47
الأصْلُ:
۰.احْذَرُوا صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ ، واللَّئِيمِ إِذَا شَبِـعَ .
الشّرْحُ:
ليس يعني بالجوع والشِّبَع ما يتعارَفُه الناس ، وإنما المراد : احْذَروا صَوْلة الكريم إذا ضِيَم ، وامتُهِن ، واحذَرُوا صَوْلة اللئِيم إذا أُكرِم . ومِثل المعنى الأوّل قولُ الشاعر :
لا يصبِر الحُرّ تحتَ ضَيْمٍوإنّما يَصبِر الحِمارُ
ومِثلُ المعنى الثاني قولُ أبي الطيّب :
إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملكتَهُوإن أنتَ أكرمْتَ اللّئيم تَمرّدَا۱
48
الأصْلُ:
۰.قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ ، فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ .
الشّرْحُ:
هذا مِثلُ قولهم : من لانَ استمالَ ، ومن قسا نفّر ، وما استُعبِد الحُرّ بمِثل الإحسان إليه . وقال الشاعر :
وإنّي لوَحْشِيٌّ إذا ما زَجَرْتَنيوإنّي إذا ألّفتَني لألوفُ
وأمّا قول عُمارةَ بن عقيل :
وما النفس إلاّ نطفةٌ بقرارةٍإذا لم تكدّر كان صفواً غديرها
فيكاد يُخالِف قولَ أمير المؤمنين عليه السلام في الأصل ؛ لأنّ أميرَ المؤمنين عليه السلام جَعَل أصلَ طبيعة القلوب التوحّش ، وإنّما تُستَمال لأمرٍ خارج ، وهو التألّف والإحسان ؛ وعُمارة جَعَل أصلَ طبيعة النّفس الصفو والسلامة ، وإنّما تتكدّر وتَجمَح لأمرٍ خارج ، وهو الإساءة والإيحاش .