران بن الحصين الخزاعيّ ۳
وذكر هذا الكتاب أبو جعفر الإسكافي ۴ في كتاب المقامات :
أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ عَلِمْتُما ، وَإِنْ كَتَمْتُما ، أَنِّي لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّى أَرَادُونِي ، وَلَمْ أُبَايِعْهُمْ

1.هو عمران بنُ الحُصَين الخزاعيّ ، وكان من فضلاء الصّحابة وفقهائهم أسلم عام خيبر ، مات بالبصرة سنة اثنتين وخمسين .

2.أبو جعفر الإسكافيّ ـ وهو محمّد بن عبد اللّه الإسكافي ـ عدّه قاضي القضاة في الطّبقة السابعة من طبقات المُعتزِلة ، وقال : كان أبو جعفر فاضلاً عالما ، صنّف سبعين كتابا في علم الكلام . وهو الذي نقض كتاب (العثمانية) على أبي عثمان الجاحظ في حياته ، وكان أبوجعفر يقول بالتفضيل على قاعدة معتزلة بغداد ، ويبالغ في ذلك ، وكان عَلَويَّ الرأي ، محقّقاً منصفاً ، قليل العصبية .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
314

الأصْلُ:

۰.ومن هذا العهد وهو آخره:وَأَنَا أَسْأَلُ اللّه بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَةٍ ، أَنْ يُوَفِّقَنِي وَإِيَّاكَ لِمَا فيهِ رِضَاهُ ، مِنَ الاْءِقَامَةِ عَلَى الْعُذْرِ الْوَاضِحِ إِلَيْهِ وَإِلَى خَلْقِهِ ، مَعَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فِي الْعِبَادِ ، وَجَمِيلِ الْأَثَرِ فِي الْبَلاَدِ ، وَتَمَامِ النِّعْمَةِ ، وَتَضْعِيفِ الْكَرَامَةِ ، وَأَنْ يَخْتِمَ لِي وَلَكَ بالسَّعَادَةِ وَالشَّهَادَةِ ؛ إِنَّا إلَى اللّه راغبون . وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللّهِصَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 120932
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي