425
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

بظلم وأهلُها مُصلحون» 1 ؛ فكأنه قال : لكنهم لا يَستغفرون فلا انتفَاء للعذاب عنهم .
وقال قوم : معناه ، وما كان اللّه معذِّبهم وفيهم مَنْ يستغفر ، وهم المسلمون بين أظهرهم ممن تخلّف عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم من المستضعفين .

86

الأصْلُ:

۰.مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللّهِ أَصْلَحَ اللّهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاس . وَمَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِهِ أَصْلَحَ اللّهُ لَهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ . وَمَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللّهِ حَافِظٌ .

الشّرْحُ:

مِثلُ الكلمة الأُولى قولُهم : رِضا الَمخلوقِين عُنوانُ رِضا الخالق .
ومِثلُ الكلمة الثانية دُعاءُ بعضهم في قوله :

أنا شاكرٌ أنا مادحٌ أنا حامِدٌأنا خائفٌ أنا جائعٌ أنا عارِ
هي ستّةٌ وأنا الضّمِينُ بنِصْفهافكُنِ الضمينَ بنِصْفها يا بارِي
ومِثلُ الكلمة الثالثة قولُه تعالى : «إنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ»۲ .

87

الأصْلُ:

۰.الْفَقِيهُ كُلُّ الْفَقِيهِ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ ، وَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللّهِ ، وَلَمْ

1.سورة هود ۱۱۷ .

2.سورة النحل ۱۲۸ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
424

84

الأصْلُ:

۰.عَجِبْتُ لِمَنْ يَقْنَطُ وَمَعَهُ الاِسْتِغْفَارُ ۱ .

الشّرْحُ:

قالوا : الاستغفار حَوارسُ الذّنوب .
وقال بعضهم : العبدُ بين ذَنْب ونِعْمة لا يُصْلِحهما إلاّ الشكر والاستغفار .

85

الأصْلُ:

۰.وحكى عنه أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام أنّه كان عليه السلام قال:كَانَ فِي الْأَرْض أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللّهِ ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا ، فَدُونَكُمُ الاْخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ ، أَمَّا الْأَمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وَأَمَّا الْأَمَانُ الْبَاقِي فَالاْسْتِغْفَارُ . قَالَ اللّهُ تَعَالَى : «وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»۲ .

قال الرضيّ رحمه الله : وهذا من محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط .

الشّرْحُ:

قال قومٌ من المفسِّرين : قوله : «وهم يستغْفِرُونَ» ، في موضع الحال ، والمرادُ نفي الاستغفار عنهم ، أي لو كانوا ممّن يستغفرون لما عذّبهم ، وهذا مثلُ قوله تعالى : «وَمَا كَانَ رَبُّك لِيُهْلِكَ القُرَى

1.القنوط : اليأس .

2.سورة الأنفال ۳۳ . إنّ ضمير الغائبين في (ليعذِّبهم) يعود إلى أهل مكة .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 123262
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي