401
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

49

الأصْلُ:

۰.عَيْبُكَ مَسْتُورٌ مَا أَسْعَدَكَ جَدُّكَ ۱ .

الشّرْحُ:

قد قال الناسُ في الجَدّ فأكثَروا ، وإلى الآن لم يتحقّق معناه ؛ ومن كلام بعضِهم : إذا أقبل البَخْت باضَت الدَّجاجة على الوَتَد ، وإذا أدبَر البَخْت أُسعِرَ الهاونُ في الشّمس . ومن كلام الحُكماء : إنّ السعادةَ لتَلحظ الحجَر فيُدعَى رَبّا .

50

الأصْلُ:

۰.أَوْلَى النَّاس بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ .

1.الجدّ : الحظ ، وإقبال الدنيا . والمراد : إنّك ستظلّ مرموقاً بالعناية والدعاية ، وستر العيوب مادام حظك مؤاتياً وأيامك مقبلة . وقد تقدم نحوه في الحكمة ۹ : إذا أقبلت على قوم أعارتهم محاسن غيرهم .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
400

47

الأصْلُ:

۰.احْذَرُوا صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ ، واللَّئِيمِ إِذَا شَبِـعَ .

الشّرْحُ:

ليس يعني بالجوع والشِّبَع ما يتعارَفُه الناس ، وإنما المراد : احْذَروا صَوْلة الكريم إذا ضِيَم ، وامتُهِن ، واحذَرُوا صَوْلة اللئِيم إذا أُكرِم . ومِثل المعنى الأوّل قولُ الشاعر :

لا يصبِر الحُرّ تحتَ ضَيْمٍوإنّما يَصبِر الحِمارُ
ومِثلُ المعنى الثاني قولُ أبي الطيّب :

إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُوإن أنتَ أكرمْتَ اللّئيم تَمرّدَا۱

48

الأصْلُ:

۰.قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ ، فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ .

الشّرْحُ:

هذا مِثلُ قولهم : من لانَ استمالَ ، ومن قسا نفّر ، وما استُعبِد الحُرّ بمِثل الإحسان إليه . وقال الشاعر :

وإنّي لوَحْشِيٌّ إذا ما زَجَرْتَنيوإنّي إذا ألّفتَني لألوفُ
وأمّا قول عُمارةَ بن عقيل :
وما النفس إلاّ نطفةٌ بقرارةٍإذا لم تكدّر كان صفواً غديرها
فيكاد يُخالِف قولَ أمير المؤمنين عليه السلام في الأصل ؛ لأنّ أميرَ المؤمنين عليه السلام جَعَل أصلَ طبيعة القلوب التوحّش ، وإنّما تُستَمال لأمرٍ خارج ، وهو التألّف والإحسان ؛ وعُمارة جَعَل أصلَ طبيعة النّفس الصفو والسلامة ، وإنّما تتكدّر وتَجمَح لأمرٍ خارج ، وهو الإساءة والإيحاش .

1.ديوانه ۱ : ۲۸۸ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 120861
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي