383
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

23

الأصْلُ:

۰.مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ .

الشّرْحُ:

هذا الكلام حَثٌّ وحَضٌّ وتحريض على العبادة ، وقد تقدّم أمثالُه ، وسيأتي له نظائرُ كثيرة .

24

الأصْلُ:

۰.مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ ، وَالتَّنْفِيسُ عَن الْمكْرُوبِ .

الشّرْحُ:

قد جاء في هذا المعنى آثارٌ كثيرة ، وأخبارٌ جميلة ۱ .

25

الأصْلُ:

۰.يَابْنَ آدَمَ ، إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحَانَهُ يُتَابِـعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ .

1.فيه حثّ وترغيب في خصال الكرم ومحمود الشيم لوجه اللّه تعالى . الكفارات : جمع كفارة ، فدية أو عمل يمحى به الإثم . الذنوب : المعاصي . إغاثة : إعانة . الملهوف : الحزين ، أو المفجوع .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
382

قال الرَّضيّ رحمه الله :
وهذا القول من لطيف الكلام وفصيحه ، ومعناه : أنّا إن لم نعط حقّنا كنا أذلاّء ، وذلك أن الرديف يركب عجُزَ البعير ، كالعبد والأسير ومن يجري مجراهما .

الشّرْحُ:

هذا الفصلُ قد ذكره أبو عبيد الهرويّ في ( الجمع بين الغريبين ) ، وصورته : «إنّ لنا حقّا إن نعطَه نأخُذْه ، وإنْ نُمنَعه نركب أعجاز الإبل ، وإن طال السُّرَى» . قال : قد فسّروه على وجهين : أحدُهما أنّ راكبَ عَجزِ البعير يلحقه مشقة وضرر ، فأراد : أنا إذا مُنِعْنا حَقَّنا صَبرنا على المَشقّة والمَضرّة ، كما يَصبر راكب عجُز البعير ؛ وهذا التفسير قريبٌ مما فسّره الرضيّ . والوجه الثاني : أنّ راكب عجزِ البعير إنما يكون إذا كان غيرُه قد رَكِب على ظَهْر البعير ، وراكبُ ظهر البعير متقدّم على راكب عَجزِ البعير ، فأراد أنّا إذا مُنِعْنا حَقَّنا تأخَّرْنا وتقدَّمَ غيرُنا علينا ، فكُنّا كالراكب رَديفا لِغَيره ، وأكّد المعنى على كلا التفسيرين بقوله : «وإنْ طالَ السُّرَى» ؛ لأنّه إذا طال السرى كانت المَشَقّة على راكب عجز البعير أعظم ، وكان الصبر على تأخّر راكب عجُزِ البعير عن الراكب على ظهره أشدّ وأصعب .
وهذا الكلام تزعم الإماميّة أنه قاله يومَ السَّقيفة أو في تلك الأيام ، ويذهَب أصحابُنا إلى أنّه قاله يوم الشورى بعد وفاة عمر واجتماعِ الجماعةِ لاختيار واحد من الستّة ، وأكثر أرباب السِّير ينقُلونه على هذا الوجه ۱ .

1.صرّح الطبري في تاريخه ۳:۳۰۰ حوادث سنة ۲۴ ، وغيره ، أنه قاله عليه السلام يوم الشورى . وليس مهما زمانه ، بل المهم أنه لا يُثبت حقّا ولا إمضاءً ليوم السقيفة . فقد رويت عنه أقوالٌ أشد قرعا من ذلك . والمراد : أنّ الخلافة حقّ لنا بالنصّ دون جميع الصحابة ، إن أُعطينا ذلك الحق فذاك ، وإن منعناه صبرنا ولا نطلبه بالعسف ما سلمت أُمور المسلمين .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 120910
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي